يستعد رئيس أوروجواي المنتخب اليساري ياماندو أورسي لتسلم منصبه في مارس، بعد أن اعترف منافسه والرئيس الحالي ألفارو ديلجادو بالهزيمة، ليعود بذلك تيار يسار الوسط إلى رئاسة البلاد بعد 5 سنوات من حكم المحافظين.
وأظهرت النتائج الرسمية أن أورسي (57 عاماً)، الذي كان الأوفر حظاً قبل الانتخابات بفارق بضع نقاط، حصل على 49.81% من الأصوات مقابل 45.90% لصالح ديلجادو.
واعترف ديلجادو، مرشح الائتلاف الحاكم بأوروجواي في الانتخابات الرئاسية، بهزيمته أمام أورسي في جولة الإعادة، بعد أن أشارت النتائج الرسمية المبكرة إلى فوز يسار الوسط.
من هو ياماندو أورسي؟
ينتمي أورسي لعائلة من الطبقة العمالية وعمل كمدرس تاريخ وراقص شعبي وهو عمدة سابق، كما أنه الوريث السياسي للرئيس السابق خوسيه موخيكا الذي يعرف بأنه "أفقر رئيس في العالم".
وأشاد موخيكا بأورسي باعتباره "زعيماً جديداً قادراً على إيجاد التوازن الصحيح بين الديناميكيات المعقدة في الشؤون الاجتماعية والسياسية والاقتصادية".
وولد أورسي في 13 يونيو عام 1967 في منطقة ريفية بمقاطعة كانيلونيس، إذ كان والده مزارعاً، فيما عملت والدته بالخياطة.
وأثناء إقامة أورسي بالريف علمته أخته القراءة والكتابة، وخلال فترة شبابه بدأت تتشكل آرائه ورغباته السياسية وذلك في منتصف فترة "الحكم الدكتاتوري" التي استمرت بين عامي 1973 و1983، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
ويشير أورسي إلى أن السياسة لم تكن أبداً جزءاً من حياته العائلية، لكن عودة الديمقراطية بعد انتخابات عام 1984 دفعته إلى الانجراف لهذا العالم.
وانضم أورسي خلال فترة شبابه لـ"حركة المشاركة الشعبية" (MPP) بقيادة موخيكا، المتمرد السابق الذي أصبح رئيساً لأوروجواي عام 2010.
وتولى أورسي عقب ذلك منصب عمدة كانيلونيس، وهي ثاني أكبر منطقة بالبلاد، وينسب إليه الفضل بالمساعدة على جذب المستثمرين وتخفيف البيروقراطية المحلية لجذب شركات دولية مثل "جوجل"، بحسب وكالة "رويترز".
وعود أورسي
وأكد أورسي أنه يخطط لتجنب الزيادات الضريبية على الرغم من تزايد العجز، والتركيز بدلاً من ذلك على تحفيز النمو الاقتصادي.
والتقطت صور عدة لأورسي خلال حملته الانتخابية وهو يشرب الكحول، ويمشي مع كلبه ويرتدي بدلات غير رسمية، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
وركز أورسي خلال حملته على تعزيز السياسات الصديقة للبيئة، كما وعد بدعم المنتجين الصغار، وتبني سياسات الإدماج الاجتماعي.
كما تعهد بـ"تجديد اليسار" عن طريق الحوار مع الجميع، مؤكداً على أنه لا يخطط لأي تغيير جذري في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 3.5 مليون نسمة، والمعروفة بشواطئها الجميلة واقتصادها المستقر.
وأعلن أورسي خلال خطاب النصر الذي ألقاه، الأحد: أنه "سيدعو إلى حوار وطني مراراً وتكراراً"، مضيفاً أنه "يريد إدخال أفكار يسارية حديثة تهدف لمعالجة التشرد والفقر والجريمة"، والتي تمثل مصدر قلق رئيسي للناخبين.
وارتفعت معدلات جرائم القتل في أوروجواي بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، بسبب تغيير طرق تهريب الكوكايين.
ورغم أنه يشدد على أهمية تعزيز الرعاية الاجتماعية، إلا أن أورسي استخدم لهجة ودية تجاه السوق والقطاع الخاص.
وأشار أورسي في مقابلة سابقة مع وكالة "رويترز"، في أكتوبر، إلى أهمية أن "يتغير مصير ومستقبل هذه البلاد"، لافتاً إلى قدرة المعارضة على إحداث تغيير من خلال إيجاد توازن بين الرعاية الاجتماعية والنمو الاقتصادي.
ورفض أورسي، الذي من المقرر أن يتولى منصبه في مارس، العيش في المقر الرئاسي، وفقاً لـ"أسوشيتد برس" التي ذكرت أنها خطوة مشابهة لما فعله خوسيه موخيكا.