أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الخميس، اختيار المرشح الرئاسي السابق المستقل روبرت إف كينيدي جونيور، ليكون وزيراً للصحة والخدمات الإنسانية، في خطوة من المتوقع أن تثير غضب خبراء الصحة العامة بعد سنوات من ترويجه لما قالوا إنها "ادعاءات مظللة".
وقال ترمب في بيان: "لمدة طويلة، تم سحق الأميركيين بسبب شركات الأغذية الصناعية والأدوية التي شاركت في التضليل ونشر المعلومات الخاطئة عندما يتعلق الأمر بالصحة العامة".
واعتبر أن "سلامة وصحة جميع الأميركيين هي الدور الأهم لأي إدارة، وستلعب وزارة الصحة والخدمات الإنسانية دوراً كبيراً في ضمان حماية الجميع من المواد الكيميائية الضارة، والملوثات، والمبيدات، والمنتجات الصيدلانية، والإضافات الغذائية التي ساهمت في الأزمة الصحية المتفاقمة في هذه البلاد".
وذكر ترمب، أن كينيدي سيعمل على أن "تستعيد هذه الوكالات تقاليد الأبحاث العلمية ذات المعايير الذهبية" من أجل "إنهاء وباء الأمراض المزمنة وجعل أميركا عظيمة وصحية مرة أخرى".
وتشرف وزارة الصحة والخدمات الإنسانية على "إدارة الغذاء والدواء"، و"مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها"، و"المعاهد الوطنية للصحة"، و"برامج الرعاية والخدمات الطبية".
ومن المتوقع أن يشرف كينيدي على عمليات تنفيذ قانون الرعاية الميسرة وبرنامج الرعاية الطبية Medicaid، الذي تموله الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات ويهدف إلى مساعدة الأشخاص ذوي الدخل المحدود في تسديد النفقات الطبية وتكاليف الرعاية الصحية، ما يؤدي إلى زيادة تكاليف الرعاية المجانية.
ورجحت شبكة CNN، أن يكون البرنامج، الذي يغطي ما يقرب من 72.5 مليون مواطن أميركي، هدفاً في فترة ولاية ترمب الثانية، خاصة وأن الحزب الجمهوري يسعى لإيجاد مداخيل جديدة لتكون تعويضاً لـ"الإعفاء الضريبي" الذي يأمل في تنفيذه.
وعلى الرغم من أن ترمب ابتعد عن السعي إلى إلغاء قانون الرعاية الصحية الميسرة "أوباما كير" الذي عارضه بالكامل، إلا أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيعمل على إصدر خطة لتحسين القانون، كما وعد خلال حملته الانتخابية.
وكان الجمهوريون وعلى رأسهم ترمب يجادلون بأن قانون "أوباما كير"، أصبح غير دستوري لعدم وجود تأمين صحي في حزمة التخفيضات الضريبية لعام 2017، وقالوا إن القانون بأكمله يجب أن يسقط.
نظريات المؤامرة
كان كينيدي ابن شقيق الرئيس الـ35 للولايات المتّحدة جون إف كينيدي، جزءاً من فريق ترمب الانتقالي، يراجع السير الذاتية للمرشحين للوظائف العليا في وكالات الصحة الأميركية، بحسب وكالة "رويترز".
وقدم كينيدي مؤخراً عدة مقترحات تهدف لـ"إصلاح إجراءات سلامة الغذاء"، و"المبادئ التوجيهية بشأن حماية البيئية"، و"تعزيز الأدوية الشاملة"، و"إعادة هيكلة التمويل العام لأبحاث اللقاحات"، بحسب الشبكة.
وعمل روبرت كينيدي جونيور على مدى عقود محامياً في مجال البيئة، لكنّه عُرف منذ عام 2005 بترويجه لنظريات المؤامرة بشأن اللّقاحات، عبر ربطها خصوصاً بتطور مرض التوحّد.
وشكك كينيدي في مدى فعالية اللقاحات، وقال إنه "يريد تنفيذ اختبارات أكثر دقة للقاحات". كما عارض القيود التي فرضتها الولايات والحكومة الفيدرالية أثناء جائحة كوفيد-19، واتُهم حينها بنشر "معلومات مضللة" عن الفيروس.
ومع ذلك، ترأس منظمة الدفاع عن صحة الأطفال، وهي منظمة غير ربحية تركز على الرسائل المناهضة للقاحات.
وروج حلفاء ترمب قصصاً عن سجل كينيدي في دعم حقوق الإجهاض، والدفاع عن السياسات البيئية التي توصف بـ"المتطرفة"، أثناء محاولتهم جعل ترشيحه كمستقل أقل قبولاً لناخبي ترمب، ولكن كينيدي قرر في الأخير الانسحاب وتأييد المرشح الجمهوري.
وأشار كينيدي في عدة منشورات على منصة "إكس"، إلى أن أولوياته تشمل معالجة ما يسميه "وباء الأمراض المزمنة" ومنها السمنة والسكري والتوحد، كما أكد أنه سيعمل على "الحد من المواد الكيميائية في الطعام".
ولفت كينيدي إلى أن سيعمل أيضاً على "التخلص" من إدارة الغذاء والدواء التي تضم 18 ألف موظف، وتعنى بضمان سلامة الغذاء والأدوية والأجهزة الطبية، و"استبدال" مئات الموظفين في المعاهد الوطنية للصحة.
وأردف: "إذا كنت تعمل في إدارة الغذاء والدواء وكنت جزءاً من هذا النظام الفاسد، فلدي رسالتان لك: احتفظ بسجلاتك، احزم حقائبك".
وتوقعت مجلة "بوليتيكو" الأميركية، أن يثير إعلان ترشيح كينيدي غضب العديد من خبراء الصحة العامة بعد سنوات من ترويجه لـ"ادعاءات تم دحضها" بأن اللقاحات تسبب التوحد.
وأشارت المجلة إلى أن اختيار كينيدي يأتي بعدما وعد ترمب بالسماح له "بالتصرف بحرية" فيما يتعلق بسياسات الصحة والغذاء في إدارته المقبلة.