حقق الحزب الجمهوري ما يعرف بـ"ثلاثية الحكم" في الولايات المتحدة، الرئاسة والكونجرس بمجلسيه النواب والشيوخ وذلك لأول مرة منذ عام 2018.
ومنح فوز الجمهوريين في مجلس النواب بولايتي أريزونا وكاليفورنيا التي كانت بطيئة في فرز الأصوات، الأربعاء، الحزب الجمهوري 218 مقعداً من أصل 435 في المجلس لتحقق بذلك الأغلبية. كما حقق الجمهوريون أغلبية بسيطة بـ53 مقعداً في مجلس الشيوخ المؤلف من 100 مقعد.
وأمام الجمهوريين مواعيد نهائية مرتقبة ومشاريع تنتظر تمريرها مثل الاتفاق على تمويل الحكومة وسط مخاوف معركة جديدة تتسبب بـ"إغلاق حكومي".
كذلك ينتظر الكونجرس قضية تمديد سقف الديون، وكل هذه المهام تحتاج لتمريرها 60 صوتاً في مجلس الشيوخ، ما يجعل من الضروري إبرام اتفاقيات مع الديمقراطيين أصحاب الأقلية في المجلسين، بحسب شبكة NBC NEWS.
ويعتبر قادة الحزب الجمهوري هذه الأغلبية البسيطة، تفويضاً لـ"قلب" الحكومة الفيدرالية، وتمرير أجندة ورؤية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
وتعهد ترمب بتنفيذ أكبر عملية ترحيل للمهاجرين من الولايات المتحدة، وتمديد التخفيضات الضريبية، والسيطرة على أقوى أدوات الحكومة الفيدرالية، وإعادة تشكيل الاقتصاد الأميركي، بحسب الوكالة التي أشارت إلى أن الديمقراطيين سيكونون عاجزين تقريباً عن التحقق من هذه الخطوات المحتملة.
وذكرت مجلة "بوليتيكو" الأميركية، أن الجمهوريين في مجلس النواب يعدّون بـ"هدوء" منذ أشهر أجندتهم التشريعية المقبلة منها تمديد التخفيضات الضريبية، لكن الأغلبية البسيطة في المجلس قد تعقّد تلك الجهود.
وقال النائب الجمهوري توني جونزاليس لـNBC News: "دائماً ما كان مجلس النواب فوضوياً، وسيظل كذلك. لكن الأمر يقع على عاتقنا كأعضاء للخروج وإيجاد طريقة لتحقيق النتائج. ومع تحقيق هذه الأغلبية لدينا الكثير لنكسبه، والكثير لنخسره".
مخاوف ديمقراطية
ويخشى العديد من الديمقراطيين أن تؤدي السيطرة الكاملة للحزب الجمهوري على البيت الأبيض، ومجلسي الكونجرس، للسماح لترمب بالتراجع عن العديد من المكاسب التشريعية التي حققوها في ظل إدارة الرئيس جو بايدن.
وخلال أول عامين من ولاية بايدن التي بدأت عام 2021، كان الديمقراطيون يتمتعون بأغلبية بسيطة لكنهم نجحوا في تمرير عدة قوانين وصفت بـ"التاريخية" بتريليونات الدولارات منها تمويل البرامج المناخية والرعاية الصحية، والإنفاق على البنية التحتية واستثمارات في أشباه الموصلات، فضلاً عن تقنين زواج المثليين.
وذكر السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن، أن نتائج الانتخابات "تمنحنا فرصة"، رغم "تمتع الجمهوريين بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب"، مضيفاً: "إذا حاولوا تمرير أشياء متطرفة، فسيواجهون معركة قوية".
ولفت إلى "وجود أعضاء جمهوريين في مجلس النواب ينتمون إلى مناطق ديمقراطية أو متأرجحة. أما في مجلس الشيوخ، سنستمر في استخدام عدد من الأدوات".
وأشار موقع "أكسيوس"، إلى أن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز، أبلغ حلفائه بالفعل كيف يستعدون لقيادة المقاومة ضد ترمب.
ونقل "أكسيوس" عن النائبة الديمقراطية ديليا راميريز قولها: "نحن كديمقراطيين يجب أن نشمر الآن عن سواعدنا وننتقل إلى وضع الدفاع والحماية".