قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لـ "الشرق" الاثنين، إن الولايات المتحدة تعتزم المضي قدماً في صرف 460 مليون دولار من التمويل العسكري الأجنبي التي تم تخصيصها سابقاً لمصر.
وأضاف المسؤول أن هذه الأموال ستساعد مصر على "تعزيز دفاعاتها ضد تهديد الصواريخ الباليستية التي تشكلها إيران ووكلاؤها، وتعزيز الشراكة بين الولايات المتحدة ومصر لتحقيق منطقة أكثر استقراراً، خصوصاً في ظل دور مصر لتحقيق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن".
وفي سبتمبر الماضي، أخطرت وزارة الخارجية الأميركية، الكونجرس، بأنها ستقدم إلى مصر مساعدات عسكرية بقيمة 1.3 مليار دولار، وهي المرة الأولى منذ عام 2020 التي تتلقى فيها القاهرة المساعدات السنوية كاملة.
ومن بين 1.3 مليار دولار من التمويل العسكري الأجنبي الأميركي المخصص لمصر، يخضع مبلغ قدره 320 مليون دولار لشروط تسببت في حجب جزء من هذا المبلغ على الأقل في السنوات الماضية.
وأبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الكونجرس، أنه تنازل عن الاشتراطات المتعلقة بمبلغ 225 مليون دولار، الذي جرى الربط بينه وبين سجل مصر في مجال حقوق الإنسان، وذلك استناداً إلى "مصلحة الأمن القومي الأميركي"، حسبما قال المتحدث باسمه عبر البريد الإلكتروني، حينها.
تمويل عسكري للبنان
وذكر المسؤول أيضاً، أن الخارجية الأميركية أخطرت الكونجرس بنيتها تحويل 95 مليون دولار من التمويل العسكري الأجنبي للسنة المالية 2023 للبنان، مشيراً إلى أن هذه الأموال "ستدعم بشكل مباشر الجيش اللبناني على تنفيذ وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل".
وقال المسؤول إن نشر الجيش في جنوب لبنان وانسحاب حزب الله، "يمثلان الخطوتان الأكثر أهمية نحو تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 منذ صدور القرار في عام 2006".
وأضاف أن من شأن "دعم الجيش اللبناني لممارسة سيادته على جميع الأراضي اللبنانية، أن يحد من الأنشطة الخبيثة لحزب الله وداعميه الإيرانيين سواءً في لبنان أو أنشطتهم المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء العالم".
وتوصلت إسرائيل و"حزب الله" إلى اتفاق على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً بوساطة أميركية في نوفمبر الماضي، ونص الاتفاق على أن ينسحب الجيش الإسرائيلي على مراحل بعد أكثر من عام على الحرب، بناءً على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عام 2006 والذي أنهى آخر صراع كبير بين الطرفين.
وبموجب الاتفاق، يتعين على مقاتلي "حزب الله" مغادرة مواقعهم في جنوب لبنان والتحرك إلى شمالي نهر الليطاني على بعد حوالي 30 كيلومتراً شمال الحدود مع إسرائيل التي يجب أن تنسحب بالكامل من الجنوب.
أسلحة لمصر بقيمة 5 مليارات دولار
ووافقت الخارجية الأميركية في21 ديسمبر الماضي، على بيع محتمل لأسلحة إلى مصر بقيمة تتجاوز خمسة مليارات دولار، تشمل تجديد دبابات أبرامز وشراء صواريخ هيلفاير.
ويشكل تجديد ودعم ومعدات الدبابة أبرامز الجانب الأكبر من صفقة الأسلحة الجديدة المعلن عنها بتكلفة تبلغ 4.69 مليار دولار، والشركة المتعاقدة هي جنرال داينامكس لاند سيستمز.
وتتضمن الصفقة تجديد 555 دبابة M1A1 إلى طراز M1A1SA، وتوفير مجموعة أدوات تحسين رؤية السائق، وأجهزة تصويب لنظام التصوير الحراري (TIS)؛ وقاذفات قنابل الدخان M250؛ وناقل الحركة للدبابات X-1100؛ وقطع الغيار، ومعدات دعم.
وقالت الوكالة التابعة للبنتاجون إن الصفقة تدعم السياسة الخارجية والأمن القومي الأميركي، عبر مساعدة وتعزيز حليف رئيسي خارج حلف الناتو يبقى "شريكاً استراتيجياً مهماً في الشرق الأوسط".
وأكدت أن بيع تلك المعدات لمصر لن يغير من ميزان القوى العسكرية الأساسي في المنطقة.