هزت ثلاثة انفجارات كبيرة مدينة مأرب اليمنية الخميس، وقال مسؤول محلي إنها نتيجة هجمات صاروخية وعمليات قصف بطائرات مُسيرة من جانب الحوثيين الذين يحاولون السيطرة على المنطقة الغنية بالغاز.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن القصف خلف 8 ضحايا و27 جريحاً من المدنيين في حصيلة أولية، كما أفادت مصادر محلية وطبية في محافظة مأرب.
وأوضحت المصادر، أن جماعة الحوثي شنت مساء الخميس قصفاً متتالياً على مدينة مأرب بصاروخين بالستيين وطائرتين مفخختين، مستهدفة مسجداً في حي سكني وسط المدينة أثناء أداء الصلاة المغرب، إضافة إلى سجن للنساء في إدارة شرطة محافظة مأرب، وهرعت سيارات إسعاف إلى مكان القصف لإسعاف الضحايا.
"رد على دعوات التهدئة"
ودان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الهجوم الحوثي، وقال في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، إن تصعيد جماعة الحوثي هجماتها على مدينة مأرب "واستهدافها المباشر للأحياء السكنية والأعيان المدنية، وتعمدها الإيقاع بأكبر قدر من الضحايا بين المدنيين والنازحين، هو رد مباشر على دعوات التهدئة، والتحركات والجهود التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة لإنهاء الحرب وإحلال السلام".
وأشار إلى أن هذا التصعيد الخطير "يؤكد أن ميليشيا الحوثي الإرهابية لا تفقه لغة الحوار ولا تؤمن بالسلام، وأنها مجرد أداة إيرانية للقتل والتدمير"، معتبراً أن السبيل الوحيد لإحلال السلام في اليمن "هو دعم الحكومة الشرعية في معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب، وتثبيت الأمن والاستقرار في أرجاء اليمن".
ودعا الإرياني المجتمع الدولي لمغادرة مربع الصمت "الذي تعتبره مليشيا الحوثي ضوءًا أخضر لارتكاب المزيد من الجرائم، وإدانة هذه الجرائم الوحشية والقتل الممنهج للمدنيين من النساء والأطفال"، مشدداً على ضرورة الإسراع بالعمل على إعادة تصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية" وتقديم قياداتها للمحاكمة باعتبارهم "مجرمي حرب".
ولم يصدر تأكيد من جانب جماعة الحوثي التي شنت هجوماً لانتزاع السيطرة على آخر معقل للحكومة المعترف بها دولياً في شمال البلاد، بمسؤوليتها عن الهجوم.
إدانة دولية
ولقي 17 شخصاً على الأقل حتفهم في انفجار قرب محطة للوقود في مأرب أوائل الشهر الجاري. وقالت الحكومة إنه نجم عن قذيفة للحوثيين، لكن الحركة قالت إنها قصفت معسكراً للجيش فقط.
وتضغط الأمم المتحدة، مدعومة من الولايات المتحدة، من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أنحاء اليمن.
وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ صرح مطلع يونيو، بأن جماعة الحوثي "تتحمل المسؤولية الكبرى عن رفض المشاركة في وقف إطلاق النار، واتخاذ تحركات أخرى لإنهاء الصراع".
وأشارت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، إلى أنه "على رغم من جهود العديد من الجهات الفاعلة داخل اليمن، فإن الحوثيين يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية، برفض المشاركة بصورة مجدية في وقف النار، واتخاذ خطوات لحل النزاع المستمر منذ 7 سنوات، والذي تسبب في معاناة الشعب اليمني".
وأضافت: "عوضاً عن ذلك، يواصل الحوثيون هجومهم المدمر على مأرب، الذي يدينه المجتمع الدولي، ويترك الحوثيين في عزلة متزايدة".