كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال كلمة ألقاها، السبت، في مستهل المؤتمر السنوي لحزبه "روسيا الموحدة"، عن خمسة أعضاء يعتبرهم "مناسبين"، لترؤس قوائم الحزب في الانتخابات التشريعية المقبلة.
وشدد بوتين خلال كلمته على ضرورة ألا يكون على رأس قوائم الحزب في انتخابات مجلس الدوما التي ستجرى في سبتمبر القادم، "سياسيون من العيار الثقيل فحسب، بل أسماء جديدة تمثل أهم مجالات الحياة الاجتماعية".
وأوضح الرئيس الروسي، وفق وكالة "نوفوستي" الروسية، أن قائمة مرشحيه لقوائم "روسيا الموحدة" الانتخابية، تضم كلاً من وزير الدفاع سيرغي شويغو، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، وكبير الأطباء في بلدة كوموناركا بضواحي موسكو دينيس بروتسينكوف، ومفوضة حقوق الطفل الروسية آنا كوزنيتسوفا، والرئيسة المشاركة لمنظمة الجبهة الشعبية الروسية يلينا شميليوفا.
وفي سياق منفصل، حذر بوتين من تداعيات جائحة فيروس كورونا، مجدداً دعوته إلى الإسراع في تلقي التطعيم لمنع انتشار العدوى.
وقال الرئيس الروسي: "لا تزال عواقب المرض الذي تُسببه عدوى فيروس كورونا قيد الدراسة، وهذا لا يتعلق فقط بالأضرار التي تلحق بالرئتين، بل ما يلحق بالأوعية الدموية أيضاً".
وشدد بوتين على أهمية تلقي اللقاح المضاد لكورونا، قائلاً: "أكرر مرة أخرى أن الخضوع للتطعيم، هو خيار أفضل من الإصابة بالمرض، وعلى الأقل هذا هو موقف الخبراء الكبار في بلدنا والعالم".
لا معارضة
وعقد الحزب الحاكم مؤتمره تمهيداً للانتخابات التشريعية، التي ستنظم في سبتمبر المقبل، واستبعدت منها أكبر قوة معارضة يقودها أليكسي نافالني.
وعلى الرغم من تفشي الإصابات بفيروس كورونا، أبقى الحزب على المؤتمر، لكنه خفض عدد المندوبين الذين سيحضرونه إلى الثلث (أقل من 500)، وفرض عليهم الخضوع لفحص يثبت عدم إصابتهم بالفيروس، فيما يمكنهم الحصول على لقاح في المكان.
وفي السنوات الأخيرة، شهد حزب "روسيا الموحدة" الذي يشكل غالبية في مجلس النواب (الدوما)، تراجعاً في شعبيته في أجواء من الركود الاقتصادي إلى جانب ملل الناخبين وقضايا فساد.
وأشار معهد "فيتسيوم" لاستطلاعات الرأي إلى أن شعبيته تبلغ حالياً حوالي 30% أي أقل بعشرة في المئة مما كانت عليه قبل الانتخابات التشريعية التي جرت في عام 2016.
وفي مجلس النواب، حيث يتمتع الحزب بأغلبية كبيرة، عبر 34% فقط عن آراء مؤيدة للحزب مقابل ما بين 60 و65% لفلاديمير بوتين. لكن السلطة تؤكد أنها مطمئنة. وأكد مدفيديف في بداية يونيو "أنها قاعدة دعم جيدة سنتمكن من تعزيزها خلال الحملة".
ويقدر معهد "فيتسيوم" بنحو 30% النسبة التي ستفوز فيها أحزاب المعارضة البرلمانية الثلاثة (الشيوعيون، والحزب الليبرالي الديمقراطي المتطرف، وحزب روسيا العادلة) التي تدعم مبادرات الكرملين وتنقاد لرغباته.
أزمة نافالني
ومع اقتراب بدء الحملة الانتخابية، صعدت السلطات من هجماتها ضد معارضيها الحقيقيين ولا سيما منظمات أليكسي نافالني، التي اعتبرت "متطرفة" ومنعت في التاسع من يونيو. كما منع أعضاؤها من الترشح للانتخابات التشريعية.
ويمضي نافالني المسجون منذ يناير الماضي، حكماً بالسجن لمدة عامين ونصف، صدر بحقه بعيد نجاته من حادث تسميم في أغسطس الماضي نسب إلى الكرملين.
واشتهر المعارض الرئيسي لبوتين بتحقيقاته المدوية في فساد النخب الروسية، التي استهدفت خصوصاً مسؤولين منتخبين من حزب روسيا المتحدة.
وما زال أنصار نافالني يتوقعون أن يكونوا قادرين على الترويج لـ"تصويت ذكي"، داعين إلى تأييد أي حزب يمكنه التغلب على روسيا الموحدة. وحقق هذا التكتيك بعض النجاح في الانتخابات المحلية لكن قد يتم تقويضه عبر حل شبكة المكاتب الإقليمية المهمة للمعارضة.