خلال اجتماع للناخبين في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة أدارته حاكمة ساوث داكوتا كريستي نوم، طُرحت أسئلة على المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب حول قضايا تتعلق بإسكان ميسور التكلفة ودعم الشركات الصغيرة، لكن الحدث أخذ منحى غير متوقع بعد أن احتاج اثنان من الحضور إلى رعاية طبية.
وبعد أن مازح ترمب الجمهور بسؤاله "هل يرغب أحد آخر في الإغماء؟"، اتخذ الحدث نهجاً مختلفاً، إذ قال ترمب: "لنتوقف عن طرح الأسئلة. لا مزيد من الأسئلة، دعونا نستمع إلى الموسيقى. من يريد سماع أسئلة؟"، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
وعلى مدار 39 دقيقة، تمايل ترمب ورقص، وتوقف أحياناً ليتحدث، محولاً الحدث إلى ما يشبه غرفة معيشة لأغانيه المفضلة من قائمة أغانيه على "سبوتيفاي".
وشغّل ترمب تسعة مقاطع موسيقية ورقص وصافح الأشخاص على المسرح، وأشار إلى الجمهور. وبينما كانت الحاكمة كريستي نوم تقف بجانبه، وهي تومئ برأسها ويدها متشابكة، بقي ترمب بقي في مكانه على المسرح يتحرك ببطء، وكان قد انتهى من الإجابة على الأسئلة لبقية الليلة.
وأشار المتحدث باسم حملة ترمب ستيفن تشيونج، عبر منصة "إكس" إلى أن الأجواء في الاجتماع كانت مليئة بالحب والحماس، لدرجة أن بعض الناس أغمي عليهم من شدة الحماس. وأضاف أنه بدلاً من مواصلة الإجابة على الأسئلة، قرر ترمب تشغيل الموسيقى. وأشار إلى أن الجمهور لم يرغب في المغادرة، وأراد سماع المزيد من الأغاني من قائمة التشغيل الشهيرة لترمب على "سبوتيفاي".
ولطالما كان ترمب مهووساً بالـ Playlist الخاصة به، وغالباً ما قال مساعدوه إنه يقوم بتشغيل الموسيقى بنفسه في رحلاته الانتخابية، أو في فناء منتجعه "مارالاجو" في فلوريدا. كما أثار غضب بعض الفنانين، مثل سيلين ديون، الذين طلبوا منه التوقف عن تشغيل موسيقاهم في تجمعاته الانتخابية.
وعندما وقف ترمب على المسرح مرتدياً بدلة كبيرة الحجم وربطة عنق حمراء زاهية، وهو يتمايل ذهاباً وإياباً، بدا وكأنه يعيش لحظات من الماضي.
"خطوة غريبة"
وبحسب "واشنطن بوست" كان قرار ترمب بإنهاء الجزء الخاص بالأسئلة والأجوبة في الاجتماع مع الناخبين، وتحويل الحدث إلى جلسة استماع لأغانيه المفضلة خطوة غريبة بعض الشيء، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات.
ووصفت نائبة الرئيس كامالا هاريس ترمب، البالغ من العمر 78 عاما، بأنه "غير مستقر وشككت في قواه العقلية". والاثنين، خلال تجمع انتخابي في إيري، بولاية بنسلفانيا، قالت هاريس إن ترمب "أصبح أكثر اختلالاً وفقداناً للاتزان".
وبدأ بعض الحضور بمغادرة المكان، بينما تساءل آخرون عما إذا كان ترمب قد انتهى من حديثه، وكم من الوقت ستستمر هذه الجلسة من الرقص أو التمايل.
ومع ذلك، بقي الكثير منهم يلتقطون الصور بكاميراتهم، يشاهدون ترمب وهو يستمتع بالموسيقى، وبين الحين والآخر ينظر إلى شاشة بجانبه تعرض مقاطع لجيمس براون.
"استغرق وقتك يا دكتور"
وتغير مسار الأمسية عندما بدا أن أحد الحاضرين قد أُغمي عليه في الحشد. وتوقف ترمب عن حديثه، وبدأ الحضور بمساعدة الرجل، وبدأوا في غناء "فليبارك الله أميركا".
