بعد محادثات في كابول.. روسيا تعرض مساعدة أفغانستان: إعادة الإعمار مسؤولية واشنطن

"طالبان" تطالب موسكو بدعمها في تخفيف عبء العقوبات الغربية

time reading iconدقائق القراءة - 5
وفد روسي برئاسة سكرتير مجلس الأمن سيرجي شويجو يجتمع مع نائب رئيس الوزراء الأفغاني للشؤون الاقتصادية عبد الغني برادر في كابول. 25 نوفمبر 2024 - x/FDPM_AFG
وفد روسي برئاسة سكرتير مجلس الأمن سيرجي شويجو يجتمع مع نائب رئيس الوزراء الأفغاني للشؤون الاقتصادية عبد الغني برادر في كابول. 25 نوفمبر 2024 - x/FDPM_AFG
موسكو/ دبي -رويترزالشرق

أبدت روسيا استعدادها للمساعدة في تحقيق سلام دائم في أفغانستان، فيما طالبت حركة "طالبان" التي تحكم البلاد، موسكو بالمساعدة في "تخفيف عبء العقوبات الغربية".

وقال سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرجي شويجو، الثلاثاء، خلال تصريحات في كابول، إن الولايات المتحدة "ينبغي أن تضطلع بدور قيادي في إعادة إعمار أفغانستان" في ضوء التدخل العسكري الأميركي في البلاد الذي استمر سنوات عديدة، حسبما نقلت وكالات أنباء روسية.

وترأس شويجو وفداً روسياً رفيع المستوى، أجرى محادثات مع كبار المسؤولين من حركة "طالبان" التي تدير أفغانستان.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية الرسمية عنه قوله: "اسمحوا لي أن أؤكد استعدادنا لإجراء حوار سياسي بَناء بين بلدينا، ومن بين الأهداف توفير زخم لعملية مصالحة بين الأفغان".

وحسبما ترى "رويترز"، فإن الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، دفع الرئيس فلاديمير بوتين إلى التحول نحو آسيا، وسط ما يقول الكرملين إنه "يرقى إلى حصار اقتصادي" من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.

وذكرت موسكو، الاثنين، أنها ستنظر في نشر صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى في آسيا، في حال نشرت الولايات المتحدة مثل هذه الصواريخ في ذات المنطقة.

وقال شويجو، إن الولايات المتحدة التي سحبت قواتها على عجل من أفغانستان في عام 2021 بعد 20 عاماً من غزو البلاد، "يجب أن تلتزم بالمساعدة في إعادة الإعمار".

وأضاف: "مرة أخرى نتطرق لموضوع الولايات المتحدة، التي تسرق كل من حولها، نتحدث عن إعادة الأصول والأموال التي تخص الأفغان والتي يبدو أنها لن تعود قريباً، كما حدث مع العديد من البلدان الأخرى مثل ليبيا وسوريا".

وشدد سكرتير مجلس الأمن الروسي، على ضرورة أن تكون "الولايات المتحدة الكيان الرئيسي الذي يستثمر في إعادة بناء أفغانستان".

وفي الشأن الاقتصادي، أشار شويجو إلى التعاون في استخراج المعادن باعتباره مثالاً رئيسياً على تعاون اقتصادي مقترح بين البلدين. كما قال نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسي أوفرتشوك لمسؤولي "طالبان"، إن "موسكو تريد المشاركة في مشروع لإنشاء خط للسكك الحديدية عبر أفغانستان".

تخفيف عبء العقوبات

من جهته، قال نائب رئيس الوزراء الأفغاني للشؤون الاقتصادية عبد الغني برادر، لشويجو، إن إدارة طالبان تحتاج إلى مساعدة موسكو لتخفيف عبء العقوبات الغربية".

ونقلت "رويترز" عنه قوله: "نحاول تهيئة الظروف اللازمة لنمو صادرات السلع الأفغانية والاستثمار الأجنبي"، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة والدول الغربية مارست ضغوطاً على حركة "طالبان" بعد سيطرتها على الحكم في أفغانستان عام 2021، في إشارة إلى تجميد الأصول وحظر السفر الذي يستهدف قادة الحركة.

وأردف قائلاً: "لذلك فإننا ننتظر من روسيا أن تساعدنا في تحييد هذه الضغوط"، مشيراً إلى أن الحركة "بذلت الكثير لتحقيق استقرار الوضع، ونتيجة لجهودها، تم تدمير تنظيم (داعش) في أفغانستان ونقله إلى بلدان أخرى".

وأعرب وزير الدفاع الأفغاني محمد يعقوب، عن "تقديره الكبير لنية روسيا استبعاد (طالبان) من قائمة المنظمات الإرهابية"، وعن "ارتياحه للمستوى الحالي لتطور التعاون التجاري والاقتصادي بين الجانبين"، حسبما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية.

فيما قال وزير الداخلية الأفغاني سراج الدين حقاني، في بيان على منصة "إكس": "مع انتهاء الاحتلال الأجنبي في أفغانستان، توقفت الحرب وتم القضاء على العوامل المسببة لعدم الاستقرار. وينبغي للمنطقة أن تستغل هذه الفرصة على أكمل وجه".

وكانت الخارجية الروسية، أعلنت، الشهر الماضي، رفع حركة "طالبان" من قائمة موسكو للمنظمات الإرهابية، فيما تقول حكومات غربية إن أي مسار للاعتراف بحكم الحركة، وإلغاء العقوبات متوقف، حتى تغيّر حركة "طالبان" مسارها بشأن حقوق المرأة.

وتُمنع الفتيات فوق سن 12 عاماً من التعليم الرسمي، ولا يُسمح للنساء عادة بالسفر لمسافات طويلة دون محرم، ويُمنعن من زيارة الصالات الرياضية والمتنزهات. وتقول طالبان إنها تحترم حقوق المرأة "بحسب الثقافة الأفغانية، وأحكام الشريعة الإسلامية".

مع ذلك، تدرس عدة دول أوروبية إعادة فتح سفاراتها في أفغانستان، بعد توفر الحد الأدنى من الظروف السياسية والأمنية، في خطوة من شأنها أن تنطوي على اعتراف دبلوماسي بحركة "طالبان"، وذلك بعد مرور 3 سنوات تقريباً على سيطرة التنظيم على البلاد منذ عام 2021، بحسب "بلومبرغ".

تصنيفات

قصص قد تهمك