قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تعارض حملة القصف التي نفذتها إسرائيل في بيروت خلال الأسابيع القليلة الماضية، وعبرت على نحو خاص عن قلقها بشأن عدد الضحايا في صفوف المدنيين، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لن يقبل وقفاً للنار لا يمنع حزب الله من "إعادة التسلح".
وأضاف ميلر "هناك ضربات محددة من المناسب لإسرائيل تنفيذها. ولكن عندما يتعلق الأمر بنطاق وطبيعة حملة القصف التي شهدناها في بيروت خلال الأسابيع القليلة الماضية، فهذا شيء أوضحنا لحكومة إسرائيل أننا نشعر بالقلق تجاهه ونعارضه".
وتابع دون الخوض في التفاصيل أن عدد الضحايا من المدنيين كان ضمن بواعث القلق لدى واشنطن. وقال ميلر إن واشنطن شهدت "تراجع" القصف الإسرائيلي لبيروت في الأيام القليلة الماضية، على حد وصفه، مضيفاً أن الولايات المتحدة ستواصل مراقبة الوضع.
وأضاف: "رأينا تراجعاً في (عمليات القصف) خلال الأيام القليلة الماضية، وهو ما لا يمثل تنبؤاً بما سيحدث في المستقبل".
وتمثل تعليقات ميلر نبرة أكثر صرامة من التي تبنتها واشنطن مؤخراً تجاه العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، والتي تقول إسرائيل إنها تهدف إلى "إضعاف جماعة حزب الله"، المدعومة من إيران ودفع مقاتليها شمالاً بعيداً عن الحدود.
نتنياهو: نعارض وقفاً أحادياً للنار
بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء، إنه أعرب خلال مكالمة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن معارضته لأي وقف لإطلاق النار في لبنان "لا يغير الوضع الأمني" هناك، ويعيد الأمور إلى سابق عهدها، وفق قوله.
وقال نتنياهو إن إسرائيل "تعمل ضد منظمة حزب الله، حتى لا تتمكن من تهديد مواطنيها في الحدود الشمالية، ولتمكين سكان الشمال من العودة إلى منازلهم بأمان"، وفق تعبيره.
وأصر على أن إسرائيل "لن تقبل أي تسوية لا تضمن ذلك، ولا تمنع حزب الله من إعادة التنظيم والتسلح من جديد".
كما أعرب نتنياهو عن "استغرابه"، نية الرئيس الفرنسي عقد مؤتمر في باريس حول لبنان، بمشاركة دول مثل جنوب إفريقيا والجزائر، والتي قال إنها "تعمل على حرمان إسرائيل من حقها الأساسي في الدفاع عن النفس، وتعمل فعلياً على إنكار حقها في الوجود"، وفق قوله.
ورفضت فرنسا الاثنين، مطلب نتنياهو بانسحاب قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) من مواقعها في لبنان، واستدعت فرنسا السفير الإسرائيلي بشأن إطلاق قوات إسرائيلية النار على ثلاثة مواقع لقوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان.
وجدد الرئيس الفرنسي الجمعة، دعوته إلى وقف صادرات الأسلحة المستخدمة في قطاع غزة ولبنان، مضيفاً أنها الوسيلة الوحيدة الممكنة لإنهاء الصراعين الدائرين في غزة ولبنان
إسرائيل تصعد حملتها
وصعّدت إسرائيل من حملتها الجوية على لبنان بصورة كبيرة في الأسابيع القليلة الماضية، إذ استهدفت ما قالت إنها معاقل لحزب الله في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت ومنطقة سهل البقاع في الشرق. وتعرضت مناطق أخرى من لبنان للقصف.
ودارت الأعمال القتالية على امتداد الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل منذ أكتوبر، من العام الماضي بالتوازي مع العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الهجمات الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 2350 شخصاً على مدار عام، وأدت إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص في لبنان. وسقط أغلب الضحايا منذ أواخر سبتمبر عندما وسعت إسرائيل حملتها العسكرية.