
قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانج، والمكلف بملف الاقتصاد في إدارة الرئيس شي جين بينج، الأحد، إن بلاده مستعدة لأي "صدمات غير متوقعة"، قبيل فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب، رسوماً جمركية جديدة أعلى مقررة في 2 أبريل المقبل، على ثاني أكبر اقتصاد في العالم، حسبما أفادت به صحيفة "فاينانشيال تايمز".
وأضاف رئيس الوزراء الصيني في تصريحات أمام قادة الأعمال الأجانب المجتمعين في بكين، الأحد، أن "حالة عدم اليقين وعدم الاستقرار تتزايد، لكن الصين ستسلك المسار الصحيح، المتمثل في العولمة والتعددية".
وأردف: "استعدينا لمواجهة صدمات غير متوقعة محتملة، والتي تأتي بشكل أساسي من مصادر خارجية. وعند الضرورة، ستقوم الحكومة الصينية أيضاً بطرح سياسات جديدة لضمان العمل السلس للاقتصاد الصيني"، وفق صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
ويُتوقع أن تفرض الولايات المتحدة رسوماً إضافية على الواردات الصينية في 2 أبريل المقبل، عندما تكشف عن رسوم قائمة على المعاملة بالمثل على عدد من الدول حول العالم.
ورأت الصحيفة أن التحذير الذي أطلقه رئيس مجلس الدولة الصيني، يأتي في وقت تسعى فيه بكين، لتعزيز ثقة المستهلكين والمستثمرين، بينما تستعد أيضاً لاتخاذ تدابير انتقامية محتملة ضد أي رسوم أو عقوبات أميركية مستقبلية.
ومنذ توليه منصبه، فرض ترمب بالفعل رسوماً جمركية بنسبة 20% على السلع الصينية، في خطوة يقول البيت الأبيض إنها "تهدف إلى الضغط على بكين لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الشركات التي تصنع مكونات مادة الفينتانيل"، وهو أفيون اصطناعي قد يكون قاتلاً في بعض الحالات، وتسبب في تفشي وباء تعاطي المخدرات في الولايات المتحدة.
إعفاءات محتملة
وتأتي تصريحات لي، في وقت تستعد فيه الدول والشركات لتداعيات الرسوم الجمركية القائمة على المعاملة بالمثل، وسط توقعات بعدم استعداد ترمب لمنح أي إعفاءات قبل الموعد النهائي.
وعقب كلمته، التقى لي مع السيناتور الجمهوري ستيف داينز المقرب من ترمب. وكان داينز، الذي سبق له العمل في الصين في مجال الأعمال، قد التقى السبت، بنائب رئيس مجلس الدولة الصيني، خه لي فنج، في اجتماع نادر بين مشرع أميركي بارز ومسؤول صيني رفيع المستوى.
وذكر مكتب داينز أن السيناتور استغل اجتماعه لتجديد دعوة ترمب للصين بوقف تدفق المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع الفينتانيل، مضيفاً أن داينز "أعرب عن أمله في إجراء مزيد من المحادثات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة والصين في المستقبل القريب".
ولم تُعقد سوى محادثات رفيعة المستوى قليلة بين الولايات المتحدة والصين منذ تولي ترمب منصبه، باستثناء مكالمة هاتفية واحدة بينه وبين شي.
وقال ترمب الأسبوع الماضي إن شي سيزور الولايات المتحدة في "المستقبل غير البعيد"، لكن مصادر مطلعة على المحادثات في واشنطن وبكين أكدت عدم وجود أي مناقشات بشأن زيارة الرئيس الصيني للولايات المتحدة.
وحال عقدها، ستمثل القمة خطوة دبلوماسية مهمة للخصمين الجيوسياسيين، وقد تمنح الشركات متعددة الجنسيات والمستثمرين فكرة عن مدى صرامة الموقف الذي يعتزم ترمب اتخاذه بشأن العلاقات مع الصين.