قال مسؤولون فلسطينيون لـ"الشرق" إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في اجتماعهما الثلاثاء، بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تدرك أن "الاحتلال والاستيطان وتهديد المقدسيين في بيوتهم بالقدس، والاستفزاز الدائم في المسجد الأقصى، هي العوامل التي تفجّر المواجهات"، وأن "الحل هو إطلاق مسار سياسي تفاوضي يُنهي كل ذلك".
وقال مسؤول إن بايدن "تعهد بحشد دعم دولي وإقليمي واسع، لإعادة إعمار قطاع غزة، وتنمية اقتصاد القطاع"، وذلك "بهدف خلق أمل عند الشباب، وتجفيف منابع التطرف".
وأشار إلى أن بلينكن "تعهد بإطلاق مسار تفاوضي بعد تثبيت وقف النار، والشروع في إعادة إعمار قطاع غزة، على أساس حل الدولتين، ورفض الإجراءات أحادية الجانب مثل الاستيطان"، مشيراً إلى أن ذلك "سيجري بعد وجود حكومة مستقرة في إسرائيل".
ارتياح فلسطيني
ونقلت المصادر لـ"الشرق" أن قرار الإدارة الأميركية إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، قوبل بارتياح لدى الفلسطينيين، إذ يعتبر الرئيس الفلسطيني، وفقاً للمصادر، أن هذه الخطوة "تمثل اعترافاً أميركياً بأن القدس الشرقية جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالتالي جزء من الحل السياسي".
وكان بلينكن، أعلن في مؤتمر صحافي بالقدس، الثلاثاء، عزم بلاده إعادة فتح القنصلية الأميركية (لدى فلسطين) في القدس، بعد أن أُغلقت منذ نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس في ربيع عام 2018 ، خصوصاً أن هذه القنصلية تعتبر "ممثلية للولايات المتحدة لدى السلطة الفلسطينية".
حكومة من دون نتنياهو
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ"الشرق" إن هناك حديثاً فلسطينياً مع واشنطن عن معالجة "أصل المشكلة" أي الاحتلال، لكن "المفاوضات مؤجلة إلى حين وجود حكومة مستقرة في إسرائيل، لأن إدارة بايدن تريد إطلاق عملية سياسية، لكنها لا تملك أوراق ضغط على إسرائيل في الوقت الحالي"، مرجحة أن يكون السيناريو الذي تفضله واشنطن هو تشكيل الحكومة برئاسة مرشح آخر غير رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو.
وأضافت المصادر أن هناك ارتياحاً لدى الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية؛ لأنها باتت في مركز الأحداث، وستحظى بدعم سياسي ومالي أميركي وإقليمي.
"انهيار صفقة القرن"
وفي السياق، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ورئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية حسين الشيخ، أن تصريحات بلينكن، حول إعادة فتح القنصلية "قرار سياسي تعد الأهم من بين القرارات التي اتخذتها الإدارة الجديدة، ورسالة واضحة بأن القدس جزء من الأراضي المحتلة عام 1967".
وأضاف في تصريحات لتلفزيون فلسطين، أوردتها وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، أن "الإعلان عن إعادة فتح السفارة الأميركية في القدس، يعني ضمناً ومضموناً انهيار صفقة القرن التي حاولت الإدارة السابقة تمريرها".
ولفت إلى أن ذلك "يشكّل أرضية صالحة لإعادة العلاقة الطبيعية مع الولايات المتحدة الأميركية"، وأن "تكون طرفاً فعالاً ومؤثراً في إطار الرباعية الدولية، للتوجه لمفاوضات تستند لقرارات الشرعية الدولية".
ورأى الشيخ أنه "من الضروري أن نبني على هذه المواقف الأميركية المشجعة، برنامج وسياسة الكل الفلسطيني"، مشدداً على "ضرورة الارتقاء بمسؤولياتنا وأدائنا"، ومؤكداً دعوة الرئيس عباس للحوار الوطني الفلسطيني الشامل، وبناء شراكة وطنية بعيداً عن الخطابات المشحونة.