![نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس يشارك في اجتماع مع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في مؤتمر ميونيخ للأمن في ميونيخ بألمانيا. 14 فبراير 2025 - Reuters](https://assets-news.asharq.com/images/articles/416x312/4-3/O3LZv5ITaN_1739535049.jpg)
يجتمع كبار الساسة والعسكريين والدبلوماسيين من جميع أنحاء العالم في مؤتمر ميونيخ للأمن، الجمعة، لمناقشة مستقبل الصراع في أوكرانيا وزيادة الإنفاق العسكري لدول أوروبا، حيث تشعر الحكومات الأوروبية بالقلق إزاء تراجع التزام الولايات المتحدة بالأمن في القارة، فيما قررت روسيا مقاطعة أشغال المؤتمر للمرة الثالثة على التوالي.
وسيكون المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونائب الرئيس الأميركي جي دي فانس من بين عدد كبير من المسؤولين الذين سيحضرون مؤتمر "ميونيخ للأمن"، وهو تجمع عالمي سنوي كبير يركز على الدفاع والدبلوماسية.
وذكرت "أسوشيتد برس" أن مستقبل أوكرانيا، يمثل البند الأول على جدول أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن، وذلك في أعقاب المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي تعهدا فيها بالعمل معاً لإنهاء الصراع الروسي الأوكراني المستمر منذ ثلاث سنوات.
لقاء فانس وزيلينسكي
ومن المتوقع أن يلتقي نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت لاحق الجمعة، لإجراء محادثات يأمل الكثيرون -وخاصة في أوروبا - أن تلقي الضوء على أفكار ترمب بشأن تسوية تفاوضية للحرب.
وبدأ فانس يومه في ميونيخ باجتماع منفصل مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته والرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربورك.
وقال فانس لروته: "حلف شمال الأطلسي هو تحالف عسكري مهم للغاية، ونحن نشكل الجزء الأكثر أهمية فيه. لكننا نريد التأكد من أن الناتو مبني بالفعل للمستقبل، ونعتقد أن جزءاً كبيراً من ذلك يتلخص في ضمان قيام الناتو بتقاسم الأعباء بشكل أكبر في أوروبا، حتى تتمكن الولايات المتحدة من التركيز على بعض التحديات التي نواجهها في شرق آسيا".
كما أكد نائب الرئيس الأميركي، على مطلب الولايات المتحدة بأن يزيد حلف شمال الأطلسي (الناتو) من الإنفاق الدفاعي.
وقال روته إنه يتفق مع ضرورة تكثيف أوروبا جهودها. وأضاف: "يتعين علينا أن ننضج بهذا المعنى، وأن ننفق المزيد".
اجتماعات مكثفة بشأن أوكرانيا
وكان من المفترض أن ينضم وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى اجتماع فانس وزيلينسكي على هامش مؤتمر ميونيخ، لكنه تأخر عندما اضطرت طائرته التابعة للقوات الجوية إلى العودة إلى واشنطن بعد إصابتها بمشكلة ميكانيكية في طريقها إلى ميونيخ. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية إنه سيستقل طائرة مختلفة، لكن لم يكن من الواضح ما إذا كان سيصل في الوقت المناسب للاجتماع مع زيلينسكي.
وقال زيلينسكي إن أوروبا ستتحد حول أوكرانيا لأسباب تتعلق بأمنها القومي، وقال في مؤتمر صحافي على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن: "في كل الأحوال، ستزيد أوروبا من وحدتها حول أوكرانيا... لأن حماية أوكرانيا هي حماية لكل أوروبا".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر من الوفد الأوكراني المشارك في مؤتمر ميونيخ للأمن، الجمعة، قوله إن أوكرانيا انتهت من العمل على مسودة اتفاق بشأن المعادن، وسلمتها للولايات المتحدة لمراجعتها.
وأعربت كييف عن استعدادها للتوصل إلى اتفاق مع واشنطن على فتح أبواب مواردها الضخمة من المعادن الأساسية أمام الاستثمار الأميركي في الوقت الذي تسعى فيه للحصول على ضمانات أمنية من الولايات المتحدة في إطار اتفاق سلام لإنهاء الحرب مع روسيا.
عضوية الناتو
في السياق، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ارتكب خطأ عندما سحب أوراق المساومة الخاصة بعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي والتنازلات الإقليمية من على طاولة المفاوضات، لكنه قال إنه من العدل أن نتوقع من أوروبا أن تتحمل حصة أكبر من أعبائها الدفاعية.
وقال بيستوريوس، متحدثاً لدى وصوله إلى مؤتمر ميونيخ للأمن الجمعة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن "لم يتزحزح قيد أنملة" عن موقفه التفاوضي، وبالتالي فإنه ليس من مصلحة الطرف الآخر أن يفعل ذلك.
وأضاف "كان من الأفضل بكثير الحديث عن عضوية محتملة في حلف شمال الأطلسي والتغييرات الإقليمية على طاولة المفاوضات".
بدوره قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لزيلينسكي، الجمعة، إنه يجب السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني إن ستارمر تحدث هاتفياً مع زيلينسكي الجمعة، و"أكد التزام المملكة المتحدة بأن تكون أوكرانيا على مسار لا رجعة فيه نحو حلف شمال الأطلسي".
وقال ترمب في الأيام الأخيرة إنه يريد التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا للحصول على المعادن النادرة في البلاد كشرط لمواصلة دعم الولايات المتحدة لدفاع أوكرانيا ضد روسيا. وأكد في وقت سابق من هذا الأسبوع أن المساعدين يعملون على إبرام مثل هذه الصفقة.
وعندما سُئل الجمعة عما إذا كان من الممكن إتمام الصفقة في ميونخ، أجاب فانس: "سنرى".