وافق مجلس الشيوخ الأميركي، الثلاثاء، على تعيين كريستين كلارك، رئيسة لقسم الحقوق المدنية بوزارة العدل؛ لتصبح أول امرأة سمراء البشرة تتولى المنصب الذي تم إنشاؤه عام 1957، بحسب ما أوردته شبكة "سي إن إن" الإخبارية.
ووصفت الشبكة الأميركية في تقرير لها الخطوة بـ"التاريخية"، لاسيما أنها تأتي بالتزامن مع ذكرى مقتل الشاب ذي الأصول الإفريقية جورج فلويد على يد الشرطة العام الماضي.
وحصلت كلارك، وهي ابنة مهاجرين من جامايكا، على درجات علمية من جامعة هارفارد وكلية القانون بجامعة كولومبيا، وبدأت حياتها المهنية في وزارة العدل الأميركية، كما عملت خلال السنوات الخمس الماضية كرئيسة للجنة المحامين غير الربحية.
ونقلت الشبكة الأميركية عن كلارك قولها الشهر الماضي: "ستكون أمتنا مكاناً أكثر قوة عندما نحترم حقوق جميع المجتمعات. لقد عملت مع أشخاص من جميع الخلفيات في كل دور قمت به، بغض النظر عن العرق والأصل القومي والدين، وأتعهد لكم بأنني سأقوم بهذا الدور إذا تم تأكيد تعييني".
جدل جمهوري
ولفتت "سي إن إن" في تقريرها إلى أن ترشيح كلارك أثار جدلاً جمهورياً، حيث سلط الحزب في مجلس الشيوخ الضوء على مواقف قديمة لكلارك تعود إلى سنوات دراستها الجامعية في هارفارد.
وكشف الجمهوريون عن مشاركة كلارك في تأليف مقال يقارن بين جينات السود والبيض، مشيرين إلى أنها دعت كاتباً معادياً للسامية للحديث في فعالية عندما كانت رئيسة لجمعية "الطلاب السود" في جامعة هارفارد.
وكانت كلارك اعتذرت في وقت سابق عن هذين الموقفين اللذين مضى عليهما أكثر من 25 عاماً، والتقت في وقت سابق بالعديد من المنظمات اليهودية وأكدت لهم أنها "أخطأت" في قراراتها، وفقاً للشبكة الأميركية.
ورفض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون تيد كروز وجوش هاولي وميتش ماكونيل دعم ترشيح كلارك، مستشهدين بآرائها بشأن إصلاح الشرطة الأميركية.
"المرشحة غير المناسبة"
وقال ماكونيل في تصريح صحافي، الاثنين: "هذه ليست المرشحة المناسبة لمنصب حاسم في وقت حاسم"، مشيراً إلى الارتفاع مستوى الجرائم في جميع أنحاء الولايات المتحدة، خلال الفترة الحالية.
وكان السيناتور الجمهوري تيد كروز اتهم كلارك في وقت سابق بأنها تؤيد وقف تمويل الشرطة، مستشهداً بمقال سابق كتبته بالتزامن مع مقتل فلويد، فيما رفضت كلارك الاتهام، مشيرةً إلى أنها ضد وقف التمويل، وأن ما كتبته هو أنها تفضل تخصيص أموال لبرامج اجتماعية أخرى.
وعن مدى صعوبة تعيينها في المنصب، قال ديريك جونسون، رئيس الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين، وهي منظمة حقوق مدنية للأميركيين ذوي الأصول الإفريقية في الولايات المتحدة، لـ"سي إن إن": "أعتقد أنه العرق هو السبب ولا توجد طريقة أخرى لوصف ذلك".