وبينما كان الرجل ينتظر المساعدة الطبية، علّق ترمب قائلاً: "بينما ننتظر، كانت أمسية جميلة. ولا أعرف ما إذا كانوا يستطيعون تشغيل هذه الأغنية بسرعة، ولكن إذا تمكنوا من العمل بسرعة خلف الكواليس، لنستمع إلى"Ave Maria، وجرى تشغيل الأغنية بالفعل.
واستأنف ترمب حديثه، وبعد دقائق قليلة احتاج أحد الحضور الآخرين إلى رعاية طبية، فتوقف ترمب مرة أخرى وقال: "خذ وقتك يا دكتور"، وبدأت أغنية "Ave Maria"تُعزف مرة أخرى. ثم مازح ترمب الجمهور قائلاً: "هل يرغب أحد آخر في الإغماء؟ من فضلكم ارفعوا أيديكم. دعونا نفعل ذلك الآن."
بعد ذلك أشار ترمب إلى مخطط يحتوي على إحصاءات حول الهجرة، وقال إنه يعتبره منقذاً لحياته: "هذا هو مخططي المفضل على الإطلاق. دعونا نستمع إلى بافاروتي وهو يغني Ave Maria "، ثم أشار إلى زوجين من عائلات الجنود ذوي النجوم الذهبية (الذين فقدوا أبناءهم في المعارك) قائلاً: "هذه لأجلكم ولأجل ابنكم، قفوا".
"حان وقت الوداع"
وعاد ترمب لفترة وجيزة للحديث عن الانتخابات وأهمية الفوز في بنسلفانيا. وبعد أن عرضت عليه الحاكمة نوم خيار إنهاء الحدث بـ"أغنية معينة" أو الإجابة على "سؤالين سريعين"، التفت ترمب إلى أحد مساعديه قائلا: "إذن يا جاستن، ماذا عن اثنين من الأسئلة الجيدة وسنجلس للاسترخاء".
وقال لاحقاً حان الوقت للاستماع إلى أغنية "Time to Say Goodbye" لأندريا بوتشيلي. وبعد الاستماع إلى جيمس براون، بدأ ترمب الحديث مرة أخرى، وكأنه تذكر أنه لا يزال في حدث تم وصفه بأنه اجتماع مع الناخبي.
وأضاف ترمب: "هذه هي الانتخابات الأهم في تاريخ بلادنا"، موجهاً مرة أخرى اتهاماته للديمقراطيين باستخدام الانتخابات كسلاح. لكنه عاد بعدها إلى موسيقاه.
وأضاف: "هذان الشخصان اللذان أُغمي عليهما هما من الوطنيين، ونحن نحبهما، وبفضلهما حصلنا على بعض الموسيقى الجيدة، أليس كذلك؟" ثم طلب تشغيل أغنية "YMCA" بصوت عالٍ.
وتدخلت نوم قائلة: "ها نحن هنا، يا جماعة".
وهتف الحشد، ورقص على أغنية "YMCA" الشهيرة لفرقة Village People من السبعينيات. ورفعت نوم يديها لتشكل حرف "Y". ومع انتهاء الأغنية، تمتم ترمب بكلمات: "لا أحد يغادر".
وأضاف: "لا أحد يغادر. ما الذي يحدث؟ لا أحد يغادر. استمروا"، ثم بدأت أغنية "Hallelujah". فعلق قائلاً: "حسنا، ارفعوا صوت الموسيقى! ارفعوه. أغنية رائعة!".
بعدها جاءت أغنية "Nothing Compares 2 U" لسيانيد أوكونور، ثم "An American Trilogy" لإلفيس بريسلي، وأغنية "Rich Men North of Richmond" لأوليفر أنتوني. ووقف ترمب يتمايل مع الموسيقى.
وعندما بدأت أغنية "November Rain" لفرقة Guns N' Roses، غادر ترمب المسرح. وتحدث مع الحضور أثناء مغادرته، بينما كانت أغنية "Memory" من مسرحية "Cats" تُعزف في الخلفية.