انتخابات الرئاسة الإيرانية.. الانسحابات تتواصل وخامنئي يحشد للتصويت

time reading iconدقائق القراءة - 7
مؤيدات للمرشح في الانتخابات الرئاسية الإيرانية إبراهيم رئيسي يحملن صوره خلال تجمع انتخابي في طهران - 14 يونيو 2021 - REUTERS
مؤيدات للمرشح في الانتخابات الرئاسية الإيرانية إبراهيم رئيسي يحملن صوره خلال تجمع انتخابي في طهران - 14 يونيو 2021 - REUTERS
طهران -وكالات

أعلن سعيد جليلي، الأربعاء، انسحابه من سباق الانتخابات الرئاسية في إيران لصالح المرشح إبراهيم رئيسي، بعد ساعات من انسحاب المرشحين علي رضا زاكاني، ومحسن مهر علي زاده من سباق الانتخابات، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس"، فيما طالب المرشد علي خامنئي، المواطنين بالإقبال على التصويت بكثافة.

ونقل التلفزيون الإيراني عن جليلي قوله: "الآن وقد أيد جزء مهم من المجتمع أخي إبراهيم رئيسي، بات من المستحق أن يقوم كل المؤمنين بجبهة الثورة بمساعدته من خلال أصواتهم لتحقيق بداية قوية". 

وقبل انسحاب جليلي، أعلن زاده انسحابه من المنافسة لصالح المرشح الإصلاحي عبد الناصر همتي. 

ونقل الموقع الإلكتروني للتلفزيون الإيراني عن زاكاني قوله: "أعتقد أن رئيسي مؤهل وسأصوّت له، وآمل في حدوث إصلاحات جوهرية في البلاد، مع انتخابه". 

انسحابات ووعود

وغالباً ما تشهد الانتخابية الإيرانية انسحابات في الساعات الأخيرة لصالح مرشح أو آخر، في خطوات تأتي إجمالاً لقاء وعود بمناصب في الإدارة المقبلة. 

وكانت استطلاعات رأي محلية، أظهرت تقدم رئيسي بفارق شاسع عن منافسيه. 

ووفق مركز استطلاع الرأي العام للطلاب الإيرانيين "إسبا"، لم يحصل أي من المنسحبين الثلاثة، على أكثر من 4% من الأصوات في 3 استطلاعات أجريت خلال الأسبوعين الماضيين. 

وشغل مهر علي زاده، منصب نائب رئيس الجمهورية خلال الولاية الثانية للإصلاحي محمد خاتمي (2001-2005)، واعتزل الشأن العام بعد أن تولى منصب محافظ أصفهان عامي 2017 و 2018، وخاض الانتخابات الرئاسية في عام 2005، والتي حصل فيها على أقل من 5% من الأصوات. 

وزاكاني الذي يبلغ من العمر 55 عاماً، شغل مقعداً نيابياً عن مدينة قم بين الأعوام 2004 و2016، وعاد إلى مجلس الشورى نائباً عن طهران بعد فوزه في دورة العام الماضي، فيما عمل سعيد جليلي (55 عاماً) في مكتب خامنئي، قبل أن يُعيّن أميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي.

وبحكم المنصب، تولى إدارة مفاوضات مع القوى الدولية بشأن الملف النووي في الفترة بين 2007 و2013، وسبق له خوض انتخابات عام 2013، وحل ثالثاً بنسبة 11,4% من الأصوات. 

وبعد انسحاب جليلي وزاده وزكاني، يبقى 4 مرشحين يتنافسون على خلافة الرئيس حسن روحاني، وهم نائب رئيس البرلمان أمير حسين قاضي زاده هاشمي، والمحافظ السابق للمصرف المركزي عبد الناصر همتي، وأمين مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، إضافة للمرشح الأبرز إبراهيم رئيسي.

حشد للمشاركة في التصويت

وقال المرشد الإيراني علي خامنئي، الأربعاء، إن "عدم مشاركة الشعب في الانتخابات تعني الابتعاد عن النظام الإسلامي، وإذا انخفض حضور الناس في الانتخابات يوم الجمعة فسوف نشهد ضغوطاً أكثر من الأعداء"، وفق ما نقله موقع "إيران إنترناشيونال".

وأضاف خامنئي في كلمته، التي تأتي قبل يومين من إجراء الانتخابات، أنه "إذا أردنا إنهاء أو تخفيف ضغوط العدو، فإن الطريق إلى ذلك يكون بزيادة المشاركة في الانتخابات، ويجب أن يرى العدو دعم الشعب لهذا الحدث".

