قال مصدران لوكالة "رويترز"، الخميس، إن أعضاء الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يعدّون قائمة بمسؤولين عسكريين من المزمع فصلهم، وسط توقعات بأن تشمل القائمة هيئة الأركان المشتركة، وذلك فيما سيكون تغييراً "غير مسبوق" بوزارة الدفاع "البنتاجون"، في حين توقعت الأخيرة أن تؤثر مثل هذه الخطوة على "عمليات ومعنويات" القوات الأميركية.
وذكر المصدران، أن التخطيط لفصل المسؤولين لا يزال في مرحلة مبكرة بعد فوز ترمب بالانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر، وترشيح بيت هيجسيث المحلل السياسي في شبكة FOX NEWS وزيراً للدفاع.
ولفتا إلى أن التغيير وارد على هذه الخطط مع تشكل إدارة ترمب. وشكك أحد المصدرين في إمكانية إجراء فصل جماعي لمسؤولين من "البنتاجون".
ولم يتضح أيضاً ما إذا كان ترمب نفسه سيصادّق على الخطة، وذلك على الرغم من احتجاجه بشدة في السابق على قادة الدفاع الذين انتقدوه.
وتحدث ترمب أيضاً خلال الحملة عن فصل الجنرالات "التقدميين" الذين يركزون على العدالة العرقية والاجتماعية، وكذلك المسؤولين عن الانسحاب المضطرب من أفغانستان في عام 2021.
رد "البنتاجون"
من جهتها، رفضت نائبة المتحدث باسم "البنتاجون" سابرينا سينج التعليق بشكل مباشر على التقارير التي تشير إلى اتجاه ترمب لإقالة عدد كبير من ضباط الجيش، لكنها توقعت بأن تؤثر مثل هذه الخطوة على "العمليات والمعنويات".
وذكرت سينج في مؤتمر صحافي، أن "عدم وجود عدد كاف من الأشخاص في المناصب، أو عدم وجود عدد كاف من الأشخاص الذين يتقاسمون المهام، من الطبيعي أن يؤدي إلى الضغط على النظام"، بحسب ما نقلته شبكة CNN الأميركية.
وأضافت: "سبق أن كان لدينا عدداً كبيراً من الضباط الموقوفين والمبعدين، وتم منعهم من الحصول على ترقيات ما جعل أشخاصاً آخرين يقومون بوظيفتين، أو ربما ثلاث. نعم، سيكون لذلك تأثير على العمليات والروح المعنوية، وكذلك تأثير على الوزارة".
ومن المتوقع أن يكون لدى ترمب وجهة نظر أكثر قتامة عن قادته العسكريين في ولايته الثانية، بعد أن واجه مقاومة من "البنتاجون" بشأن كل شيء بدءاً من شكوكه تجاه حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى استعداده لنشر قوات لقمع الاحتجاجات في الشوارع الأميركية.
وكان جنرالات سابقون في فترة ولاية ترمب الأولى ووزراء دفاع في الولايات المتحدة من بين أشد منتقديه، ووصفه بعضهم بأنه "فاشي"، وأعلنوا أنه "غير لائق للمنصب".
وأثار ذلك غضب ترمب، ودفعه للقول إن رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق في ولايته الأولى، مارك ميلي، "يمكن إعدامه بتهمة الخيانة".
ورجح مصدر لوكالة "رويترز"، تركيز الإدارة المقبلة على مسؤولي الجيش الأميركي الذين يُنظر إليهم على أنهم مرتبطون بمارك ميلي.
ونقل بوب وودورد في كتابه "حرب" المنشور الشهر الماضي، اقتباساً لميلي يصف فيه ترمب بأنه "فاشي حتى النخاع". واستهدف حلفاء الرئيس المنتخب ميلي بسبب ما يعدونها خيانة للرئيس السابق.
كما يخشى بعض المسؤولين الحاليين والسابقين من أن فريق ترمب قد يستهدف الرئيس الحالي لهيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي سي.كيو براون، وهو جنرال طيار مقاتل سابق وقائد عسكري يحظى باحترام واسع ويبتعد عن السياسة.
وأصدر الجنرال رسالة عبر الفيديو عن التمييز في الرتب خلال الأيام التي أعقبت مصرع جورج فلويد في مايو 2020 على يد ضابط شرطة في مينابوليس، وكان من مؤيدي التنوع في الجيش الأميركي.
وقال المتحدث باسم براون، الكابتن في البحرية جيرال دورسي: "ما زال رئيس هيئة الأركان المشتركة وجميع أفراد الخدمة في قواتنا المسلحة يركزون على أمن أمتنا والدفاع عنها وسيواصلون القيام بذلك، مما يضمن انتقالاً سلساً للإدارة الجديدة للرئيس المنتخب".