
قالت السلطات الأميركية، الاثنين، إن الطبيبة اللبنانية رشا علوية التي جرى ترحيلها من الولايات المتحدة نهاية الأسبوع الماضي، حضرت جنازة الأمين العام السابق لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، كما كانت تحمل على هاتفها صوراً له وأخرى للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي.
وكشفت وثائق قضائية أميركية، الاثنين، أن الطبيبة علوية، التي كانت تعمل في ولاية رود آيلاند أستاذة مساعدة في كلية الطب بجامعة براون، تم ترحيلها إلى لبنان بعد العثور على "صور ومقاطع فيديو" على هاتفها لشخصيات بارزة في جماعة "حزب الله"، من بينهم نصر الله.
وتم اعتقال الطبيبة رشا علوية، وهي مواطنة لبنانية تعيش في بروفيدنس، الخميس الماضي، بعد وصولها إلى مطار لوجان الدولي في بوسطن عائدة من لبنان بعد زيارة لأقاربها.
واستجوب ضباط الجمارك وحماية الحدود علوية وفتشوا هاتفها، ورفضوا السماح لها بالدخول إلى الولايات المتحدة على الفور، بحسب ما جاء في دعوى قضائية رفعتها يارا شهاب، قريبة الطبيبة رشا.
وقالت وزارة الأمن الداخلي الأميركية في بيان على منصة "إكس"، إن رشا علوية سافرت، الشهر الماضي، إلى بيروت، لحضور جنازة حسن نصر الله. وأضافت: "اعترفت علوية بذلك علناً لضباط الجمارك وحماية الحدود، بالإضافة إلى دعمها لنصر الله".
"لا علاقة لي بالسياسة"
من جهتها، قالت علوية، وفقاً لنص المحضر المقدم إلى المحكمة الاثنين، إنها مشتركة "في العديد من مجموعات المحادثة على تطبيق واتساب، ويرسل أعضاؤها الصور"، وذلك في إشارة إلى الصور التي تم العثور عليها في هاتفها. وأضافت: "أنا مسلمة شيعية، وهو شخصية دينية، ولديه الكثير من التعاليم، ويحظى بتقدير كبير في المجتمع الشيعي".
وأضافت: "إذا استمعتم إلى إحدى خطبه، ستفهمون قصدي، إنه شخص متدين وروحاني.. تعاليمه تدور حول الروحانية والأخلاق".
وعندما سُئلت عما إذا كانت تدعم نصر الله "بأي شكل من الأشكال"، أنكرت علوية في البداية ذلك، لكنها أقرت لاحقاً بأنها "تدعمه ومعجبة به من الناحية الدينية"، بحسب ما نقلته مجلة "بوليتيكو" الأميركية.
وبشأن صور المرشد الإيراني علي خامنئي، قالت علوية، إن "ذلك أمر شائع لدى المسلمين الشيعة، ولا علاقة للأمر بالسياسة، إنه أمر دينيٌ بحت، فهو شخصية بارزة في مجتمعنا".
وسئلت عن سبب حذفها بعض الصور قبل يوم أو يومين من وصولها إلى الولايات المتحدة، أجابت علوية: "لا أريد أن يُنظر إلي بهذه الطريقة، لكن لا يمكنني حذف كل شيء، وأعلم أنني لم أفعل شيئاً خاطئاً، ولا علاقة لي بالشأن السياسي والعسكري".
وعما إذا كانت على علم بتصنيف الولايات المتحدة لـ"حزب الله" كـ"منظمة إرهابية"، قالت: "لست مهتمة بالسياسة كثيراً، ولكن نعم".
وذكرت المجلة الأميركية، أنه ليس من الواضح كيف حصل مسؤولو إدارة الجمارك وحماية الحدود على هاتف علوية، لكن أي متعلقات يحملها المسافر معه عند دخول الولايات المتحدة تخضع للتفتيش من قبل السلطات.
ومنح قاضي المحكمة الجزئية الأميركية ليو سوروكين خلال الجلسة القضائية التي عقدت صباح الاثنين، الحكومة أسبوعاً آخر لتقديم مزيد من المعلومات بشأن ما حدث مع علوية.
وقال سوروكين، الذي عينه الرئيس السابق باراك أوباما، إنه تلقى إطاراً زمنياً "مفصلاً ومحدداً" للأحداث من محام يعمل نيابة عن علوية أثار "مزاعم خطيرة" حول ما إذا كان أمره قد انتهك.
"لا يمكن تحديد نواياها الحقيقية"
وكتب مساعد المدعي العام الأميركي مايكل سادي في الملف القضائي: "استجوبت إدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية علوية، وقررت أنه لا يمكن تحديد نواياها الحقيقية في الولايات المتحدة".
وتحمل علوية تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة منذ عام 2018، عندما جاءت لأول مرة لإكمال دراستها لمدة عامين في جامعة ولاية أوهايو، قبل أن تنتقل إلى جامعة واشنطن، ثم إلى برنامج الطب الباطني في جامعة ييل-واتربري، والذي أكملته في يونيو.
ووفقاً للدعوى، حصلت علوية أثناء وجودها في لبنان، على تأشيرة H-B1 من القنصلية الأميركية، تتيح لها دخول الولايات المتحدة للعمل في جامعة براون. وتُمنح هذه التأشيرات للأشخاص من دول أخرى العاملين في مهن متخصصة.
وعلى الرغم من ذلك، احتجزتها إدارة الجمارك وحماية الحدود في المطار لأسباب غير معلومة حتى الآن لأفراد أسرتها. وأشارت الدعوى القضائية إلى أن حقوقها انتهكت.
ورداً على الدعوى القضائية، أصدر سوروكين، مساء الجمعة، أوامر تمنع ترحيل علوية من ماساتشوستس دون إخطار المحكمة قبل 48 ساعة من الترحيل، وطلب إحضارها إلى جلسة المحكمة، الاثنين.
ومع ذلك، ذكر محامي قريبتها أنه بعد صدور هذا الأمر تم نقل علوية جواً إلى العاصمة الفرنسية باريس، لتستقل بعد ذلك طائرة متجهة إلى لبنان.
وطلب سوروكين من الحكومة، الأحد، تقديم رد قانوني وواقعي بحلول صباح الاثنين قبل جلسة الاستماع المقررة مسبقاً، وحفظ جميع رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية وغيرها من الوثائق المتعلقة بوصول علوية وترحيلها.