سعى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الأربعاء، إلى تهدئة المخاوف التي أثارها تصريحه الأسبوع الماضي، بأن مصر قد تتعامل بـ"اقتصاد حرب"، إذا دخلت المنطقة في حرب إقليمية، وقال مدبولي إن مصر لن تنجرف إلى حرب إلا إذا كان هناك تهديد مباشر لحدود ومقدرات الدولة، وأشار إلى أن حديثه "ليس تخويفاً لأحد"، ولكن يأتي في إطار الشفافية، إذ أن البلاد تتحرك "في أوضاع مضطربة".
وكان مدبولي قال في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي، إنه "إذا دخلت المنطقة في حرب إقليمية، ستكون التبعات شديدة، وسنضطر للتعامل مع ما يمكن أن يوصف باقتصاد حرب، ويجب أن ننتبه كدولة، وأن نكون حريصين على استدامة توفير السلع والخدمات للمواطن المصري في ظل ظروف نراها جميعاً، ويجب أن نكون واعين بالحوكمة والترشيد في كل النفقات والاستهلاك".
وفي مؤتمر صحافي أسبوعي الأربعاء، عقب اجتماع الحكومة قال مدبولي، إن حديثه عن مصطلح اقتصاد الحرب "لا يعني أن مصر ستدخل حرباً، ولكن توجيه موارد الدولة لتأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وقواتنا المسلحة للدفاع عن الوطن إذا حدث تهديد مباشر".
وذكر أن بلاده تستعد لكافة السيناريوهات التي قد تتعرض لها المنطقة، بما في ذلك، أكثرها تشاؤماً، وقال إنه "إذا تفاقمت الحرب الموجودة في المنطقة، وتم استهداف المنشآت النووية والنفطية سيكون هناك تداعيات هائلة على المنطقة في مقدمتها أسعار البترول".
وتابع رئيس الوزراء المصري: "يجب أن تكون لدينا سيناريوهات في حال تفاقم الحرب الدائرة بالمنطقة"، مضيفاً "تعلمنا من حرب غزة التحسب لكل السيناريوهات الموجودة".
وأشار إلى أن هناك سيناريوهات كثيرة مطروحة "ولا أحد يعلم ماذا سيحدث في المستقبل، وبالتالي، فإن مسؤولية الحكومة المصرية وضع حلول لكل السيناريوهات، بما فيها أكثر السيناريوهات تشاؤماً".
وقال: "كنت حريصاً على توضيح هذا الأمر والتأكيد على ضرورة التحسب لأي سيناريوهات، فمنذ أحداث السابع من أكتوبر العام الماضي، لم يكن أحد يتخيل تفاقم الأوضاع بهذا الشكل، واتساع دائرة الصراع في الجنوب ومضيق باب المندب، ويحدث تهديد بوقف الملاحة، فضلاً عن تراجع موارد قناة السويس إلى 40% فقط من مواردها السابقة، ولم يكن هناك تصور لمثل هذه السيناريوهات، إلا أننا تعلمنا من واقع ما يحدث أن نكون على استعداد لكل السيناريوهات التي يمكن أن تحدث".
ولفت إلى أن ما شرحه "لا يعني تخويفاً لأي أحد، ولا نُصدر للمواطن سيناريو متشائم، لكننا نعرض في إطار من الشفافية ومسؤوليتنا كدولة وحكومة".
وجدد التأكيد على ضرورة اطمئنان المواطن لـ"أننا كدولة نؤمن احتياجاتنا بصورة كبيرة".
نعمل في أوضاع مضطربة
وأكد أن مصر تنحاز لخيار السلام المستدام، وأنها تتحرك في أوضاع مضطربة يشهدها الإقليم، وفي نفس الوقت تعمل على الاستمرار في "بناء قدرات القوة الشاملة لهذا الوطن"، مضيفاً أن "هذا هو السبيل الوحيد لصون وحماية السلام الذي تعيشه الدولة المصرية".
وقال: "بدون دولة قوية بكل مقدراتها من الممكن أن تكون الدولة تحت تهديد من أي قوة أخرى. بناء القوة الشاملة مهم لردع أي محاولات لتهديد مصر بأي شيء".
وأشار إلى أن التحديات الإقليمية تفرض "علينا كمصريين أن نكون على أعلى درجة من الترابط لصون مقدرات الوطن ومكتسباته (هذا) شيء مهم جداً وهو ما يؤكد عليه الرئيس (عبد الفتاح) السيسي بأنه يجب أن تكون الجبهة الداخلية متماسكة، والمواطن على وعي بما يظهر ويحاك بالمنطقة".
وأضاف "منخافش (لا نخاف) من أو تهديدات خارجية أهم حاجة الجبهة الداخلية تكون متماسكة".