شولتز يستشهد بـ"التجربة النازية" في انتقاده لتصريحات نائب الرئيس الأميركي بشأن سياسة أوروبا

time reading iconدقائق القراءة - 5
المستشار الألماني أولاف شولتز  خلال إدلائه ببيان في برلين. 13 فبراير 2025 - Reuters
المستشار الألماني أولاف شولتز خلال إدلائه ببيان في برلين. 13 فبراير 2025 - Reuters
دبي -الشرق

انتقد المستشار الألماني أولاف شولتز ما وصفها بـ"التعليقات العدائية" لنائب الرئيس الأميركي جي دي فانس بشأن السياسة الأوروبية، ما ينذر بتأجيج التوترات بين أكبر اقتصاد في أوروبا وواحد من أهم حلفائها، حسبما أوردت "بلومبرغ".

واستحضر شولتز "العصر النازي" في رفضه لخطاب فانس خلال مؤتمر ميونخ لمسؤولي الدفاع والسياسة الخارجية الذي عقد الجمعة، إذ اتهم فانس الزعماء الأوروبيين بـ"تجاهل الناخبين القلقين بشأن تأثير الهجرة".

وقال شولتز عبر منصة "إكس": "أرفض صراحة ما قاله نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس في مؤتمر ميونخ للأمن. من تجربة الاشتراكية الوطنية (التجربة النازية)، فإن الأحزاب الديمقراطية في ألمانيا لديها إجماع مشترك: هذا هو جدار الحماية ضد الأحزاب اليمينية المتطرفة".

وفي السياسة الألمانية، يشير مصطلح  "جدار الحماية" إلى تفاهم بين الأحزاب الألمانية لرفض التعاون مع حزب البديل من أجل ألمانيا AFD، اليميني المتطرف.

وقال المستشار إن "حزب البديل من أجل ألمانيا، قلل من أهمية دكتاتورية أدولف هتلر"، وهو الأمر الذي ترفضه أغلبية ساحقة من الناخبين الألمان، مضيفاً: "لذا لن نقبل تدخل الغرباء في ديمقراطيتنا، وفي انتخاباتنا، وفي التشكيل الديمقراطي للآراء لصالح هذا الحزب".

وتحدى فانس الزعماء الأوروبيين بشكل مباشر في بعض القضايا السياسية الأكثر إثارة للجدل والتي تقسم القارة، في حين أشادت زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا، أليس فايدل، التي التقاها دي فانس، في ميونخ، بتعليقاته. وقالت عبر منصة "إكس": "خطاب ممتاز!".

ورد شولتز، الذي وصل بعد مغادرة فانس للتجمع بقوة على الاتهامات، قائلاً إن "الديمقراطية الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية كانت حصناً ضد فظائع ماضيها"، بحسب "بلومبرغ".

وأشار إلى زيارة فانس، الجمعة، إلى "داخاو" خارج ميونخ، موقع معسكر اعتقال نازي، حيث قال نائب الرئيس الأميركي، إن الجرائم التي ارتكبت هناك "لا ينبغي أن تحدث مرة أخرى".

وقال شولتز "إن عبارة: لن تتكرر أبداً، هي الدرس المركزي الذي تعلمه الألمان بعد الحرب العالمية الثانية من التجارب المروعة لحكم النازية الاشتراكية الإرهابي، وذلك بدعم أميركي كبير".

ووصف زعيم المعارضة المحافظ في ألمانيا، فريدريش ميرز، الذي يبدو على استعداد لتولي منصب المستشارية بعد الاقتراع المقرر في 23 فبراير، والذي التقى مع فانس قبل الخطاب، التعليقات، بأنها "تطفلية"، قائلاً في تصريحات لقناة NTV:"لدينا وجهة نظر مختلفة، وقد أوضحت ذلك له في وقت سابق اليوم".

خلافات أوروبية أميركية

وتخاطر تعليقات دي فانس بإشعال الخلافات القائمة بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن الحرب في أوكرانيا والتعريفات الجمركية، بعد عودة الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

ووبّخ فانس علناً زعماء أوروبيين خلال مؤتمر ميونخ للأمن، بشأن مجموعة من القضايا مثل حرية التعبير، والأمن، والهجرة غير الشرعية، في ظل التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وحلفائها المقربين، وفق شبكة NBC News.

وركّز فانس خلال اجتماع أمني رفيع المستوى على حرب أوكرانيا، وما وصفه بـ"التهديد الذي تشكله موسكو على أوروبا وبقية العالم"، وقال إن "التهديد الذي يقلقني أكثر من أي شيء آخر يتعلق بأوروبا، وليس روسيا أو الصين أو أي طرف خارجي.. ما يقلقني هو التهديد من الداخلي المتمثل في تراجع أوروبا عن بعض قيمها الأساسية، والقيم المشتركة مع الولايات المتحدة".

وأضاف موجهاً حديثه إلى الزعماء الأوروبيين المشاركين في المؤتمر: "لقد سمعت الكثير عن ما تحتاجون للدفاع عن أنفسكم منه، وبالطبع، هذا مهم. لكن ما بدا أقل وضوحاً بالنسبة لي هو ما الذي تدافعون عنه بالضبط؟".

وخلال الحدث، بدا أن الزعماء الأوروبيين يكثفون انتقاداتهم لتعامل إدارة ترمب مع جهود السلام، وفي تصريح سبق تعليقات فانس، قال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير خلال المؤتمر، إن "الإدارة الأميركية الجديدة لديها وجهة نظر عالمية مختلفة تماماً عن وجهة نظرنا، وهي لا تحترم القواعد الراسخة والشراكة والثقة المتنامية".

وتابع شتاينماير: "علينا أن نقبل ذلك، ويمكننا التعامل معه، لكنني مقتنع بأن هذا الرأي العالمي لا يصب في مصلحة المجتمع الدولي".

ويأتي مؤتمر ميونخ للأمن وسط مخاوف متزايدة بشأن الإجراءات التي قد تتخذها موسكو إذا حصلت على مكاسب كبيرة في أوكرانيا، وخاصة في ظل تلميحات لترمب بأن الولايات المتحدة لن تدافع عن حلفائها في الناتو، إذا تعرضوا للهجوم.

تصنيفات

قصص قد تهمك