دان خبير في حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، الثلاثاء، أعمال "العنف والكراهية والتمييز" التي يتعرض لها الفلسطينيون داخل إسرائيل، على يد من وصفها بـ"جماعات يمينية متطرفة"، داعياً الحكومة الإسرائيلية إلى توفير الحماية الكاملة وعلى نحو متساوٍ لجميع مواطنيها دون تمييز.
وقال فرناند دي فارينيس مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بقضايا الأقليات، في بيان، إن "التقارير التي تتحدث عن عنف اليمين المتطرف، والاستخدام غير المتناسب للقوة من قبل المسؤولين عن إنفاذ القانون خلال الاحتجاجات في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك في الشيخ جراح وباب العمود والمسجد الأقصى، أدت إلى بعض أسوأ حالات العنف ضد المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل".
وأضاف "تمت مشاركة هذه الهجمات على مواقع التواصل الاجتماعي، ويبدو أن الجماعات اليمينية المتطرفة قد استخدمت هذه المنصات للدعوة إلى الكراهية التي تشكل تحريضاً على العنف مع الإفلات من العقاب لحشد الناس لجلب أسلحتهم ومهاجمة الفلسطينيين".
وأشار الخبير الأممي، إلى أن "الإقصاء والتمييز المستمر منذ عقود، بما في ذلك الفصل بين المواطنين العرب واليهود وعدم المساواة في المعاملة في ما يتعلق بالحقوق والامتيازات، ألحق خسائر فادحة بالأقلية الفلسطينية"، حسبما ورد في البيان.
ولفت إلى أن "غياب الحماية والملاجئ في القرى البدوية في النقب زاد من انعدام الأمن لدى الأقلية البدوية".
إدانة "الكراهية والتمييز"
ومضى المسؤول الأممي قائلاً: "بالنظر إلى الطابع الملح للوضع، أدعو حكومة إسرائيل إلى الإدانة الصارمة لجميع أعمال العنف والكراهية والتمييز ضد المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل".
وشدد على أنه "يجب على السلطات أن تضمن لمواطنيها الوقف الفوري لهذه الهجمات"، وأن يتمتع الفلسطينيون بـ"حماية كاملة وعلى قدر متساوٍ دون أي شكل من أشكال التمييز".
وطالب دي فارينيس "بالتحقيق مع (عناصر) الشرطة المتهمين بالفشل في حماية جميع سكان ومواطني إسرائيل دون تمييز".
ويشكل الفلسطينيون في إسرائيل، بمن فيهم البدو، أقلية عربية تمثل نحو 1.5 مليون شخص، أو 20% من سكان إسرائيل، ويواجهون التمييز في العديد من المناطق، بحسب البيان.
أزمة "الشيخ جراح"
وتواصل السلطات الإسرائيلية إجراءات التضييق على أهالي حي "الشيخ جراح"، الذي تواجه فيه عائلات فلسطينية خطر التهجير، لمصلحة مستوطنين، ما تسبب في اندلاع مواجهات استمرت 11 يوماً بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة، قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار بوساطة مصرية.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية قتلت الغارات الجوية وقذائف المدفعية الإسرائيلية منذ العاشر من مايو، 254 فلسطينياً في قطاع غزة، بينهم 66 طفلاً وعدد من المقاتلين.
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية أعلنت في الـ9 من مايو الجاري إرجاء جلسة كانت مقررة بشأن طرد عائلات فلسطينية من حي "الشيخ جراح" إلى موعد لاحق يحدد خلال ثلاثين يوماً.
وأرجأت محكمة إسرائيلية، يوم الجمعة الماضي، البت في قرار تهجير 7 أسر فلسطينية من حي "بطن الهوى" في قرية سلوان جنوب شرق البلدة القديمة من القدس المحتلة.
وكانت السلطات الإسرائيلية أصدرت قبل عدة أشهر قرارات إجلاء بحق سكان "بطن الهوى" من منازلهم بدعوى أن الأرض المقامة عليها المنازل تعود ملكيتها لمستوطنين.
وبحسب مركز معلومات "وادي حلوة" (غير حكومي) فإن "عدد البؤر الاستيطانية في حي بطن الهوى في سلوان، ارتفع إلى 12 بؤرة وقطعة أرض، معظمها بنايات سكنية سربت للمستوطنين خلال الأعوام الماضية".
وبحسب تقديرات غير رسمية، يواجه نحو 1250 مواطناً من حي "الشيخ جراح"، و"بطن الهوى" في القدس، خطر التهجير القسري والتطهير العرقي والإحلال، بعد صدور قرارات تقضي بطردهم من منازلهم لمصلحة المستوطنين.
اقرأ أيضاً: