بعد فقدان الاتصال به في لبنان.. مصير غامض لقائد "فيلق القدس"

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، يتحدث خلال حفل بمناسبة ذكرى وفاة القائد العسكري الإيراني الكبير محمد حجازي، طهران. 14 أبريل 2022 - REUTERS
رئيس فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، يتحدث خلال حفل بمناسبة ذكرى وفاة القائد العسكري الإيراني الكبير محمد حجازي، طهران. 14 أبريل 2022 - REUTERS
بيروت -رويترز

نقلت وكالة "رويترز"، الأحد، عن مسؤولين إيرانيين لم تسمهما، قولهما إن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، الذي كان في لبنان بعد اغتيال الأمين العام لجماعة "حزب الله" اللبنانية، فُقد الاتصال به منذ الغارات الإسرائيلية على بيروت، الأسبوع الماضي، فيما ذكرت وسائل إعلام إيرانية أنه "بصحة جيدة".

وقال نائب قائد فيلق القدس الإيراني إيرج مسجدي، إن قاآني "بصحة جيدة"، وأنه لا حاجة لمزيد من التصريحات بشأن الأمر، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام رسمية في إيران.

وفي وقت سابق، أفاد أحد المسؤولين بأن قاآني كان في الضاحية الجنوبية لبيروت عندما شنت إسرائيل ضربة، الخميس، وتردد أنها استهدفت هاشم صفي الدين، الخليفة المحتمل للأمين العام الراحل لجماعة "حزب الله" حسن نصر الله، لكن المسؤول أوضح أن قاآني لم يلتق صفي الدين.

وقال المسؤول إن إيران و"حزب الله" لم يتمكنا من الاتصال بقاآني، منذ ذلك الحين.

وتضرب إسرائيل أهدافاً متعددة في الضاحية الجنوبية في حملة تشنها على "حزب الله" المدعوم من إيران.

وذكر المسؤول الثاني أن قاآني توجه إلى لبنان بعد اغتيال "نصر الله"، وفقدت السلطات الإيرانية الاتصال به منذ الضربة التي قيل إنها استهدفت صفي الدين.

ولم يعلق "حزب الله" حتى الآن على مصير صفي الدين.

ويشرف فيلق القدس، ذراع الحرس الثوري الإيراني في الخارج، على التعاملات مع الجماعات المتحالفة مع طهران في الشرق الأوسط، مثل "حزب الله".

ولقي القائد في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفروشان،  حتفه مع نصر الله عندما تعرض مقره تحت الأرض لقصف بقذائف إسرائيلية في 27 سبتمبر.

في السياق ذاته، قال المسؤول في "حزب الله"، محمود قماطي، الأحد، إنه ليس لديه معلومات بشأن فقدان قاآني، وإن الجماعة تبحث أيضاً عن حقيقة هذه المسألة

وأضاف قماطي في تصريحات للتلفزيون العراقي، أن إسرائيل لا تسمح بالمضي في البحث عن هاشم صفي الدين بعد قصفها الضاحية الجنوبية لبيروت، الخميس.

ولا يزال مصير صفي الدين مجهولاً.

وأشار قماطي إلى أن اختيار أمين عام جديد لـ "حزب الله" سيستغرق بعض الوقت، لافتاً إلى أن الجماعة تدار بشكل مشترك داخلياً، مؤكداً أن "جثمان الأمين العام لا يزال في لبنان.. لا يزال في الضاحية الجنوبية.. نريد تشييعاً لائقاً لسماحته، وسيدفن في الضاحية عندما تسمح الظروف".

من هو إسماعيل قاآني؟

عينت طهران قاآني رئيساً لوحدة المخابرات العسكرية الخارجية في الحرس الثوري، بعد أن اغتالت الولايات المتحدة سلفه قاسم سليماني في ضربة بطائرة مسيرة في بغداد عام 2020.

ويتمثل جزء من مهمة قاآني، في إدارة حلفاء طهران شبه العسكريين في أنحاء الشرق الأوسط، وكذلك في مناطق أخرى حول العالم.

وقال أشخاص على معرفة بقاآني، وسليماني، ومحللون عسكريون وسياسيون غربيون، إن قاآني لم يحظ قط بالاحترام نفسه الذي حظي به سلفه سليماني، ولم يتمتع بعلاقاته الوثيقة بين حلفاء إيران في العالم العربي.

وفي حين أمسك سليماني بزمام أمور فيلق القدس في وقت زادت فيه قوة حلفاء إيران في الشرق الأوسط، من "حزب الله" في لبنان، مروراً بالفصائل المسلحة الشيعية في العراق، إلى الحوثيين في اليمن، تولى قاآني قيادته في وقت يستهدفهم فيه جواسيس إسرائيل وطائراتها الحربية.

وأصبح قاآني نائباً لقائد فيلق القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري، في عام 1997 عندما أصبح سليماني قائداً للفيلق.

وعندما تولى قاآني منصبه، تعهد بطرد القوات الأميركية من الشرق الأوسط ثأراً لاغتيال سليماني.

ونقلت الإذاعة الرسمية عن قاآني قوله قبل جنازة سليماني في طهران: "نعد بمواصلة طريق الشهيد سليماني بالقوة نفسها.. والتعويض الوحيد لنا هو إخراج أميركا من المنطقة".

وُلد قاآني (67 عاماً) في مدينة مشهد، وهي مدينة دينية شيعية محافظة في شمال شرق إيران، وقاتل في صفوف الحرس الثوري خلال حرب الخليج الأولى في ثمانينيات القرن الماضي.

ويتمتع قاآني أيضاً بخبرة في العمليات في دول أخرى وراء حدود إيران الشرقية، ومنها أفغانستان وباكستان، ولا يتحدث اللغة العربية، على عكس سليماني الذي كان يتحدثها بطلاقة مع الفصائل المسلحة العراقية وقادة "حزب الله".

ولم يكن قاآني يفضل الظهور علناً مثل سليماني، ولا تتوفر سوى معلومات قليلة عنه عبر الإنترنت، أو في البرقيات الدبلوماسية المسربة.

وخلافاً لسليماني الذي التُقطت له صور كثيرة على مدى سنوات في ساحات القتال في العراق وسوريا إلى جانب الفصائل المسلحة التي تدعمها طهران، فضّل قاآني التواري عن الأنظار وإجراء معظم اجتماعاته وزياراته للدول المجاورة سراً.

تصنيفات

قصص قد تهمك