
أكدت الولايات المتحدة التي تتفاوض بطريقة غير مباشرة مع إيران منذ شهرين في محاولة لإنقاذ الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، الاثنين، أنها لا تزال تجهل إذا كانت طهران تريد فعلاً العودة إلى احترام التزاماتها.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال جلسة استماع في مجلس النواب الأميركي، "من غير الواضح بعد ما إذا كانت إيران تريد، وما إذا كانت جاهزة للقيام بما هو مطلوب للعودة إلى احترام الاتفاق، لا نزال نختبر الاقتراح".
وأضاف أن الوقت الذي ستحتاجه طهران لصنع مادة انشطارية كافية لصنع سلاح نووي واحد، ستتقلص إلى أسابيع إذا واصلت انتهاكاتها للاتفاق، مشيراً إلى أن "برنامج إيران يسير بسرعة إلى الأمام، وكلما استمر ذلك لفترة أطول تقلص الوقت اللازم لصنع مادة انشطارية، وقد انخفض الآن، حسب التقارير العامة، إلى بضعة أشهر في أحسن الأحوال، وإذا استمر ذلك، فسينخفض إلى أسابيع".
صواريخ إيران
واتهم بلينكن، طهران بالانخراط في عدد من "الأنشطة الفظيعة"، بما في ذلك "تلك المتعلقة بالصواريخ، والانتشار النووي، ودعم وكلائها من المجموعات الإرهابية، والأفعال المزعزعة للاستقرار"، معتبراً أن كل واحد من هذه الأنشطة "سيصبح أسوأ بكثير في حال امتلكت إيران سلاحاً نووياً، أو كانت على أعتاب امتلاكه".
وأوضح بلينكن، أن واشنطن تعمل لإنجاز اتفاق مع إيران في ما يتعلق ببرنامجها النووي، لكنه اعتبر أن الطرفين "لم يصلا بعد مرحلة العودة إلى الامتثال مقابل الامتثال، ولا نعلم ما إذا كان ذلك سيحدث بالفعل"، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستستمر أيضاً في مكافحة الأنشطة الأخرى لإيران.
مراقبة نشاط إيران
في سياق متصل، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، إن تفاوض الوكالة على تمديد اتفاق مراقبة الأنشطة النووية مع إيران يزداد صعوبة.
واتفقت إيران مع الوكالة في 24 مايو الماضي، على تمديد الاتفاق لمدة شهر حتى 24 يونيو الجاري، بعد أن كانت مدة الاتفاق المبدئية 3 أشهر.
وقال غروسي، خلال مؤتمر صحافي، الاثنين، إن تمديد الاتفاق مرة أخرى "يزداد صعوبة"، مشيراً إلى أن مخرجات الاجتماعات التي عقدها خبراء الوكالة منذ مارس الماضي، مع إيران لتفسير سبب وجود آثار لليورانيوم المعالج في عدد من المواقع غير المعلن عنه "لم ترق إلى التطلعات".
تخصيب اليورانيوم
وأضاف: "بعد مرور أشهر، إيران لم تقدم بعد التفسيرات اللازمة لوجود آثار اليورانيوم في أي من المواقع التي أجرت الوكالة فيها عمليات تفتيش تكميلية".
ولفت غروسي إلى أن "غياب أي تطور في هذه الاجتماعات يؤثر بشكل جدي على قدرة الوكالة على تقديم ضمانات بشأن طبيعة البرنامج النووي باعتباره سلمياً".
وتابع: "لكي أكون أكثر موضوعية، فإن الحكومة الإيرانية أعربت عن رغبتها في الانخراط والتعاون لتقديم الأجوبة، لكنها لم تقم بذلك حتى الآن، وآمل أن يتغير الوضع، لكن وحتى هذه اللحظة، ليس هناك أي تقدم ملموس".
مباحثات فيينا
كانت محادثات غير مباشرة بدأت بين الولايات المتحدة وإيران في العاصمة النمساوية فيينا، في أبريل الماضي، لاستكشاف موقف الجانبين من العودة للاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، ونص على أن تضع إيران قيوداً على برنامجها النووي تجعل من الصعب عليها الحصول على مواد انشطارية لصنع أسلحة، مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة.
وانتهت الجولة الخامسة من المحادثات في 2 يونيو الجاري، وتستأنف الجلسة السادسة وربما الأخيرة، الخميس، على الرغم من عدم تأكيد الموعد.
وكان الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، سحب بلاده بشكل أحادي من الاتفاق عام 2018، في محاولة لمنع إيران من حيازة السلاح النووي، معتبراً أنه غير كاف، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية على طهران، ورداً على ذلك، توقفت إيران تدريجياً عن احترام التزاماتها بموجب الاتفاق.
إلا أن الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن أعرب عن استعداده للعودة إلى الاتفاق في حال عادت طهران لتلتزم بشروطه.
وإذا استؤنفت المحادثات، الخميس، فلن يتبقى سوى 8 أيام فقط للتوصل إلى اتفاق قبل إجراء الانتخابات الإيرانية المقررة في 18 يونيو الجاري، والتي ترجح التوقعات نجاح رئيس من التيار المحافظ.
اقرأ أيضاً: