
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، أن مسؤولين أميركيين وروس سيلتقون، الجمعة، في مدينة ميونيخ الألمانية، والأسبوع المقبل في السعودية، لبحث مسألة إنهاء الحرب في أوكرانيا المستمرة منذ قرابة 3 سنوات، مشيراً إلى أن "أوكرانيا مدعوة أيضاً".
وقال ترمب للصحافيين: "سيعقدون اجتماعاً في ميونيخ غداً (الجمعة). ستكون روسيا هناك مع مسؤولينا. وتمت أيضاً دعوة أوكرانيا. لست متأكداً من هوية من سيحضرون الاجتماع من أي دولة، لكن أشخاصاً مهمين من روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة (سيحضرون)".
وأضاف الرئيس الأميركي خلال لقائه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بالبيت الأبيض، أن "لدينا مسار طويل لحل مسألة الحرب. غداً لدينا لقاء في ميونيخ، والأسبوع المقبل سيكون هناك لقاء في السعودية، ليس بيني وبين (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، ولكن بين مسؤولين كبار".
وأشاد ترمب بنظيره الروسي، الذي أجرى معه اتصالاً هاتفياً قبل 24 ساعة، وقال، إنه "يثق فيه" بشأن الرغبة بإنهاء الحرب في أوكرانيا، مضيفاً: "أعتقد أنه يريد السلام".
اتفاق على بدء المفاوضات
وتأتي هذه التصريحات بعد يوم من مناقشة ترمب للحرب في أوكرانيا في اتصالين هاتفيين مع بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في أول خطوة كبيرة يتخذها الرئيس الأميركي نحو الدبلوماسية في صراع وعد بإنهائه.
واتفق ترمب وبوتين على بدء مفاوضات وقف الحرب في أوكرانيا "على الفور"، وسط تصاعد الآمال بالتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب التي بدأت في فبراير عام 2022.
وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في وقت سابق الخميس، أن روسيا بدأت الاستعدادات لتشكيل مجموعة تفاوضية بشأن أوكرانيا، مشدداً على أن هناك إرادة سياسية لدى الجانبين الروسي والأميركي لإيجاد تسوية وإنهاء حرب أوكرانيا.
وذكر بيسكوف، أن "رئيسا البلدين (ترمب وبوتين)، اتفقا، خلال المحادثة الهاتفية على مواصلة الاتصالات فيما بينهما، كما اتفقا على إعطاء التعليمات على الفور للمساعدين المعنيين للعمل على تشكيل مجموعة لإجراء المفاوضات وسيتم الإعلان عن التفاصيل لاحقاً".
وأضاف: "الإدارة الأميركية السابقة كانت ترى أنه يجب القيام بكل شيء لإبقاء الحرب مستمرة. أما الإدارة الحالية، على حد علمنا، تتمسك بأنها يجب أن تبذل كل ما في وسعها لوقف الحرب وإحلال السلام".
مباحثات أميركية-أوكرانية
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن الوزير ماركو روبيو ناقش "الحاجة إلى دبلوماسية جريئة" لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا في مكالمة هاتفية، الخميس، مع نظيره الأوكراني أندري سيبها.
وأوضحت وزارة الخارجية في بيان، أن الوزيرين "ناقشا الحاجة إلى دبلوماسية جريئة لإنهاء الحرب بطريقة تفاوضية تؤدي إلى سلام مستدام"، مضيفة أن روبيو أكد أيضاً على التزام واشنطن باستقلال أوكرانيا.
قلق أوروبي
وطالبت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون، الخميس، بإشراكهم في أي مفاوضات سلام بعد أن قال ترمب إن "كييف لن تستعيد كل أراضيها، ولن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)".
وانتعشت الأسواق المالية الروسية، وارتفع سعر ديون أوكرانيا مع احتمال عقد أول محادثات منذ سنوات لإنهاء أشد الحروب دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، مثلما تصفها الدول الغربية.
لكن سعي ترمب الأحادي لمفاتحة بوتين وما ترافق معه من تنازلات فيما يبدو بخصوص مطالب أوكرانيا الرئيسية، أثار قلق كييف والحلفاء الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي، الذين قالوا إنهم يخشون أن يتوصل البيت الأبيض إلى اتفاق بدونهم.
وقال الرئيس الأوكراني: "نحن، باعتبارنا دولة مستقلة، لن يكون من الممكن أن نقبل أي اتفاقيات بدوننا"، مضيفاً أن بوتين يستهدف جعل مفاوضاته ثنائية مع الولايات المتحدة، ومن المهم عدم السماح بذلك.
وأفاد الكرملين، بأن هناك خططاً للإعداد لاجتماع بين بوتين وترمب، ربما في السعودية، لافتاً إلى أن أوكرانيا ستشارك "بالطبع" في محادثات السلام بطريقة ما، لكن سيكون هناك أيضا مسار تفاوضي ثنائي بين الولايات المتحدة وروسيا.
واتخذ المسؤولون الأوروبيون نهجاً صارماً بشكل معلن، وعلى نحو استثنائي تجاه مبادرة السلام التي اقترحها ترمب، قائلين إن أي اتفاق سيكون من المستحيل تنفيذه ما لم يتم إشراكهم هم والأوكرانيين في التفاوض عليه.