
يعتزم المرشد الإيراني علي خامنئي إلقاء خطاب الأربعاء، قبل انتخابات الرئاسة المرتقبة الجمعة، والتي يُرجّح أن يفوز فيها رئيس القضاء إبراهيم رئيسي المقرّب من المرشد.
وأفادت وكالة "فارس" للأنباء بأن خامنئي "سيتحدث مباشرة إلى الشعب الإيراني" الذي سينتخب خلفاً للرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني، بعدما شغل المنصب لولايتين متتاليتين (2013-2021).
وأوردت وكالة "فرانس برس" أن رئيسي (60 عاماً) "يرسم لنفسه صورة المدافع عن الطبقات المهمّشة، وحامل لواء مكافحة الفساد".
وأضافت أن رئيسي أمضى نحو 3 عقود في هيكلية السلطة القضائية، كما أنه عضو في مجلس خبراء القيادة الذي يختار المرشد، ومرشّح لخلافة خامنئي.
وأيد رئيسي الذي يرفض اتهامه بالتورط في إعدام آلاف السجناء المنتمين إلى حركة "مجاهدي خلق" المعارضة، في عام 1988، تعاملاً حازماً مع الاحتجاجات التي تلت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد في 2009، قائلاً: "سنواصل مواجهة مثيري الشغب حتى النهاية وسنقتلع جذور الفتنة"، وفق "فرانس برس".
رفسنجاني وانتخابات 2013
وعشية الاقتراع، أقرّ وزير الاستخبارات الإيراني السابق حيدر مصلحي بأنه دفع مجلس صيانة الدستور إلى رفض أهلية الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني لخوض السباق في عام 2013، مبرّراً الأمر بأن تقديرات وزارته كانت تشير إلى فوز رفسنجاني آنذاك.
ونقل موقع "إيران إنترناشيونال" عن مصلحي قوله، في مقابلة، إن رجل قانون في المجلس أصرّ على أن رفسنجاني لم يقل شيئاً محدداً من شأنه أن يؤدي إلى رفض أهليته. فأبلغه وزير الاستخبارات أن هذا الأمر ضروري للحفاظ على النظام، مضيفاً: "أصبح كثير من الكبار ضحية للحفاظ على النظام حتى الآن".
وذكّر الموقع بأن الناطق باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كدخدائي، كان قد رفض تقريراً مشابهاً، بشأن سبب رفض أهلية رفسنجاني، قائلاً: "من السذاجة أن نفترض أن مسؤولاً يأتي إلى مجلس صيانة الدستور ويقول إن المرشح الفلاني سيفوز، ليرفض المجلس أهليته. إذا كانت هذه الفكرة صحيحة، فيجب أن نعتبر المجلس مجموعة انتهازية تخضع للأهواء والمعادلات غير الصحية".
وكان رفسنجاني أشار إلى دور مصلحي في إقصائه من انتخابات 2013 بقوله لموقع "انتخاب" في عام 2016: "ذهب حيدر مصلحي إلى اجتماع مجلس صيانة الدستور، وقال: نراقب بانتظام أصوات هاشمي، في الصباح والظهيرة والليل، وهي ترتفع ساعة بساعة. إذا جاء هاشمي، فسيُفشل مخططاتنا".
اتهامات أحمدي نجاد
وأشار "إيران إنترناشيونال" إلى أن قرار المجلس برفض أهلية رفسنجاني الذي يُعد من أعمدة النظام، وأدى دوراً جوهرياً في اختيار خامنئي مرشداً بعد وفاة الخميني، أثار "صدمة كبيرة" آنذاك.
واستدرك أن الرئيس السابق واصل دعمه لروحاني، مضيفاً أن مراقبين يعتقدون أن هذا الدعم أدى دوراً أساسياً في فوزه بالرئاسة.
وتوفي رفسنجاني في 8 يناير 2017، بعد إصابته بـ"نوبة قلبية" في بركة سباحة بمنزله. لكن أسرته تشكّك في أن سبب وفاته طبيعي.
وتأتي "اعترافات" مصلحي بعدما استبعد مجلس صيانة الدستور من انتخابات 2021 علي لاريجاني، وهو مستشار لخامنئي، ترأس مجلس الشورى (البرلمان) لمدة 12 عاماً، وأحمدي نجاد، وإسحق جهانكيري، النائب الأول لروحاني.
وشنّ أحمدي نجاد هجوماً على أجهزة الأمن في إيران، متهماً إياها بـ"التنصت عليه وعلى الإيرانيين". واتهم أبرز مسؤول استخباراتي في إيران، من دون أن يسمّيه، بأنه "عميل لإسرائيل".
محمد خاتمي
إلى ذلك، دعا الرئيس الإيراني السابق، محمد خاتمي، ضمناً مؤيديه إلى التصويت الجمعة، إذ وجّه رسالة إلى أعضاء حزب "شباب إيران الإسلامي"، وصف فيها المناخ السياسي في البلاد بأنه "بارد وكئيب".
وأضاف: "يحتاج المجتمع إلى الحيوية والأمل، والرغبة في المشاركة بهذه الساحة المصيرية".
وأعرب خاتمي عن أمله بأن تتمكن كل الأحزاب من "التعرّف بشكل صحيح إلى مسؤوليتها تجاه الوطن والشعب في هذا الوقت الحرج، وأن تنجح في القيام بهذه المسؤولية"، وفق "إيران إنترناشيونال".
ويأتي ذلك بعد إعلان الزعيم المعارض، مير حسين موسوي، الذي قاد احتجاجات 2009، أنه لن يصوّت في الانتخابات، مشيراً إلى أنه سيقف إلى جانب الذين "سئموا من الانتخابات المهينة والمزوّرة"، و"غير الراغبين في الانصياع للقرارات التي تُتخذ خلف الستار لمستقبل الوطن".