حذر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الجمعة، من أن الاتحاد الأوروبي يتجه نحو "حرب اقتصادية باردة" مع الصين، بينما يستعد زعماء التكتل لتصويت مهم على فرض رسوم جمركية على واردات السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين.
وستصوت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الجمعة، على ما إذا كانت ستفرض رسوماً جمركية على مدى السنوات الخمس المقبلة تصل إلى 45% على واردات السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين في قضية التجارة الأكثر شهرة بالتكتل، والتي قد تدفع بكين إلى اتخاذ إجراءات للرد عليها.
وأصبحت المجر شريكاً تجارياً واستثمارياً مهماً للصين خلال ولاية أوربان، على النقيض من دول أخرى في الاتحاد الأوروبي تسعى إلى أن تصبح أقل اعتماداً على ثاني أكبر اقتصادات العالم.
وأشار أوربان، في مقابلة مع الإذاعة الرسمية للمجر، إلى الرسوم الجمركية المقترحة على الصين قائلاً: "ما يجعلوننا نفعله الآن، أو ما يريد الاتحاد الأوروبي فعله، هو حرب اقتصادية باردة".
وأوضح أوربان، الذي قاد حملة في وسط أوروبا لجلب مصانع تصنيع السيارات الكهربائية والبطاريات الصينية إلى المجر، أن بلاده لا تريد أن يتم الدفع بها في أي من الجانبين، وتريد الاستمرار في التجارة مع الجانبين.
وذكر أنه ستزيد صعوبة بيع المنتجات المصنوعة في الاتحاد الأوروبي إذا انقسم الاقتصاد العالمي إلى كتلتين، مضيفاً أن من غير الواضح ما إذا كانت استراتيجية "الحياد الاقتصادي" للمجر ستصمد أمام التحديات المقبلة.
وقال أوربان، في سبتمبر، إن الشركات الصينية تعهدت باستثمارات بقيمة 9 مليارات يورو في المجر حتى الآن، مما يضعها على قدم المساواة مع شركات من الولايات المتحدة، التي انتقدت استراتيجية أوربان في إقامة علاقات أوثق مع الصين.
وتتولى المجر الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حتى نهاية العام 2024. وزار أوربان بكين في يوليو، وقال في نهاية الزيارة إن الرئيس الصيني شي جين بينج أكد له أن الصين "ستستمر في جهودها من أجل السلام" في أوكرانيا، معلناً استمرار "مهمته للسلام"، بعد زيارة سابقة إلى كييف وموسكو.
انقسام أوروبي
تثير الرسوم الجمركية المرتقبة على واردات السيارات الكهربائية المصنعة في الصين جدلاً داخل الاتحاد الأوروبي، إذ تخشى ألمانيا من أن تؤدي هذه الخطوة إلى إشعال حرب تجارية مع بكين.
وقالت مصادر، الأربعاء، إن الإجراء حصل بالفعل على ما يكفي من الأصوات للموافقة عليه، بدعم من فرنسا واليونان وإيطاليا وبولندا، التي يشكل سكانها 39% من الاتحاد الأوروبي، بينما يتطلب وقف خطة التعريفات تصويت ما لا يقل عن 65% من سكان الاتحاد الأوروبي.
وتخشى بروكسل مما تصفه بـ"مساعدات غير عادلة" تقدمها حكومة بكين لمصنعي السيارات الكهربائية التي تسمح ببيع المنتجات الصينية بسعر يقوض تلك السيارات المصنعة في أوروبا.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز للصحافيين وقادة الأعمال الدوليين والسياسيين، الأربعاء، إن المحادثات لإيجاد أفضل صفقة بشأن التعريفات الجمركية المقترحة من الاتحاد الأوروبي على السيارات الكهربائية المصنعة في الصين "يجب أن تستمر".
وفي حديثه بالحوار العالمي في برلين، قال شولتز: "يجب أن تستمر المفاوضات مع الصين بشأن المركبات الكهربائية.. يجب علينا كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي ألا نؤذي أنفسنا في النزاعات التجارية".
من جانبه، وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المساعدات الصينية بأنها "لا تطاق".
وألمحت بكين إلى أنها قد ترد بتعريفات جمركية على السيارات الألمانية والإيطالية، وعلى المنتجات الزراعية الأوروبية مثل منتجات الألبان ولحم الخنزير والبراندي الفرنسي.