لقي قرار الولايات المتحدة الأميركية إعادة فتح قنصليتها العامة للفلسطينيين في القدس، اعتراضاً من إسرائيل، لكنه بالنسبة للإدارة الأميركية اعتُبر "خطوة مهمة نحو تطبيع العلاقات الأميركية الفلسطينية"، إذ سيُجنّب واشنطن شعوراً بـ"تخبّط" في تعاملها مع الفلسطينيين، بحسب ما أورد تقرير لموقع "أكسيوس".
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعلن، الثلاثاء، أن بلاده "ستعيد فتح قنصليتها العامة في القدس"، التي كانت تتعامل مع الفلسطينيين، قبل أن تغلقها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
وأشار التقرير إلى أن هذا الإعلان جاء إثر لقاء الوزير الأميركي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبعد ساعات على طرحه الأمر، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين أن نتنياهو أعرب عن تحفظات، خلال لقائه بلينكن، موضحاً أنه يفضّل أن تبقى القنصلية جزءاً من السفارة الأميركية في القدس، بدلاً من أن تكون بعثة دبلوماسية مستقلة.
ردّ مبهم
وكان هادي عمرو، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، أثار ملف القنصلية الأسبوع الماضي، مع مسؤولين في مكتب نتنياهو ووزارة الخارجية الإسرائيلية، حين كان موفداً لبلينكن أثناء أزمة غزة.
وقال المسؤولون الإسرائيليون لـ"أكسيوس" إن عمرو تلقّى رداً مبهماً.
ونقل "أكسيوس" عن مصدر قوله إن الشعور بأهمية هذه الخطوة، تعزّز في واشنطن خلال الأزمة، إذ شعر مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية أحياناً بأنهم "يتخبّطون"، من دون وجود قنصلية للتعامل مع الفلسطينيين.
وأشار الموقع إلى أن هذه القنصلية أشرفت على العلاقات الدبلوماسية الأميركية مع السلطة الفلسطينية، خلال أكثر من عقدين، قبل دمجها بالسفارة الأميركية في القدس. واعتبر أن إعادة فتحها ستشكّل خطوة كبرى نحو تطبيع العلاقات الأميركية الفلسطينية، مستدركاً أن ذلك يتطلّب أيضاً موافقة إسرائيل.
"استعادة العلاقات مع الفلسطينيين"
ونقل "أكسيوس" عن الناطقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، قولها إن هذا القرار هو "الخطوة الطبيعية التالية نحو استعادة العلاقات مع الفلسطينيين"، فيما لفت بلينكن إلى أن الخارجية الأميركية ستستخدم القنصلية للتواصل مجدداً مع المجتمع المدني، وقطاع الأعمال في فلسطين، علماً بأنه لم يحدّد جدولاً زمنياً لإعادة فتحها.
وشدد بلينكن على أن إعادة فتح القنصلية ستسهّل تنسيق المساعدات الإنسانية وجهود إعادة إعمار غزة، مع الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية.
وأضاف أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستطلب من الكونغرس الموافقة على تقديم مساعدة إضافية، قيمتها 75 مليون دولار، لإعادة إعمار القطاع في عام 2021، و30 مليوناً أخرى لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وأفاد "أكسيوس" بأن القنصلية فُتحت في عام 1844، وشكّلت طيلة ربع قرن، بعثة دبلوماسية أميركية لدى الفلسطينيين، قبل أن تغلقها إدارة ترمب، وتدمجها بالسفارة الأميركية الجديدة في القدس، عام 2019.