الحرب في الشرق الأوسط.. خفايا هجوم إيران الصاروخي على إسرائيل

time reading iconدقائق القراءة - 7
سماء مدينة تل أبيب خلال هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل (لقطة شاشة) - ٌُREUTERS
سماء مدينة تل أبيب خلال هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل (لقطة شاشة) - ٌُREUTERS
لندن-الشرق

كشفت مصادر "الشرق" أن المعلومات العسكرية الإسرائيلية تقر بأن الضربات الإيرانية استهدفت منشآت سلاح الجو الإسرائيلي والمنطقة الوسطى المعروفة بـ"غوش دان" في منطقة تل أبيب، لكنها نفت أن يكون لأي من ضربات الصواريخ الإيرانية تأثير على القدرات العسكرية الإسرائيلية.

وذكرت التقارير أن الضربات ألحقت أضراراً بقاعدة نيفاتيم الجوية، بما في ذلك مدرج يستخدم لإقلاع وهبوط الطائرات. ولكنها على ما يبدو لم تؤثر على القدرة التشغيلية للقاعدة ككل، حيث لم تتضرر أي طائرة أو معدات عسكرية.

وفي وسط إسرائيل، أكّدت المصادر إصابة مقر الموساد وقاعدة الاستخبارات العسكرية، لكن السلطات لم تفصح عن طبيعة وحجم هذه الأضرار.
 
وكانت إيران أطلقت مساء الثلاثاء، ما لا يقل عن 180 صاروخاً على إسرائيل، مما تسبب في أضرار متفرقة وحرائق نتيجة الشظايا المتساقطة، إلا أن السلطات الإسرائيلية كررت نفي وقوع إصابات بشرية تُذكر.

الفصل المقبل مع إيران

والأربعاء، قال مسؤولون إسرائيليون إن تل أبيب تخطط لرد قوي على الهجوم الصاروخي في غضون أيام، وربما يستهدف منشآت نفطية داخل إيران ومواقع استراتيجية أخرى.

ويحافظ القادة العسكريون الإسرائيليون على الغموض فيما يتعلق بخططهم للرد على الهجوم الإيراني، وسط تقارير عن محاولات أميركية لثني تل أبيب عن استهداف المنشآت النووية الإيرانية أو البنية التحتية لصناعة النفط.

ونقلت وكالات إيرانية، الجمعة، عن قيادي في الحرس الثوري قوله إن إيران ستستهدف منشآت الطاقة والغاز الإسرائيلية إذا ارتكبت إسرائيل "خطأً بمهاجمة طهران".

ووفقاً للمصادر، يعتزم الجيش الإسرائيلي "عدم التعليق واختيار الطريقة والمكان والتوقيت المناسبين"، وهي لغة مشابهة لتصريحات إيران التي دأبت على تأكيد "احتفاظها بحق الرد" منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، وحتى تنفيذها الهجوم الصاروخي الأخير.

"ضربات مباشرة"

ورجّح تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، الجمعة، بعد مراجعة مقاطع فيديو وصور للهجوم الإيراني وما تلاه، أن أكثر من 20 صاروخاً باليستياً إيرانياً بعيد المدى تمكنت من اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية وضربت أو سقطت بالقرب من 3 منشآت عسكرية واستخباراتية على الأقل.

وذكرت الصحيفة الأميركية أنها تحققت من مقاطع فيديو تظهر سقوط 20  صاروخاً على قاعدة نيفاتيم الجوية في صحراء النقب، و3 صواريخ على قاعدة "تل نوف" في وسط إسرائيل.

وقال محللون لـ"واشنطن بوست"، إن الصور تظهر اصطدامات مباشرة للصواريخ بهذه القواعد، وليس الحطام الناجم عن الصواريخ التي تم اعتراضها. 

وأظهرت مقاطع فيديو أخرى أن صاروخين على الأقل سقطا بالقرب من مقر "الموساد"، مما أدى إلى إحداث حفرتين على الأقل.

وذكرت الصحيفة أن التساؤلات تزداد بشأن الأضرار التي لحقت بالقواعد العسكرية الإسرائيلية، وأيضاً بشأن نجاح إيران بشكل كبير في التهرب من الدفاعات الجوية الإسرائيلية مقارنة بشهر أبريل الماضي.

