دعا المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز، الثلاثاء، إلى إلغاء المجمع الانتخابي لصالح التصويت الشعبي الوطني، وذلك وسط مخاوف ديمقراطية من تكرار سيناريو دونالد ترمب وهيلاري كلينتون العام 2016، مع المرشحة الرئاسية كامالا هاريس، بحيث تفوز بالتصويت الشعبي، وتفشل في الفوز بالرئاسة من خلال أصوات المجمع الانتخابي التي تحسم النتيجة.
ونقلت مجلة "بوليتيكو" عن والز قوله في حدث لجمع التبرعات لحملته مع حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم: "أعتقد أن جميعنا يعلم أن الهيئة الانتخابية يجب أن تختفي، نحن بحاجة إلى تصويت شعبي وطني، لكن هذا ليس هو العالم الذي نعيش فيه".
وأضاف والز إنه كان يناقش الفكرة مع نيوسوم في وقت سابق، لكنه بدا وكأنه وضعها جانباً، عندما قال إن الحملة "تحتاج إلى التركيز على الفوز بالمقاطعات المتأرجحة من ولاية بنسلفانيا إلى غرب ويسكونسن ونيفادا".
وكان والز يتنقل بين الولايات المتأرجحة منذ أسابيع، لكنه في فعاليات لجمع التبرعات في نيويورك والآن على الساحل الغربي، أعرب بصراحة عن انتقاده طويل الأمد للمجمع الانتخابي.
وبصفته حاكماً، وقع والز على تشريع في مايو العام الماضي، يسعى فعلياً إلى استبدال المجمع الانتخابي بخطة ترفع من أهمية التصويت الشعبي الوطني.
وفي حفل لجمع التبرعات الشهر الماضي في منزل المستثمر أليكس سوروس وعضو طاقم كلينتون السابق هوما عابدين في نيويورك، قال والز: "أنا متفائل بهذا البلد، لكنني أيضاً براجماتي وواقعي".
وأضاف والز: "هذا هو نظام المجمع الانتخابي، بالطريقة التي تم إعداده بها، والولايات التي نسعى للفوز بها متقاربة بشكل لا يصدق. الخبر الجيد في هذا هو أن نائبة الرئيس وأنا والجميع في هذه الولايات مفعمون بالطاقة".
وتعد تصريحات والز، تذكيراً مؤلماً للديمقراطيين بانتخابات عام 2016، عندما فازت كلينتون بالتصويت الشعبي بفارق يقارب 3 ملايين صوت، لكنها لم تحصل على الـ 270 صوتاً المطلوبة في المجمع الانتخابي، وخسرت أمام ترمب.
موافقة الكونجرس
ورغم أن عدد الولايات التي دعمت مثل هذه المقترحات يتزايد، فإن هذا التغيير الرئيسي يتطلب موافقة الكونجرس، وهو أمر من غير المرجح أن يحدث في أي وقت قريب، بحسب "بوليتيكو".
ومع ذلك، فإن وصف والز الصريح قد أثار قلق بعض المسؤولين في الحملة الانتخابية مع اقتراب موعد الانتخابات، إذ قال متحدث باسم حملة "هاريس-والز": "يعتقد والز أن كل صوت مهم في المجمع الانتخابي، وهو فخور بالتنقل عبر البلاد والولايات المتأرجحة للعمل على كسب الدعم لتذكرة (هاريس-والز)".
وأضاف: "كان يعلق أمام حشد من المؤيدين الأقوياء حول كيفية بناء الحملة للفوز بـ270 صوتاً في المجمع الانتخابي. وكان يشكرهم على دعمهم الذي يساعد في تمويل هذه الجهود".
ووفقاً لحملة "هاريس-والز"، فإن إلغاء المجمع الانتخابي ليس موقفاً رسمياً في الحملة.
وكانت هاريس قد قالت خلال ظهورها في برنامج "جيمي كيميل لايف" في 2019، إنها "منفتحة على النقاش بشأن إلغاء المجمع الانتخابي".
وقالت هاريس في ذلك الوقت: "لا شك أن التصويت الشعبي قد تم تهميشه من حيث اتخاذ القرار النهائي بشأن من سيكون رئيس الولايات المتحدة، ونحن بحاجة إلى التعامل مع ذلك، لذا أنا منفتحة على النقاش".
ما هو نظام المجمع الانتخابي؟
والمجمع الانتخابي هو نظام أميركي فريد لانتخاب الرؤساء، إذ إنه مختلف عن التصويت الشعبي، وله تأثير كبير على كيفية إدارة المرشحين وفوزهم بالحملات، بحسب "أسوشيتد برس".
ويتألف المجمع من 538 عضواً لانتخاب الرئيس، وقد أنشأها واضعو الدستور لمنح المزيد من السلطة للولايات وكحل وسط لتجنب أن يقرر الكونجرس من الفائز.
ويصوت الناخبون في كل ولاية لصالح المرشح الذي فاز بالتصويت الشعبي في تلك الولاية، ولا يحصل صاحب المركز الثاني على أي شيء، لكن للفوز بالرئاسة، يتعين على المرشح تأمين 270 صوتاً انتخابياً.
وكان ترمب في العام 2016 وجورج بوش في عام 2000، خسرا بالتصويت الشعبي خلال حملتيهما الرئاسية، لكنهما فازا بأصوات المجمع الانتخابي.
ويزعم بعض الديمقراطيين أن النظام يفضل الجمهوريين وأنهم يفضلون أن تنتخب الولايات المتحدة الرؤساء بأغلبية بسيطة من الأصوات، لكن مؤسسي البلاد وضعوا النظام في الدستور، وسيتطلب الأمر تعديلاً دستورياً لتغييره.