أثارت غارات نفذتها القوات الجوية الفرنسية مطلع الأسبوع الجاري في سوريا، وقالت إنها استهدفت خلالها مواقع لتنظيم "داعش"، سجالاً بين وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو، وزعيم المعارضة، رئيس حزب "فرنسا الأبية" جون لوك ميلونشون، الذي أشار إلى غياب الشفافية من قبل الحكومة بشأن هذه الضربة، وهو ما أثار غضب الحكومة.
وقال ميلونشون على منصة "إكس"، إن "فرنسا تقصف سوريا، من دون شك هناك من سيفكر بإبلاغ النواب عن سبب وكيفية هذا التدخل"، في إشارة إلى غياب الشفافية بخصوص هذا التحرك وفي هذا التوقيت.
وفي المقابل، رد وزير الدفاع الفرنسي على هذا المنشور بالقول، إن الإيحاء بأن "فرنسا تقصف سوريا أمر خطير بقدر ما هو غير مسؤول"، مضيفاً أنه في "مواجهة الإرهاب، يجب علينا أن نظهر الوحدة. ولا يمكن أن يكون إطار عمل جيوشنا موضوعاً لمثل هذا التضليل السياسي".
وأوضح ليكورنو، أن هذه العملية جاءت في إطار "عملية Chammal، وهي جزء من التحالف الدولي الذي تأسس عام 2014 لمحاربة (داعش)"، وأردف: "إلى جانب الرعب الذي نشرته على أراضينا في فرنسا وأوروبا، تتحمل الجماعة الإرهابية مسؤولية آلاف من الضحايا، بما في ذلك المدنيين، في الشرق الاوسط".
وكان وزير الدفاع الفرنسي أعلن، الثلاثاء، عن تنفيذ ضربات صاروخية مطلع هذا الأسبوع في سوريا استهدفت مواقع لتنظيم "داعش".
ويأتي الهجوم الفرنسي في أعقاب ضربة عسكرية مماثلة نفذتها الولايات المتحدة في سوريا، والتي قالت واشنطن إنها قتلت عنصرين اثنين من عناصر التنظيم.
اجتماع دولي بشأن سوريا في باريس
وتستعد باريس لاستضافة اجتماع دولي حول سوريا في يناير الجاري، لكنها تعتبر أن رفع العقوبات عن سوريا، وتقديم مساعدات إعادة الإعمار يجب أن يتوقفا على التزامات سياسية وأمنية واضحة من جانب الإدارة الجديدة لدمشق.
والتقى فريق من الدبلوماسيين الفرنسيين في ديسمبر الماضي، بمسؤول من الفريق الانتقالي السوري، ورفعوا العلم الفرنسي فوق سفارتهم بعد مرور 12 عاماً على قطع العلاقات مع نظام الأسد وسط الحرب الأهلية السورية.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في البرلمان حينها، إن الدبلوماسيين الفرنسيين لاحظوا "إشارات إيجابية" من السلطة الانتقالية السورية، وإن الحياة في دمشق بدأت تعود إلى طبيعتها إذ استأنف السوريون حياتهم اليومية دون قيود.
وأضاف: "لن نعتبر كلماتهم معياراً للحكم، بل سنقيمهم بناء على أفعالهم، مع مرور الوقت".