
قالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الثلاثاء، إن إسرائيل وسعت وضمت بشكل كبير مستوطنات في الضفة الغربية في إطار الضم المطرد لهذه الأراضي، ما يمثل "انتهاكاً للقانون الدولي"، مشيرة إلى عزمها تقديم تقرير بذلك لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وجاء في بيان للمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك: "نقل إسرائيل لأعداد من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها يصل إلى مستوى جريمة حرب"، مناشداً المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات جادة بشأن مضي إسرائيل قدماً في الاستيطان.
وأضاف: "على إسرائيل وقف كل الأنشطة الاستيطانية فوراً وبشكل كامل وإجلاء جميع المستوطنين ووقف النقل القسري للسكان الفلسطينيين ومنع هجمات قواتها الأمنية ومستوطنيها ومعاقبة منفذيها". وانسحبت إسرائيل من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في وقت سابق من العام الجاري، واتهمته بـ"التحيز الدائم ضدها".
ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من شهر عملياته في مدينة طولكرم ومخيمها ومخيم نور شمس، في ظل تصعيد غير مسبوق شمل عمليات مداهمة مكثفة للمنازل وإجبار سكانها على الخروج منها بالقوة، مع استمرار الحصار والاقتحامات وسط تعزيزات عسكرية، وإجراءات تنكيليه.
"جريمة تطهير عرقي"
وكانت الخارجية الفلسطينية نددت في بيان، السبت الماضي، بسياسة إسرائيل في هدم منازل مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس شمالي الضفة الغربية، وتشريد ما يزيد عن 40 ألف شخص، واعتبرتها جريمة "تطهير عرقي وتهجير"، وتندرج في إطار مخططات ضم الضفة بما فيها القدس الشرقية.
وأضافت الخارجية الفلسطينية في بيان أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، أنها تواصل متابعتها لما يتعرض له الفلسطينيون في الضفة مع الدول والجهات الدولية كافة، ومع لجان التحقيق وتقصي الحقائق والمقررين الخاصين ومساعدي الأمين العام للأمم المتحدة وجميع الأطراف الدولية.
وطالبت الوزارة في بيانها، بـ"تدخل دولي حقيقي وجدي لإجبار الاحتلال على وقف عدوانه والانصياع لإرادة السلام الدولية"، مشددة على أن الحل السياسي التفاوضي يعد "المدخل لحل الصراع، وأن الحلول العسكرية تزيد من تفاقم الأوضاع وتدهورها".
وتأتي هذه الاعتداءات في سياق التصعيد المستمر للجيش الإسرائيلي في مدينة طولكرم ومخيميها، والذي أودى بحياة 13 شخصاً، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 12 ألف فلسطيني من مخيم نور شمس، و12 ألف آخرين من مخيم طولكرم.
ويعمل الجيش الإسرائيلي على تغيير شامل لتكوين المخيمات التي اجتاحها منذ أكثر من شهر من خلال هدم البيوت وتدمير الأزقة وتحويلها إلى شوارع عريضة، وإقامة نقاط عسكرية دائمة.