أعلنت السلطات الفرنسية، الثلاثاء، منع أحد أبناء مؤسس تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن من دخول البلاد، بعد نشر تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، اعتبرت السلطات أنها "تمجد الإرهاب"، فيما ذكرت مصادر فرنسية أن "الرجل غادر التراب الفرنسي في عام 2023 من تلقاء نفسه ليستقر في قطر".
وقال وزير الداخلية برونو ريتايو، إنه أصدر حظراً إدارياً على عمر بن لادن، "الابن الأكبر" لزعيم تنظيم القاعدة والذي كان يقيم في نورماندي (شمال فرنسا).
وأضاف ريتايو في بيان نشره على منصة "إكس": "السيد بن لادن، الذي كان يعيش في إقليم أورن منذ عدة سنوات بوصفه زوجاً لمواطنة بريطانية، نشر تعليقات على حساباته على شبكات التواصل الاجتماعي في 2023 تمجد الإرهاب".
ووصل عمر بن لادن بشكل قانوني إلى فرنسا في الأول من يونيو 2018. وبعد حصوله على تصريح إقامة متعدد السنوات في 13 يوليو 2021، يسمح له بالبقاء في فرنسا حتى 12 يوليو 2026 على الأقل، استقر في نورماندي قبل أن يغادر الإقليم في عام 2023 إلى قطر، وفق موقع BFMTV.
وبعد رسالة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بمناسبة ذكرى وفاة والده في 2 مايو 2023، اتُهم عمر بن لادن بشكل خاص بـ"تمجيد الإرهاب" وتمت مطالبته بمغادرة البلاد. وكان بن لادن يحاول الطعن في قرار السلطات الإدارية بشأن طرده من التراب الفرنسي.
وبحسب القرار الإداري الصادر في 4 أكتوبر الماضي، والذي اطلع عليه موقع "BFMTV"، فإن بن لادن أوضح لاحقاً أنه لم يكتب التغريدة، بل جاءت من "شخص موثوق به" يعيش في اليمن، وكان له وصول على حسابه الخاص، لكن وفقاً للقاضي، فإن عمر بن لادن "لم يسع إلى سحب (هذه التعليقات) أو إدانتها علناً، ولا التنديد بكاتبها المفترض".
وخلال جلسة استماع مع رئيس مكتب الاندماج والهجرة في أكتوبر 2023، أشار عمر بن لادن إلى أنه ترك تنظيم "القاعدة" في نهاية العقد الأول من القرن الـ20 للوصول إلى سوريا، لافتاً إلى أنه رأى والده آخر مرة في مقره في أفغانستان عام 2001، عندما كان عمره 20 عاماً، وفق BFMTV.
وفي 27 أكتوبر 2023، قرر حاكم منطقة أورن أخيراً سحب تصريح الإقامة متعدد السنوات لعمر بن لادن، وأصدر قراراً بضرورة مغادرته التراب الوطني، في نفس اليوم خلال مدة أقصاها 30 يوماً، ومنعه من العودة إلى فرنسا لمدة عامين.
ورفضت المحكمة الإدارية في كاين، الجمعة، الاستئناف الذي قدمه عمر بن لادن ومحاموه للطعن في طرده، ولا يزال أمامه شهرين للاستئناف.
وفي مقابلة مع صحيفة "لو بوان" في عام 2021، قال نجل أسامة بن لادن إنه "يختلف تماماً" مع والده، معتقداً أن 11 سبتمبر "دمر حياته". ورغم أنه انضم إلى معسكرات التدريب في أفغانستان ليصبح "مقاتلاً"، إلا أنه ادعى أنه ترك والده في عام 2000.
وفي تقرير نشرته قناة BFMTV عام 2021، وصف مصدر مقرب من عمر بن لادن الأخير، بأنه رجل متحفظ يعيش بعيداً عن خطى والده. وقال هاري، أحد أصدقائه: "إنه رجل هادئ، إنه ببساطة يتطلع إلى الاندماج في مجتمع جديد وبدء حياة جديدة بيننا".