لحظات لا تُنسى من حفلات تنصيب الرؤساء الأميركيين

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأميركي باراك أوباما يؤدي القسم بصفته الرئيس الـ44 للولايات المتحدة مع زوجته ميشيل وابنتيه ماليا وساشا - 20 يناير 2009 - Reuters
الرئيس الأميركي باراك أوباما يؤدي القسم بصفته الرئيس الـ44 للولايات المتحدة مع زوجته ميشيل وابنتيه ماليا وساشا - 20 يناير 2009 - Reuters
دبي -الشرق

يصل الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض، وسط أحداث متسارعة تشهدها الولايات المتحدة، إذ تعاني البلاد تفشياً كبيراً لجائحة كورونا، إضافة إلى  انقسام سياسي زاد من حدته هجوم أنصار الرئيس دونالد ترمب على مبنى الكابيتول.

وسيكون حفل التنصيب، الأربعاء، حدثاً مختلفاً تماماً عن سابقيه، ولكنه سيحمل العناصر الأساسية لخطابات التنصيب، والتي تهيئ المشهد لكيفية حكم البلاد خلال السنوات الأربع المقبلة.

الخطاب الرئاسي الأكثر شؤماً 

على مر السنين، شهدت خطابات الرؤساء الأميركيين في تنصيبهم بعض اللحظات التي لا تُنسى، ومنها الخطاب الرئاسي الأكثر شؤماً، للرئيس الأميركي التاسع ويليام هنري هاريسون.

وهناك أربعة رؤساء أميركيين توفوا في مناصبهم لأسباب طبيعية، كان هاريسون أحدهم، إذ تم انتخابه في سن الـ68، وكان أكبر رئيس يتولى الرئاسة عند تنصيبه في عام 1841. وفي يوم ممطر من أيام شهر مارس شهد برداً قارساً، صعد هاريسون إلى المنصة لإلقاء خطاب التنصيب الذي استمر مدة ساعتين تقريباً، كما رفض ارتداء معطف أو قبعة، ما تسبب بإصابته بنزلة برد ثم التهاب رئوي، وبعد 31 يوماً فقط من رئاسته، توفي هاريسون.

ولعقود من الزمان، اعتقد الكثيرون أن التعرض الطويل للطقس البارد هو الذي أدى إلى وفاة هاريسون، إلا أنه بعد مراجعة الخبراء للقصة، فإنهم باتوا يعتقدون الآن أن السبب ربما كان إصابته بحمى التيفوئيد بسبب شرب مياه ملوثة في واشنطن.

دعوة كينيدي

أما اللحظة الثانية، فترتبط بالرئيس الأميركي جون كينيدي ودعوته الأميركيين إلى العمل. فمن بين 45 رئيساً للولايات المتحدة و58 حفل تنصيب، لا يمكن أن تكون كل الخطابات لها تأثير مهم ومستمر، ولكن كينيدي قدم في خطاب تنصيبه في عام 1961، إحدى أشهر العبارات في كل العصور، حينما قال: "لا تسأل عما يمكن أن يفعله بلدك من أجلك، بل اسأل عما يمكنك فعله لبلدك".

وفي الوقت الذي كانت الولايات المتحدة تشهد ذروة الحرب الباردة، قال كينيدي، أول رئيس ولد في القرن العشرين، إن "الشعلة قد سُلمت إلى جيل جديد"، ودعا الأميركيين حينها إلى العمل.

"الخوف ذاته"

"الشيء الوحيد الذي يجب أن نخافه هو الخوف ذاته".. بهذه الكلمات، كان الرئيس الأميركي الثاني والثلاثون فرانكلين روزفلت، يأمل أن يتمكن خطابه الذي حمل نبرة التفاؤل، من إعادة الأمل إلى أمة تواجه صراعات عميقة. 

تزامن تنصيب روزفلت في عام 1933 مع ذروة فترة الكساد الكبير، والذي واجهت فيه الولايات المتحدة أزمة اقتصادية طاحنة، وصل معدل البطالة فيها إلى 25%.

وصول "غير عادي" 

صحيح أن الرئيس الـ38 للولايات المتحدة، غيرالد فورد، كان وجهاً مألوفاً في السياسة الأميركية، لكن انتقاله إلى هذا المنصب لم يكن شيئاً عادياً، إذ أدى فورد اليمين الدستورية في أغسطس 1974، وتولى الرئاسة تلقائياً بعد استقالة الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون.

ويحمل فورد لقباً مميزاً للغاية، فهو الشخص الأول والوحيد الذي تولى منصب الرئيس من دون التصويت عليه سابقاً في المجمع الانتخابي.

تغيير حاد

لطالما اعتُبرت الحكومات صاحبة حل للمشاكل الاقتصادية التي شهدتها الولايات المتحدة في الثلاثينات، لكن بحلول عام 1981، استخدم الرئيس الأميركي الـ40 رونالد ريغان، خطاب تنصيبه لتغيير هذا المسار بشكل حاد، حينما قال: "الحكومة ليست هي الحل لمشكلتنا، ولكن الحكومة ذاتها هي المشكلة".

في ذلك الوقت، كانت الولايات المتحدة تصارع آثار ركود اقتصادي، بما في ذلك ارتفاع معدلات البطالة والتضخم، واستخدم ريغان هذه الجملة للضغط من أجل خفض الإنفاق الحكومي، وحجم الحكومة نفسها.

التنصيب الأعلى مشاهدة في التاريخ

هيمنت أزمة رهائن إيران على الشؤون الخارجية للولايات المتحدة خلال تنصيب ريغان، وبينما كان الحدث جارياً، تم إطلاق سراح 52 أميركياً كانوا محتجزين في طهران لأكثر من عام. وحتى يومنا هذا، يحمل تنصيب ريغان في عام 1981 الرقم القياسي لأعلى عدد من مشاهدي التلفزيون في التاريخ، إذ شاهده نحو 42 مليون شخص.

خطاب أوباما التاريخي

صنع انتخاب وتنصيب الرئيس الـ44 للولايات المتحدة، باراك أوباما، التاريخ بالفعل، وذلك لأسباب عدة، إذ كان أول رئيس أميركي منتخب من أصل إفريقي، وكذلك أول شخص في المنصب وُلِد في الستينات.

 ويُعتقد أن تنصيب أوباما حطم الرقم القياسي لأكبر عدد من الحضور في أي حدث في العاصمة واشنطن. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون شخص حضروه، كما أنه يحمل الرقم القياسي للتنصيب الأكثر متابعةً على الإنترنت، مع وجود تقارير عن تباطؤ الإنترنت في ذلك اليوم بسبب زيادة الاستخدام.

ماذا عن جو بايدن؟

تتجه كل الأنظار إلى تنصيب بايدن، وهناك توقعات بأن المناخ السياسي والظروف التي فرضها تفشي وباء كورونا، قد تدفع إلى تسجيل رقم قياسي جديد للمتابعة من المنازل.

اقرأ أكثر: