قالت وزارة الدفاع الأفغانية، السبت، إن قوات تابعة لحركة طالبان استهدفت "عدة نقاط" داخل باكستان، بعد أيام من غارات جوية شنتها إسلام اباد على أفغانستان.
ولم تذكر الوزارة في بيانها باكستان بالاسم، لكنها قالت إن الضربات نفذت "وراء الخط الافتراضي"، وهو تعبير تستخدمه السلطات الأفغانية للإشارة إلى الحدود مع باكستان، التي لطالما نشب خلاف بشأنها.
وأشارت الوزارة إلى أن المناطق التي تم استهدافها "تمثل مراكزاً ومخابئ للعناصر الشريرة، وأنصارهم الذين نظموا ونسقوا الهجمات في أفغانستان، في الاتجاه الجنوبي الشرقي للبلاد"، على حد وصفها.
وعند سؤال المتحدث باسم الوزارة عناية الله خوارزمي، عما إذا كان البيان يشير إلى باكستان، قال: "نحن لا نعتبرها أراض باكستانية، وبالتالي، لا يمكننا تأكيد المكان، لكنها كانت على الجانب الآخر من الخط الافتراضي".
وكان الجيش الباكستاني قال، الجمعة، إن الجماعات المسلحة المتمركزة في أفغانستان تنفذ "أنشطة إرهابية" ضد باكستان، مما أدى إلى تكثيف التوترات بين الدول المجاورة.
وقال اللواء أحمد شريف شودري، المدير العام للعلاقات العامة لدى الجيش الباكستاني، إنه على الرغم من التحذيرات المتكررة لطالبان، فإن الجماعات المسلحة والمتمردين يواصلون استخدام الأراضي الأفغانية لشن هجمات على باكستان، حسبما نقلت شبكة التلفزيون الباكستانية Amu.
وأضاف شودري: "يدين الجيش الباكستاني بشدة استخدام الأراضي الأفغانية من قبل الجماعات الإرهابية وأنصارها". وتابع: "نظل حازمين في تصميمنا على القضاء على هذه المخابئ وحماية شعب باكستان".
وشدد على أن "الأدلة تشير إلى وجود ملاذات إرهابية في أفغانستان"، واتهم طالبان بالفشل في التصرف بشكل حاسم ضد المتشددين، بما في ذلك الفصائل المرتبطة بحركة طالبان الباكستانية.
طالبان تنفي
ونفت طالبان، التي استعادت السيطرة على أفغانستان في عام 2021، الاتهامات بأن حركة طالبان الباكستانية تعمل من الأراضي الأفغانية. ولكن فريق مراقبة تابع للأمم المتحدة قدر أن الجماعة تحتفظ بقوة قوامها نحو 6 آلاف مقاتل داخل أفغانستان، وفق Amu.
وتأتي هذه التصريحات في خضم تصاعد التوترات بين باكستان والحكومة الأفغانية بقيادة طالبان. وحث رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف مؤخراً طالبان على التوقف عن تقديم الدعم للمسلحين، ووصف الهجمات عبر الحدود بأنها "غير مقبولة".
وقال شريف إن "النهج المزدوج لطالبان تجاه باكستان يتجاوز الخط الأحمر، ولن تظل إسلام أباد صامتة". وحذر من أن مثل هذه السياسات قد تضر بالعلاقات الثنائية.
وإضافة إلى التوتر، نفذ الجيش الباكستاني غارات جوية في وقت سابق من الأسبوع الجاري على ولاية باكتيكا الأفغانية، مستهدفاً ما وصفه بمخابئ حركة "طالبان باكستان". وقال مسؤولون من طالبان إن الضربات استهدفت منطقة تستضيف لاجئين من منطقة وزيرستان الباكستانية، مما أودى بحياة 46 شخصاً.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، إن الغارات الجوية قتلت 20 طفلاً على الأقل، ودعت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (يوناما) إلى إجراء تحقيق في الحادث، مطالبة بمحاسبة المسؤولين.
والعلاقات بين الجارتين متوترة، إذ تقول باكستان إن عدداً من الهجمات المسلحة، التي وقعت في البلاد انطلقت من أراضي أفغانستان، وهو ما تنفيه حركة طالبان الأفغانية.