الحكومة اللبنانية الجديدة.. ترحيب دولي وخطط لـ"الإصلاح والإنقاذ"

جوزاف عون: الوزراء غير حزبيين.. ونواف سلام: الإصلاح هو الطريق الوحيد إلى الإنقاذ

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الحكومة اللبنانية الجديد نواف سلام يتحدث من داخل القصر الجمهوري في بعبدا. بيروت. 09 فبراير 2025 - REUTERS
رئيس الحكومة اللبنانية الجديد نواف سلام يتحدث من داخل القصر الجمهوري في بعبدا. بيروت. 09 فبراير 2025 - REUTERS
بيروت-الشرقرويترز

أعلنت الرئاسة اللبنانية، السبت، تشكيل حكومة جديدة تضم 24 وزيراً برئاسة نواف سلام، وذلك بعد محادثات استمرت أكثر من ثلاثة أسابيع مع أحزاب وقوى سياسية.

وقال الرئيس اللبناني جوزاف عون إن أعضاء الحكومة "غير حزبيين"، وأوضح أنه توافق مع سلام على عدم ضم وزراء ينتمون إلى أحزاب سياسية.

وأضاف أن التشكيل استند إلى "معايير الكفاءة والخبرة والاختصاص والسيرة الذاتية والسمعة الحسنة"، حسبما نقلت الرئاسة اللبنانية.

وكانت حالة من الجمود قد سادت خلال الأيام الماضية بشأن الوزراء الشيعة، الذين عادة ما يعينهم "حزب الله"، وحليفته "حركة أمل".

لكن سُمح لـ"حركة أمل"، التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، في النهاية باختيار 4 وزراء منهم وزير المالية ياسين جابر، إلى جانب الموافقة على وزير خامس، بحسب "رويترز".

سلام: الإصلاح طريق الإنقاذ

وأعلن رئيس الوزراء الجديد نواف سلام من داخل القصر الرئاسي، أن الحكومة، التي تضم 24 وزيراً، ستعطي الأولوية للإصلاحات الاقتصادية، ما يُقرّب البلاد من الوصول إلى أموال إعادة الإعمار والاستثمارات في أعقاب الحرب الإسرائيلية المدمرة.

وأضاف في كلمته: "أما وقد أعلنا الحكومة التي أتمنى أن تكون حكومة الإصلاح والإنقاذ.. يهمني أن أؤكد.. أن الإصلاح هو الطريق الوحيد إلى الإنقاذ الحقيقي".

وأكد سلام، أن لبنان، خلال فترته، سينفذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى حرباً سابقة بين "حزب الله" وإسرائيل في عام 2006.

وجاء في كلمته: "أما وقد أُعلنت الحكومة التي أتمنى أن تكون حكومة الإصلاح والإنقاذ.. يهمني أن أؤكد على النقاط التالية... أولاً أن الإصلاح هو الطريق الوحيد إلى الإنقاذ الحقيقي".

والحكومة مكلفة الآن بصياغة بيان للسياسات سيحدد نهج الحكومة المقبلة وأولوياتها، وسوف تحتاج بعد ذلك إلى تصويت بالثقة من جانب مجلس النواب، من أجل أن تتمتع بصلاحيات كاملة.

وأعلنت الرئاسة اللبنانية أن مجلس الوزراء الجديد دٌعي إلى أول جلسة، الثلاثاء 11 فبراير، في قصر بعبدا بالعاصمة بيروت.

وزراء الحكومة اللبنانية الجديدة

أعلن الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية تشكيل الحكومة من 24 وزيراً كالآتي:

نائب رئيس الحكومة: طارق متري

وزير الدفاع: ميشال منسى

وزير الخارجية والمغتربين: يوسف رجّي

وزير الاتصالات: شارل الحاج

وزير الطاقة والمياه: جوزيف صدي

وزير الداخلية: أحمد الحجار

وزير العدل: عادل نصار

وزير المالية: ياسين جابر

وزير الصحة العامة: ركان ناصر الدين

وزير الثقافة: غسان سلامة

وزير الصناعة: جو عيسى الخوري

وزير الاقتصاد والتجارة: عامر البساط

وزير الزراعة: نزار هاني

وزير الإعلام: بول مرقص

وزير الشؤون الاجتماعية: حنين السيد 

وزير الأشغال العامة والنقل: فايز رسامني

وزير المهجرين: كمال شحادة (وزير دولة لشؤون التكنولوجيا)

وزير العمل: محمد حيدر

وزير الشباب والرياضة: نورا بيرقداريان

وزير السياحة: لورا الخازن لحود

وزير التنمية الإدارية: فادي مكي

وزير التربية والتعليم العالي: ريما كرامي

وزير البيئة: تمارا الزين

"يصعب إرضاء الجميع"

اختار حزب "القوات اللبنانية"، الذي يعارض "حزب الله"، أربعة وزراء في الحكومة الجديدة، من بينهم وزير الخارجية يوسف رجي، ووزير الطاقة جوزيف الصدي. ولم يشارك الحزب في تشكيل أي حكومة منذ أكثر من خمس سنوات.