واعترف خامنئي بزيادة الدعوات لمقاطعة الانتخابات خلال الأيام الأخيرة، متهماً وسائل الإعلام الأميركية والبريطانية بأنها "تبذل جل مساعيها لكي تتمكن من خفض مشاركة الشعب في الانتخابات"، بحسب تعبيره. 

في السياق ذاته، دعا "الحرس الثوري الإيراني"، الأربعاء، إلى المشاركة الكبيرة في الانتخابات، وقال في بيان إن "كل صوت سيكون بمنزلة صاروخ موجه ضد جسد الذين لا يريدون خيراً لإيران".

من هم المتنافسون الأربعة؟ 

ويشغل إبراهيم رئيسي، منصب رئيس السلطة القضائية في بلاده، ويوصف بأنه شخصية محافظة متشددة، ويبلغ من العمر 60 عاماً. 

ونافس روحاني في الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2017، لكنه لم يحصل إلا على 38% من أصوات الناخبين.

ولم يكن رئيسي معروفاً بين الإيرانيين قبل انتخابات عام 2017، إذ أمضى سنوات طويلة يعمل في السلك القضائي.

ويعتبر رئيسي مقرباً من الحرس الثوري، ومرشح التيار المتشدد، وهو حائز على شهادة دكتوراة في الفقه الإسلامي، وتبوأ منصب مساعد النائب العام في طهران في سن الـ25 عاماً.  

وفي مارس 2016، عين رئيسي مديراً لمؤسسة دينية مهمة، وكلف بمسؤولية الإشراف على مرقد الإمام الرضا في مدينة مشهد، وهو منصب مرموق في إيران ويؤهل شاغله غالباً للحصول على مناصب قيادة في المستقبل.

أما محسن رضائي فقد شغل منصب الأمين العام لمجلس تشخيص مصلحة النظام، وترشح في انتخابات الرئاسة في عام 2007 لكنه فشل بشكل كبير بعد أن حصل على عدد قليل جداً من الأصوات، وحل في المرتبة الرابعة في انتخابات 2013. 

ويصنف رضائي البالغ من العمر 67 عاماً، باعتباره من "جيل الثورة"، وعمل في شبابه للإطاحة بنظام الشاه واعتقلته الشرطة السرية "السافاك". 

انضم رضائي للحرس الثوري الإيراني وأصبح في عام 1979، عضواً في مجلس قيادة الحرس، وفي عام 1981 عينه مؤسس الجمهورية الإيرانية الخميني، قائداً عاماً للحرس إبان الحرب العراقية الإيرانية (1979-1988)، وظل على رأس القوات المسلحة الإيرانية حتى انتهاء الحرب. 

وفي عام 1997 ترك العمل العسكري وتفرغ للسياسة، وعينه خامنئي في منصب أمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام، وحصل على شهادة الدكتوراة في الاقتصاد وترأس اللجنة الاقتصادية في المجمع. 

ثالث المرشحين عبد الناصر همتي، تولى إدارة أحد أهم المواقع الاقتصادية في البلاد، حيث عمل محافظاً للبنك المركزي الإيراني منذ عام 2018. وجاء تعيينه بعد أشهر من إعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران. 

درس همتي الاقتصاد وتخرج في جامعة طهران عام 1978، ونال شهادة الدكتوراة في الاقتصاد من جامعة لندن عام 1993، وفي شبابه عمل في الإذاعة والتلفزيون الإيراني، وفي إدارة مؤسسة التأمين. 

وأعلن همتي، الثلاثاء، في موقف لافت، إمكانية إجراء بلاده لمحادثات مع الولايات المتحدة إذا التزمت واشنطن "بالتعايش الإيجابي" مع طهران، وفق ما نقلته رويترز. 

وقال الجمعة الماضي: "يجب أن نرى ما الذي ستفعله أميركا بشأن الاتفاق النووي، وبعد ذلك نرى ما إذا كانت تريد مواصلة التدخل في المنطقة من خلال إسرائيل وعناصرها". 

وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة أنباء فارس، "هناك سلسلة من القضايا التي تحتاج إلى بناء الثقة إذا شعرنا حقيقة بأن واشنطن تمضي باتجاه تعايش إيجابي لدعم السلام العالمي والإقليمي، عندئذ لن تكون هناك مشكلة في إجراء محادثات". 

رابع المرشحين هو أمير حسين قاضي زاده هاشمي، ويبلغ من العمر 50 عاماً، وهو النائب الأول لرئيس البرلمان، وينتمي إلى "جبهة ثبات الثورة الإسلامية" التي توصف بأنها جماعة أصولية متشددة ضمن التيار المحافظ، ودخل البرلمان عام 2008 بعد انتخابه نائباً عن محافظة مشهد.