قال سكان إن الدبابات الإسرائيلية توغلت في عمق جباليا بشمال قطاع غزة، الثلاثاء، وإن إسرائيل أمرت السكان بإخلاء المنطقة، بينما كانت تقصف المخيم التاريخي للاجئين الفلسطينيين من الجو، حسب ما أفادت "رويترز".
وأفاد مسعفون فلسطينيون للوكالة بأن هناك أنباء عن سقوط ضحايا وجرحى في جباليا، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول للمناطق التي تتعرض للقصف.
وتكررت في العديد من الرسائل التي نشرها سكان غزة على مواقع التواصل الاجتماعي عبارة "جباليا تُباد". وأحيا السكان الاثنين، الذكرى الأولى للهجوم السابع من أكتوبر 2023.
ولم يعلن مسؤولون صحيون فلسطينيون على الفور أعداد الضحايا والجرحى، لكنهم قالوا إن العشرات سقطوا في قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقال الجيش الإسرائيلي إن جندياً واحداً سقط في شمال غزة.
ويقول مسؤولون فلسطينيون، ومن الأمم المتحدة إنه لا توجد أماكن آمنة في غزة على الإطلاق.
مخاوف أميركية
وقال مسؤولون أميركيون لـ"أكسيوس" الثلاثاء، إن إدارة الرئيس جو بايدن أثارت تساؤلات مع إسرائيل بشأن أمر صادر عن القوات الإسرائيلية للمدنيين الفلسطينيين في شمال غزة بإخلاء مناطقهم والانتقال إلى الجنوب.
وقال المسؤولون الأميركيون إنهم قلقون من أن يكون هذا بمثابة تمهيد لفرض حصار إسرائيلي على شمال غزة، وأن الفلسطينيين الذين يغادرون لن يتمكنوا من العودة. وذكر مسؤولون أميركيون أن إدارة بايدن أبلغت الإسرائيليين أن مثل هذه الخطوة ستكون انتهاكاً للقانون الدولي والقوانين الأميركية.
وقال الجناحان العسكريان لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" إن مقاتلين هاجموا القوات الإسرائيلية في الشمال بصواريخ مضادة للدبابات، وإن هناك إصابات في صفوف تلك القوات.
وأصدر الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أوامر إخلاء جديدة لسكان جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا المجاورتين طالباً منهم التوجه إلى منطقة المواصي المخصصة لأغراض إنسانية في جنوب قطاع غزة.
وقال إن قواته تحاول منع مقاتلي حركة "حماس" من شن هجمات من جباليا، وتسعى لمنعهم من إعادة تنظيم صفوفهم، وفق قوله.
عودة "المارد" الفلسطيني
ويأتي هذا في الوقت الذي حولت فيه إسرائيل تركيزها إلى لبنان حيث تواجه صراعاً آخر مع "حزب الله"، بعد أن قالت إن "حماس" لم تعد موجودة كهيكل عسكري منظم، وإن الأمر تحول إلى مجرد "حرب عصابات".
وتعهد رئيس المكتب السياسي للحركة في الخارج خالد مشعل، بأن تنهض "حماس" وتستعيد عافيتها "مثل المارد الفلسطيني والعنقاء الفلسطينية"، وقال إن "حماس" تواصل تجنيد المقاتلين وتصنيع الأسلحة.
وفي حديث في الذكرى الأولى للهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر على مدن إسرائيلية، وصف مشعل المواجهات بأنها جولة من صراع أوسع ممتد منذ 76 عاماً، ويضرب بجذوره إلى "النكبة" عندما نزح كثير من الفلسطينيين خلال حرب عام 1948 التي تزامنت مع قيام إسرائيل.
وقال مشعل في مقابلة مع رويترز "التاريخ الفلسطيني عبارة عن جولات ومحطات".
وأضاف "بتيجي محطة نفقد فيها شهداء، ونفقد جزءًا من مقدراتنا العسكرية ثم المارد الفلسطيني والعنقاء الفلسطينية تستعيد العافية بفضل الله تعالى؛ وهكذا عبر سبعين عاماً".
ورغم اعترافه بأن القدرات القتالية لـ"حماس" شهدت نزيفاً خلال عام من المواجهات، فقد قال إن الحركة لا تزال قادرة على نصب أكمنة وخوض مواجهات مع القوات الإسرائيلية.
وكان مشعل زعيماً لـ"حماس" كلها من عام 1996 وحتى 2017، عندما حل الراحل إسماعيل هنية محله. ولقي هنية حتفه في هجوم استهدفه في العاصمة الإيرانية طهران في يوليو الماضي.