وقال سلام: "أعلم أن أي تشكيلة حكومية يصعب أن ترضي الجميع في وقت واحد، لكن هذه التشكيلة ستكون فريقاً يعمل بالتجانس بين جميع أعضائه".

وأضاف: "ستسعى هذه الحكومة إلى إعادة الثقة بين المواطنين والدولة وبين لبنان ومحيطه العربي، وبين لبنان والمجتمع الدولي، والأهم ستسعى إلى وصل ما انقطع بين الدولة وطموحات الشابات والشباب".

وتعرض لبنان لضربات قاسية خلال السنوات الخمس الماضية، شملت انهياراً مالياً أدى إلى إفقار جزء كبير من السكان، وانفجاراً كارثياً في مرفأ بيروت، وحربا استمرت لأكثر من عام بين إسرائيل وحزب الله، دمرت مناطق كثيرة من البلاد.

وتشكيل الحكومة هو إحدى الخطوات اللازمة لتنفيذ إصلاحات قد تفتح المجال أمام خطة تمويل من صندوق النقد الدولي، والحصول على دعم من دول الخليج للمساعدة في إعادة إعمار المناطق المدمرة.

وقال سلام إن الحكومة ستعمل على "تأمين الأمن والاستقرار في لبنان عبر استكمال تنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار".

وينص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وسحب "حزب الله" مقاتليه وأسلحته شمال نهر الليطاني، على أن تنتشر قوات الجيش اللبناني في المنطقة بحلول 18 فبراير.

ترحيب دولي

وقالت الأمم المتحدة إن تشكيل الحكومة "يبشر بفصل جديد وأكثر إشراقاً للبنان"، وعبرت عن أملها في التعاون مع الحكومة لتنفيذ الإصلاحات وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي ينص على حظر وجود أي قوات أو سلاح بخلاف قوات الجيش اللبناني في المنطقة بين نهر الليطاني وحدود إسرائيل ولبنان.

وأضافت الأمم المتحدة أنها تتطلع للعمل مع الحكومة اللبنانية "في جهودها الرامية إلى تعزيز الإصلاحات الأساسية وتوطيد الأمن والاستقرار من خلال التنفيذ الكامل للقرار الأممي.

ورحبت السفارة الأميركية في لبنان بتشكيل الحكومة، معبرة عن أملها في أن تنفذ إصلاحات وتعيد بناء مؤسسات الدولة.

من جانبها، قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان ساندرا دو وال، السبت، إن الاتحاد يعلن دعمه للحكومة اللبنانية الجديدة ويرحب بالتزامها بتبني أجندة إصلاحية.

وأضافت "دو وال" في منشور على منصة "إكس": "نعرب عن دعمنا للحكومة الجديدة في لبنان ونرحب بالتزامها بأن يكون لديها أجندة إصلاحية. الإصلاحات ضرورية لمستقبل لبنان وسنواصل دعمها".

وأضافت: "نعول على جميع الجهات السياسية الفاعلة ليس فقط في اعتماد الإصلاحات بل في تنفيذها".

وهنأ الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في منشور على منصة "إكس"، رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام على تشكيل الحكومة، وأعرب عن تمنياته بالتوفيق في تحقيق احتياجات لبنان وشعبه.

ورحب جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، في بيان صحافي، بالحكومة اللبنانية الجديدة، متمنياً أن يسهم تشكيلها في دعم مسيرة الاستقرار والتنمية في لبنان، وجدد التأكيد على موقف المجلس الثابت والداعم للبنان.

ورحبت وزارة الخارجية المصرية، في بيان صحافي، بتشكيل الحكومة اللبنانية، قائلة إنه " يحفظ للبنان سيادته ووحدته وأمنه واستقراره واستعادة وضعه الإقليمي، ويمثل خطوة هامة ستسهم في تحقيق الأمن والاستقرار".

تصنيفات

قصص قد تهمك