قال الرئيس الصيني شي جين بينج لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، إن الوضع الدولي يشهد حالة فوضى لكن الشراكة الاستراتيجية بين بلديهما تشكل قوة للاستقرار وسط التغيرات الكبيرة التي لم تحدث منذ قرن.
وأضاف شي خلال افتتاح قمة مجموعة "بريكس" في مدينة قازان الروسية: "يمر العالم بتغييرات لم نشهدها منذ مئة عام، والوضع العالمي في فوضى"، متابعاً: "لدي اعتقاد راسخ بأن العلاقات الودية بين الصين وروسيا ستستمر لأجيال، وأن مسؤولية الدول العظمى تجاه شعوبها لن تتغير".
من جانبه، وصف بوتين شي بأنه "صديق عزيز"، وقال إن الشراكة مع الصين تشكل قوة للاستقرار في العالم، مشيراً إلى أن "التعاون بين روسيا والصين في الشؤون العالمية يشكل أحد العوامل الرئيسية لتحقيق الاستقرار على الساحة العالمية".
العلاقات بين روسيا وجنوب إفريقيا
وفي سياق متصل، قال بوتين، إن "أولوية مجموعة بريكس حالياً هي دمج الدول الأعضاء الجديدة ضمن المنظومة المتكاملة للمجموعة الاقتصادية، مشدداً على أن العلاقات بين روسيا وجنوب إفريقيا "قائمة على شراكة استراتيجية واحترام متبادل".
فيما قال نظيره الجنوب الإفريقي سيريل رامافوزا إن موسكو هي "حليف مهم وتاريخي".
وشدد بوتين، خلال لقائه رامافوزا في قازان على هامش اجتماعات "بريكس"، على أن المجموعة عملت على إعداد صيغة للدول الشريكة والأعضاء من خلال زيادة المدفوعات بالعملات الوطنية وزيادة الاستقلال المالي وتقليل المخاطر.
وقال الرئيس الروسي، إن العلاقات مع جنوب إفريقيا قائمة على "شراكة استراتيجية، والاحترام المتبادل، وتعزيز الحوار السياسي"، مشيراً إلى أن موسكو تدعم مواصلة العمل على مستوى وزارتي الخارجية والتعاون البرلماني للوصول إلى علاقات مستقرة ودائمة".
وشدد بوتين على أن حجم التعاون التجاري بين البلدين ارتفع بنحو 3% على الرغم من تسجيل تراجع طفيف خلال السنتين الماضيتين، وقال: "لدينا مجالات مهمة للتعاون، بما فيها الطاقة والزراعة والتقنيات المبتكرة، كما نعمل على تنسيق الجهود معاً على الساحة الدولية من أجل إنشاء عالم عادل متعدد الأقطاب".
وكشف الرئيس الروسي أن بلاده تعمل على تنفيذ الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال القمة الروسية الإفريقية العام الماضي، مضيفاً أن لديه خطة عمل مع جنوب إفريقيا مستمرة حتى 2026.
بدوره، قال رامافوزا، إن "بريكس بحاجة إلى استقطاب أعضاء جدد حتى نصبح أقوى"، مضيفاً أن قمة قازان تتطلع إلى مناقشة قضايا مهمة، بما فيها الأمن والسلام العالميين والتغير المناخي.
وذكر رامافوزا أن جنوب إفريقيا تعمل على تحقيق الاستقرار العالمي إلى جانب أعضاء بريكس"، واصفاً روسيا بـ"الحليف الهام والصديق الذي دعمنا منذ البداية، خاصة عندما كنا نحارب الاستغلال وقيود الاحتلال"، مضيفاً أن بلاده "تتشارك مع روسيا في الكثير من القضايا".
ومن المقرر أن يلتقي بوتين الخميس، أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي سيقوم بأول زيارة له إلى روسيا منذ أكثر من عامين. وانتقد جوتيريش مراراً وتكراراً تصرفات روسيا في أوكرانيا، وفق "أسوشييتد برس". كما من المرتقب أن يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
الرئيس البرازيلي يشارك افتراضياً
ووصل الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وغيرهما من زعماء الدول الأعضاء في "بريكس"، الثلاثاء، إلى مدينة قازان الروسية لحضور قمة مجموعة البريكس، التي يأمل الكرملين أن يجعلها قوة موازية لما يصفه بـ"هيمنة الغرب"، وفق "أسوشييتد برس".
وألغى الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا رحلته التي كانت مقررة إلى روسيا، ومن المزمع أن يشارك في القمة عبر الفيديو، وفق ما أعلنت الرئاسة البرازيلية التي أشارت إلى تعرضه لحادث سقوط منعه من السفر بالطائرة.
ويراهن بوتين على هذه القمة، التي تستمر ثلاثة أيام، لإظهار فشل الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لعزل روسيا بسبب حربها في أوكرانيا.
ووصف مستشار الشؤون الخارجية في الكرملين يوري أوشاكوف القمة بأنها "أكبر حدث للسياسة الخارجية على الإطلاق" من قبل روسيا، حيث يحضرها 36 دولة وأكثر من 20 منها ممثلون برؤساء دول، ومن المقرر أن يعقد بوتين اجتماعات ثنائية معهم على هامش القمة.
وضم تحالف "بريكس" في البداية دول البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، ثم توسع ليشمل مصر والإمارات وإيران وإثيوبيا. وتقدمت تركيا وأذربيجان وماليزيا رسمياً بطلبات للانضمام، وأعربت دول أخرى عن اهتمامها بالانضمام.
وتهدف القمة إلى إنشاء نظام دفع جديد من شأنه أن يوفر بديلاً لشبكة الأنظمة المصرفية العالمية "سويفت" ويسمح لموسكو بتجنب العقوبات الغربية والتجارة مع الشركاء.