
تدرس إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وضع خطة لتعزيز بناء السفن الأميركية وفرض رسوم جمركية وغيرها من "العقوبات القوية" ضد الصين، للحد من "هيمنتها البحرية المتزايدة"، حسبما أوردت "بلومبرغ".
وحدد مكتب الممثل التجاري الأميركي خطة لفرض رسوم على السفن الصينية التي تنقل البضائع المتداولة، بالإضافة إلى تفويضات تتطلب نقل جزء من المنتجات الأميركية حصراً على سفن الولايات المتحدة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت زعم فيه رؤساء النقابات العمالية الأميركية أن جهود الصين "أضرت بالعمال الأميركيين والأمن القومي"، داعين ترمب إلى "فرض عقوبات صارمة على السفن الصينية".
وينبع الاقتراح، الذي أعلنه وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، الجمعة، من تحقيق تجاري في "ممارسات الصين في الصناعات البحرية واللوجستية وبناء السفن"، والذي بدأ في عهد إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وانتهى بتقرير قبل أربعة أيام فقط من تولي الرئيس دونالد ترمب منصبه.
وخلص التحقيق الأميركي إلى أن بكين "تهيمن بشكل غير عادل على القطاعات البحرية"، وقال إن "الإجراء العاجل" مطلوب لمعالجة هذه القضية.
ومع ذلك، إذا تم تبنيها، فقد تترجم الرسوم المقترحة إلى تكاليف إضافية للمستهلكين الأميركيين. كما أنه ليس من الواضح ما إذا كانت المقترحات كافية لاستعادة قدرة بناء السفن الأميركية، والتي تآكلت على الرغم من الحماية التي استمرت لقرن من الزمان، والتي كانت تهدف إلى تشجيع استخدام السفن التي تبنيها وتديرها الولايات المتحدة.
تفوق صيني
وتتصدر الولايات المتحدة إنتاج السفن الحربية، فيما تتصدر أوروبا العالم في بناء السفن السياحية، بينما تهيمن على بناء السفن التجارية ثلاث دول آسيوية، وهي الصين وكوريا الجنوبية واليابان، والتي تمثل معاً أكثر من 90% من بناء السفن التجارية في العالم.
واستهدفت الصين القطاعات البحرية وبناء السفن والخدمات اللوجستية لفرض هيمنتها على العالم، ما أدى إلى تقويض المنافسة بشكل فعال والفوز "بحصة سوقية ذات تأثير كبير"، كما قال مكتب الممثل التجاري الأميركي في اقتراحه الجمعة.
ونمت حصة الصين في السوق من أقل من 5% من الحمولة العالمية في عام 1999 إلى أكثر من 50% في عام 2023. وقال المكتب إن الصين تمتلك 19% من الأسطول التجاري العالمي منذ يناير 2024، وتسيطر على إنتاج 95% من حاويات الشحن.
وذكرت "بلومبرغ" أن ارتفاع تكاليف الشحن على السفن الصينية قد يمثل فرصة لشركات صناعة السفن في كوريا الجنوبية واليابان.
وقالت كاثرين تاي، التي عملت كممثلة تجارية لجو بايدن، إن الولايات المتحدة تحتل المرتبة التاسعة عشرة في العالم في بناء السفن التجارية، إذ يتم بناء أقل من 5 سفن كل عام. وأضافت أن الصين، بالمقارنة، تبني أكثر من 1700 سفينة سنوياً.
وقالت إدارة بايدن إن هيمنة الصين على الصناعة يمكن إرجاعها جزئياً إلى انخفاض الأسعار ومعايير العمل، بالإضافة إلى "انخفاض تكاليف العمالة بشكل مصطنع، مما يقوض المنافسة".