بينهم السنوار.. كيف ساعدت "خلايا أميركية" إسرائيل في تعقّب قادة "حماس"؟

"البنتاجون" أرسل قوات خاصة وضباط استخبارات إلى تل أبيب بعد هجمات 7 أكتوبر

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية (يسار) ورئيس حماس في غزة يحيى السنوار خلال تجمع حاشد بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس حركة حماس في مدينة غزة. 14 ديسمبر 2017 - reuters
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية (يسار) ورئيس حماس في غزة يحيى السنوار خلال تجمع حاشد بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس حركة حماس في مدينة غزة. 14 ديسمبر 2017 - reuters
دبي-الشرق

قال مسؤولون أميركيون في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز"، إنه بعد أيام من هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، أرسلت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون)، عشرات القوات الخاصة وضباط الاستخبارات التي ساهمت في تعقّب كبار قادة الحركة، بينهم يحيى السنوار، فيما قدمت المشورة بشأن جهود استعادة المحتجزين.

ووفقاً لما أوردته الصحيفة، فإن ضباطاً استخباراتيين انضموا إلى قوات قيادة العمليات الخاصة المشتركة، بعضهم كان يعمل مع القوات الخاصة في إسرائيل والبعض الآخر في مقر وكالة الاستخبارات المركزية في قاعدة "لانجلي" بولاية فرجينيا الأميركية.

ولأكثر من عام، ركز الكثير من الاهتمام والانتقادات حول الدعم الأميركي لإسرائيل على القنابل والأسلحة الأميركية الصنع التي استخدمتها إسرائيل في حربها على قطاع غزة، لكن المساعدة الاستخباراتية كانت حاسمة أيضاً، إذ ساعدت في تحديد مكان الرهائن الأربعة الذين أنقذتهم القوات الخاصة الإسرائيلية في يونيو.

ومنذ بداية الحرب تقريباً، ركزت الخلايا العسكرية والاستخباراتية الأميركية ليس فقط على البحث عن المحتجزين، بل على مطاردة كبار قادة "حماس". 

وأصرّ مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية على أنهم "لا يدعمون" بشكل مباشر العمليات العسكرية الإسرائيلية على الأرض في غزة، وهي الحرب التي أدّت إلى قتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين وتحويل المنطقة إلى أنقاض، لكن المسؤولين قالوا إن "البحث عن كبار قادة حماس كان مختلفاً".

مطاردة السنوار 

ولا يزعم كبار القادة الأميركيين الفضل في العملية الإسرائيلية لاغتيال زعيم "حماس" يحيى السنوار قبل أيام، لكنهم يشيرون إلى أن استخباراتهم ساعدت في عملية المطاردة.

وفي هذا الصدد، قال الرئيس الأميركي جو بايدن في بيان، الخميس، بعد أن أعلنت إسرائيل اغتيال السنوار: "بعد وقت قصير من مذابح السابع من أكتوبر، وجهت أفراد العمليات الخاصة ومحترفي الاستخبارات لدينا للعمل جنباً إلى جنب مع نظرائهم الإسرائيليين للمساعدة في تحديد موقع وتعقّب السنوار وقادة حماس الآخرين المختبئين في غزة".

بدوره، نفى السكرتير الصحفي لـ"البنتاجون"، باتريك رايدر، الخميس، مشاركة أي من القوات الأميركية بشكل مباشر في عملية اغتيال السنوار، فيما أوضح أن عملية التنفيذ كانت إسرائيلية.

لكن المسؤولين الأميركيين يصرون على أن الولايات المتحدة ساعدت في جمع المعلومات الاستخباراتية التي ساعدت الجيش الإسرائيلي على تضييق نطاق بحثه.

ووفقاً للرواية الإسرائيلية، فإن وحدة إسرائيلية عشوائية في جنوب غزة اكتشفت مكان السنوار خلال دورية لها، إذ يعد السنوار الهدف الأعلى قيمة لإسرائيل على الإطلاق.

"خلايا الاندماج"

وفي الأسابيع التي تلت إعلان "حماس" حول سقوط مجموعة من المحتجزين في أنفاق رفح في جنوب غزة، ركزت وكالات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية على المنطقة، معتقدة أن هذا قد يكون المكان الذي يختبئ فيه السنوار.

ووفقاً لمسؤولين كبار، فقد حوّلت "خلايا الاندماج" الأميركية خلال مسار الحرب في غزة، تركيزها بناءً على أحدث المعلومات الاستخباراتية القابلة للتنفيذ. 

وفي بعض الأحيان، كانت أفضل النصائح تتعلق بمواقع المحتجزين، وفي أوقات أخرى، ركزت الخلايا على مكان وجود قادة الحركة، لكن لم يتم تهميش أي من المهمتين إطلاقاً.

وكانت المجموعتان الأميركيتان اللتان تحللان المعلومات الاستخباراتية، في إسرائيل وفي مقر وكالة الاستخبارات المركزية، تتبادلان المعلومات والرؤى بانتظام.

وخلال معظم أيام الحرب المستمرة حتى الآن، قال المسؤولون العسكريون الأميركيون إن البحث عن المحتجزين "كان مهمتهم الأساسية في إسرائيل"، لكن كبار المسؤولين في الإدارة وصفوا البحث عن المحتجزين وقادة الحركة بأنه "متشابك".

تجربة أسامة بن لادن

وفي مقابلة أجريت في وقت سابق من هذا العام، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إن الجيش الأميركي ووكالات التجسس الأميركية، اكتسبت خبرة في العثور على أهداف عالية القيمة من مطاردة زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن وغيره في العراق وأفغانستان والتي كانت مفيدة للإسرائيليين.

وقال سوليفان: "نحن نستخدم هذه الخبرة منذ الأسابيع الأولى بعد 7 أكتوبر"، إذ التقى كبار المسؤولين الأميركيين في البيت الأبيض بانتظام مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز، ووزير الدفاع لويد أوستن، بشأن الدعم الإضافي الذي قد تحتاجه خلايا الاستهداف لتسريع مطاردة السنوار.

ولم يكشف المسؤولون الكثير من التفاصيل حول نوع المعلومات الاستخباراتية التي قدمتها الخلايا لإسرائيل، لكن مصادر مطلعة قالت إن "6 طائرات MQ-9 Reapers على الأقل تسيطر عليها قوات العمليات الخاصة الأميركية قامت بمهام للمساعدة في تحديد مكان المحتجزين ومراقبة علامات الحياة وتمرير الخيوط المحتملة إلى قوات الدفاع الإسرائيلية".

ولا تستطيع الطائرات المسيرة رسم خريطة لشبكة الأنفاق الجوفية الشاسعة لحركة "حماس"، إذ تستخدم إسرائيل أجهزة استشعار أرضية شديدة السرية للقيام بذلك، لكن رادار الأشعة تحت الحمراء الخاص بها يمكنه اكتشاف التوقيعات الحرارية للأشخاص الذين يدخلون أو يغادرون الأنفاق من فوق الأرض.

تصنيفات

قصص قد تهمك