قال علي لاريجاني مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، الجمعة، إن إيران ستدعم أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية و"المقاومة" خلال محادثات وقف إطلاق النار الحالية بين إسرائيل وجماعة "حزب الله".
وأضاف لاريجاني بعد اجتماعه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري: "لا نسعى إلى تخريب أي شيء.. نسعى إلى حل المشكلات"، وفي إشارة إلى جماعة "حزب الله" اللبنانية، قال إن إيران ستدعم "المقاومة" في كل الظروف.
ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية عن لاريجاني قوله خلال مؤتمر صحافي عقب لقائه مع بري: "الهدف الأساسي والرئيسي لزيارتنا هذه بأن نقول بملء فمنا نحن سنقف إلى جانب جمهورية لبنان حكومة وشعباً وفي كافة الظروف".
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت الزيارة هي لنسف الوثيقة أو المبادرة الأميركية، قال لاريجاني: "نحن لا نسعى وراء نسف أي شيء بل نحن نريد حل المشكلة، وفي كل الظروف نحن نقف إلى جانب لبنان والذي ينسف الاوضاع هو (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو وأنصاره وأعوانه، فعليكم التمييز بين أصدقائكم وأعدائكم".
رسالة من خامنئي
وأوضح أنه نقل رسالة من المرشد الإيراني إلى رئيس مجلس النواب اللبناني، ووصف الحديث عن تخلي إيران عن "المقاومة" بأنها "ممازحات".
ولدى سؤاله عن الرسالة الإيرانية لـ"حزب الله"، أجاب لاريجاني بالقول: "حزب الله هو تيار صلب ورشيد، والشعب اللبناني هو شعب عظيم، وحزب الله بأنفسهم يعرفون كيف يتصرفون.. نحن مثلما قلنا سندعم المقاومة في كافة الظروف، وهم يعلمون كيف يتصرفون".
وفي وقت سابق الجمعة، كشفت مصادر مطلعة على المفاوضات الجارية لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان عن أبرز البنود التي تضمنتها مسودة اقتراح الهدنة الذي قدمته الولايات المتحدة إلى لبنان.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن المصادر قولها إن المسودة تنص على خروج "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني، الذي يبعد نحو 18 ميلاً شمال الحدود الإسرائيلية، إلى جانب قيام الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" بمنع الجماعة من العودة جنوباً، فيما أشارت إلى أن هناك "نقطة شائكة في التسوية، وهي ضمان فرض إسرائيل وقف إطلاق النار إذا فشل الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل التابعة للأمم المتحدة في هذه المهام".
وذكرت "جويش إنسايدر"، وهي صحيفة أميركية يهودية معنية بالشؤون الأميركية وشؤون الشرق الأوسط، أن "من بين الدول الأخرى التي وافقت على المشاركة في الحفاظ على وقف إطلاق النار، بريطانيا وفرنسا، وفقاً لمصادر إسرائيلية أكدت أيضاً "وجود مراقبة تكنولوجية وبشرية" لجنوب لبنان.
وقف إطلاق النار في لبنان
وتسعى الولايات المتحدة إلى التوسط في وقف إطلاق النار الذي سينهي الأعمال القتالية بين حليفتها إسرائيل و"حزب الله"، فيما ذكرت تقارير أن هناك تقدماً لكن ليس بوتيرة سريعة.
وكانت إسرائيل أعلنت، خلال الأيام الماضية، توسيع العمليات العسكرية في جنوب لبنان، فيما يرى خبراء أن قرار تل أبيب "سلاح ذو حدين وخطوة محفوفة بالمخاطر"، مرجحين أنها قد تمثل ضغطاً على "حزب الله" في محادثات وقف إطلاق النار، أو تجر إسرائيل إلى "حرب استنزاف طويلة الأمد"، وذلك وسط جهود واتصالات دولية من أجل التوصل إلى هدنة.
والخميس، قال مصدران سياسيان لـ"رويترز" إن السفيرة الأميركية لدى لبنان سلمت مسودة مقترح هدنة إلى نبيه بري لوقف القتال بين "حزب الله" وإسرائيل، دون الكشف عن تفاصيل.
وفي وقت سابق الجمعة، قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون دريمر إنه يرغب في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، مؤكداً أنه "ليس لديه أي اعتراضات على المخطط الحالي".
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع على المحادثة، قوله إن "ترمب منح دريمر الضوء الأخضر بشكل رسمي لمواصلة محاولة التوصل إلى تسوية في لبنان".