وقال الجيش الإسرائيلي إن أنظمة الدفاع الجوي رصدت 180 صاروخاً تم إطلاقه من إيران، لكنه لم يرد على أسئلة حول عدد المواقع المتضررة من الضربات.

وذكرت الولايات المتحدة وإسرائيل أن الأضرار على الأرض كانت طفيفة، فيما قال الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، إن قواعده تعمل بكامل طاقتها.

وأظهرت 3 مقاطع فيديو متزامنة نشرتها "واشنطن بوست"، سلسلة من الصواريخ تتجه نحو قاعدة "نيفاتيم" الجوية.

وتظهر هذه المقاطع وميضاً في السماء حيث يبدو أن صاروخاً اعتراضياً إسرائيلياً يوقف صاروخاً متجهاً إلى القاعدة. وترتفع كرات نار وأعمدة من الدخان في الأفق في 20 موقعاً على الأقل حيث ضربت الصواريخ، وفقاً لتحليل الصحيفة لمقاطع الفيديو التي تبلغ مدتها 30 ثانية.

الدفاعات الجوية الإسرائيلية

ويملك الجيش الإسرائيلي نظامين للدفاع الصاروخي، وهما "Arrow II" و"Arrow III"، مصممين للدفاع ضد الصواريخ الباليستية بعيدة المدى مثل تلك التي استخدمتها إيران في هجوم الثلاثاء. 

ويعمل "Arrow II" بعد دخول الصاروخ المرحلة النهائية من رحلته داخل الغلاف الجوي، بينما يهدف "Arrow III" إلى اعتراض الصواريخ التي لا تزال في الفضاء، وفق ما ذكر فابيان هينز، محلل الشأن الإيراني في "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" في برلين، والذي يتابع برنامج الصواريخ عن كثب.

وأظهرت صور أقمار صناعية متوسطة الدقة، التقطتها شركة Planet Labs، الأربعاء، ما يبدو أنه مبنى واحد مدمر على الأقل في قاعدة "نيفاتيم". كما أظهرت صورة عالية الدقة لجزء آخر من القاعدة وجود ثقب كبير في سقف محزن للطائرات، والعديد من الحفر الناجمة عن الضربات.

كما أظهر مقطع فيديو تم تصويره من شرفة فندق هيلتون في تل أبيب، صاروخين ينطلقان بسرعة عبر السماء من الشرق باتجاه منطقة "سينما سيتي جليلوت" بالقرب من مقر الموساد، أحدهما يضرب الأرض وينبعث منه وميض كبير من الضوء، والآخر يسقط في البحر.

وأظهر مقطع فيديو تم تصويره في أعقاب الحادث مباشرة، ونشر على مواقع التواصل الاجتماعي، الثلاثاء، حفرة مترامية الأطراف في منتصف الطريق السريع، مما أدى إلى توقف حركة المرور تماماً. وظهرت المركبات التي كانت قريبة من موقع الهجوم مغطاة بطبقة  من التراب، ويبدو أن بعضها تحطمت نوافذها.

وأظهر تحليل الفيديو أن الصاروخ أصاب الرصيف الأوسط للطريق السريع، مما أدى إلى إنشاء حفرة بعرض 20 قدماً، وعمق أكثر من 12 قدماً. وشاهد صحافي من "واشنطن بوست" حفرة ثانية على نفس الطريق السريع. ولم يتضح على الفور نوع الصواريخ المستخدمة في الهجوم.

وأفادت وكالة "مهر" الإيرانية أن صواريخ "قدر" و"عماد" استخدمت خلال هذا الهجوم على إسرائيل، بالإضافة إلى صاروخ "فتاح-1" لأول مرة، والذي قالت إنه يمكنه المناورة بسرعات عالية لتجنب الصواريخ الاعتراضية. وأضافت أن 90% من الصواريخ أصابت أهدافها.

وتعتبر صواريخ "قدر" و"عماد" من بين الصواريخ الأطول مدى في ترسانة إيران.

ويظهر مقطع فيديو آخر، تصاعد الدخان في الأفق بعد وابل آخر من الصواريخ التي ضربت قاعدة "تل نوف" الجوية. ويبدو أن الومضات الساطعة التي أعقبت اصطدام الصاروخ هي انفجار ثانوي.

تصنيفات

قصص قد تهمك