إسرائيل تستبق محادثاتها مع بروكسل بمنع دخول عضوة بالبرلمان الأوروبي

كالاس: أوروبا تؤيد عودة الفلسطينيين النازحين إلى ديارهم في غزة ولا يمكنها إخفاء قلقها بشأن الضفة

time reading iconدقائق القراءة - 6
ريما حسن عضو البرلمان الأوروبي في مظاهرة للتضامن مع الشعب الفلسطيني في فرنسا. 25 يناير 2025 - X@RimaHas
ريما حسن عضو البرلمان الأوروبي في مظاهرة للتضامن مع الشعب الفلسطيني في فرنسا. 25 يناير 2025 - X@RimaHas
دبي/ بروكسل -الشرقرويترز

منعت إسرائيل، الاثنين، دخول عضوة بالبرلمان الأوروبي في الوقت الذي يتواجد فيه وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في بروكسل لمقابلة مسؤولين أوروبيين كبار وإحياء الحوار بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي.

وأعلن وزير الداخلية الإسرائيلي موشيه أربيل منع دخول ريما حسن، العضو في البرلمان الأوروبي، إلى إسرائيل، بدعوى نشاطها "المعادي"، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.

وكانت ريما حسن قد وصلت إلى إسرائيل على متن رحلة جوية، حيث كانت تخطط لزيارة الضفة الغربية لإجراء لقاءات مع مسؤولين فلسطينيين، إلا أن السلطات الإسرائيلية رفضت دخولها.

وفي بيان رسمي، قال الوزير الإسرائيلي إن قرار المنع جاء بسبب نشاط ريما حسن المستمر في دعم حملات المقاطعة ضد إسرائيل، بالإضافة إلى تصريحاتها العلنية المعارضة لإسرائيل عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. وأكد أن القرار تم اتخاذه بناءً على توصية وزارة شؤون الشتات ومكافحة معاداة السامية.

ونشرت صحيفة "يسرائيل هايوم" صورة من مطار تل أبيب، قالت إنها تظهر ريما حسن وهي تغادر إسرائيل بعد منعها من دخول البلاد.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت في وقت سابق أن ريما حسن، التي تحمل الجنسية الفرنسية وتنحدر من أصول فلسطينية، كانت متجهة إلى إسرائيل، إلا أن قرار وزير الداخلية صدر قبل هبوط طائرتها، مما أدى إلى منع دخولها رسمياً.

وتُعرف ريما حسن بمواقفها المعارضة لإسرائيل، وهي عضو في حزب "فرنسا الأبية" الذي يقوده جان لوك ميلانشون، والذي رفض إدانة هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، التي ردت بدورها بشن حرب شرسة على قطاع غزة، أسفرت عن سقوط عشرات آلاف الفلسطينيين، أغلبهم من النساء والأطفال.

إسرائيل والاتحاد الأوروبي

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن هذا القرار يأتي في وقت حساس، حيث يُتوقع أن يثير توتراً دبلوماسياً بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، خاصة مع تواجد وزير الخارجية جدعون ساعر في بروكسل لحضور اجتماع مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، حيث من المقرر أن يجتمع مع ممثلي الاتحاد ووزراء خارجية الدول الأعضاء الـ27.

ودعا ساعر إلى إجراء حوار بناء مع الدول الأوروبية، بينما يستعد لمواجهة انتقادات بعضها لدى وصوله بروكسل.

ويلتقي ساعر مع مسؤولين أوروبيين كبار إحياءً للحوار مع الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي يدرس فيه التكتل دوراً في إعادة إعمار غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار الشهر الماضي.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، في مؤتمر صحافي مشترك مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي عقب المناقشات: "لا ينبغي أن تكون العلاقات الإسرائيلية الأوروبية رهينة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني".

وترأس ساعر الجانب الإسرائيلي في اجتماع مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل مع مسؤولة السياسة الخارجية بالتكتل كايا كالاس، في أول اجتماع من نوعه منذ عام 2022.

ووصفت كالاس الجلسة بأنها "صريحة"، وقالت في المؤتمر الصحافي المشترك "أنا سعيدة لأننا نستطيع القيام بذلك معكم".

كما أوضحت كالاس مجموعة من المخاوف بشأن الوضع في غزة والضفة الغربية.

وقالت: "ندعو جميع الأطراف باستمرار، بما في ذلك إسرائيل، إلى احترام القانون الإنساني الدولي"، مضيفة أن أوروبا "لا يمكنها إخفاء قلقها بشأن الضفة الغربية" وتؤيد عودة الفلسطينيين النازحين إلى ديارهم في غزة.

وذكرت كالاس أيضاً أن من الضروري أن ينتقل وقف إطلاق النار في غزة إلى مرحلة ثانية، وأن الاتحاد الأوروبي سيدعم إعادة إعمار القطاع عندما يحين الأوان.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي قال لصحافيين لدى وصوله: "نعرف كيف نواجه الانتقادات.. لا بأس ما دام أنها لا ترتبط بنزع الشرعية أو الشيطنة أو معايير مزدوجة... لكننا مستعدون لمناقشة كل شيء بعقل منفتح".

وقال جدعون ساعر إن "هناك دولاً ودية للغاية ودولاً أقل ودية" داخل الاتحاد الأوروبي، لكن اجتماع اليوم أظهر استعداداً لتجديد العلاقات الطبيعية.

وكشفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عن انقسامات حادة داخل الاتحاد الأوروبي، ففي حين نددت جميع الدول الأعضاء بهجمات حماس، دافع البعض بشدة عن حرب إسرائيل في غزة واستنكر آخرون الحملة العسكرية الإسرائيلية وما ألحقته من خسائر فادحة في صفوف المدنيين الفلسطينيين.

وبعث زعيما إسبانيا وأيرلندا في فبراير 2024 برسالة إلى المفوضية الأوروبية للمطالبة بمراجعة مدى امتثال إسرائيل لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان بموجب اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل المبرم عام 2000 والذي يوفر الأساس للتعاون السياسي والاقتصادي بين الجانبين.

لكن قبل اجتماع اليوم، ناقشت الدول الأعضاء في التكتل، والبالغ عددها 27 دولة، اتخاذ موقف وسطي يشيد بمجالات التعاون مع إسرائيل، لكنه في الوقت ذاته يشير إلى بعض المخاوف.

وأثار الرئيس الأميركي دونالد ترمب هذا الشهر استياء دول عربية وحلفاء غربيين عندما اقترح أن "تسيطر" الولايات المتحدة على غزة، مما يؤدي إلى تهجير سكانها الفلسطينيين بشكل دائم وإنشاء "ريفييرا الشرق الأوسط".

ورفضت كافة الدول العربية مقترح ترمب، الذي بدا متراجعاً عن الفكرة لاحقاً عبر تصريحات قال فيها إنه "لا يصر على تنفيذ خطته"، وإنه بانتظار مقترحات عربية لمعالجة الأزمة في غزة.

ويعقد قادة الدول العربية قمة طارئة في القاهرة، في 4 مارس، لبحث القضية الفلسطينية.

تصنيفات

قصص قد تهمك