تجتمع المنظمة الدولية للطيران المدني، التابعة للأمم المتحدة، الخميس، بناء على دعوة الدول الأوروبية في مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة لإجراء "تحقيق طارئ" بشأن اعتراض بيلاروسيا لطائرة، كانت تحمل على متنها أحد المعارضين، وسط تهديد بفرض عقوبات على مينسك.
وأثار الهبوط القسري لرحلة شركة "راين إير" الأوروبية التي كانت في طريقها من اليونان إلى ليتوانيا، الأحد، غضباً دولياً، إذ كان على متنها الصحافي والمعارض رومان بروتاسيفتش الذي أوقفته بيلاروسيا، لتعلن شركات طيران الأوروبية تعليق عملياتها في المجال الجوي البيلاروسي، ويقرر الاتحاد الأوروبي إغلاق مجاله الجوي أمام الطائرات البيلاروسية.
ولا تملك المنظمة الدولية التي تتمثل مهمتها في وضع قواعد النقل الجوي المدني، سلطة فرض عقوبات، ولكن في حال ثبوت وجود انتهاك للقواعد، فدورها يتمثل بمساعدة البلدان في السعي إلى ما ترجوه من مناقشات أو إدانات أو عقوبات، أو تدابير أخرى، بما يتسق مع اتفاقية شيكاغو.
وتنص اتفاقية شيكاغو على أن "كل دولة متعاقدة توافق على عدم استخدام الطيران المدني لأي غرض يتعارض مع أغراض هذه الاتفاقية".
دعوة للإفراج
ودعا وزراء خارجية مجموعة الدول السبع، في وقت سابق الخميس، إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن الصحافي البيلاروسي بروتاسيفيتش وعن جميع الصحافيين والمعتقلين السياسيين".
وحثّ وزراء كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة في بيان، المنظمة الدولية للطيران المدني على "التصدي لهذا التحدي لقوانينها ومعاييرها".
يأتي ذلك بعد ساعات من تأكيد رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو، أنه "تصرف بشكل قانوني لحماية الشعب"، مشيراً إلى أن الهجمات على بلاده تجاوزت "الخطوط الحمراء وحدود المنطق والأخلاق الإنسانية"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء البيلاروسية.
وأضاف: "كما تنبأنا، فإن الذين يضمرون لنا السوء في البلاد وخارجها، غيروا أساليب هجومهم على الدولة"، واصفاً الاتهامات التي تقول بأن مقاتلة من طراز "ميغ-29" أجبرت طائرة الركاب على الهبوط في مينسك بأنها "محض أكاذيب".
ويخضع لوكاشنكو وحلفاؤه لعقوبات أوروبية وأميركية، على خلفية القمع العنيف لتظاهرات عمّت البلاد العام الماضي، في أعقاب الانتخابات، إذ نزل عشرات آلاف المتظاهرين إلى الشارع للمطالبة باستقالة لوكاشنكو، معتبرين منافسته في الانتخابات سفيتلانا تيخانوفسكايا هي الفائزة الحقيقية.
عقوبات محدودة
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قوله: إن "الاتحاد ينوي جعل لوكاشنكو يدفع ثمن تحويل مسار الطائرة".
وأوضح بوريل أن "رؤساء الدول والحكومات طلبوا منا الاثنين اقتراح عقوبات اقتصادية على قطاعات محددة، وهو ما لم نعتد على القيام به في الاتحاد الأوروبي"، لافتاً إلى أن "الأوروبيين يترددون دوماً في اتخاذ العقوبات، ولكن هذه المرة نحتاج بالفعل إلى اتخاذ إجراءات يشعر لوكاشنكو بثقلها".
وتابع قائلاً، إنّ "بيلاروسيا مصدّر كبير لمعدن البوتاس، كلّ شيء يمر عبر دول البلطيق، ومن السهل السيطرة على ذلك إذا رغبنا فعلاً"، مشيراً إلى أنه "يمكن أن يتخيل أيضاً أن الغاز الروسي الذي يصل إلى أوروبا عبر بيلاروسيا يمكن أن يصل عبر خط أنابيب آخر، وهو أمر لا يستهان به".
ومن المتوقع أن يبدأ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين يجتمعون، الخميس في البرتغال، مناقشات بشأن العقوبات التي سيتم فرضها على بيلاروسيا، ولكن من غير المتوقع اتخاذ قرار على الفور.