"بلومبرغ": البيت الأبيض يسعى للتوصل إلى هدنة في أوكرانيا بحلول 20 أبريل

time reading iconدقائق القراءة - 5
جنود أوكرانيون يركبون ناقلة جنود مدرعة (APC) على طريق منطقة لوغانسك الشرقية، 23 يونيو 2022. - AFP
جنود أوكرانيون يركبون ناقلة جنود مدرعة (APC) على طريق منطقة لوغانسك الشرقية، 23 يونيو 2022. - AFP
دبي -الشرق

تسعى الولايات المتحدة إلى التوصل إلى اتفاق واسع لوقف إطلاق النار في أوكرانيا خلال أسابيع، وفق ما ذكرت وكالة "بلومبرغ"، قبل عقد محادثات أميركية روسية أوكرانية في مدينة جدة السعودية لبحث الأزمة.

ويهدف البيت الأبيض إلى التوصل لاتفاق هدنة اقترحه الرئيس دونالد ترمب، بحلول 20 أبريل، وهو ما يتزامن هذا العام مع عيد الفصح في كل من الكنائس الغربية والأرثوذكسية، لكنه يقر بأن هذا الجدول الزمني قد يتأخر، نظراً للفجوات الكبيرة بين مواقف الطرفين، وفقاً لأشخاص مطلعين على التخطيط، وطلبوا عدم الكشف عن هوياتهم.

وتستضيف مدينة جدة السعودية جولة مباحثات أميركية روسية، وأخرى أميركية أوكرانية منفصلة، ينتظر خلالها مناقشة آليات الهدنة الجزئية المقترحة لمدة 30 يوماً، وتركز على وقف الهجمات على منشآت الطاقة بين البلدين، وضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود، وحماية البنية التحتية المدنية وتخفيف معاناة السكان في مناطق النزاع، حيث ينتظر أن تعقد المحادثات بين الأطراف على مستوى تقني الأحد، على أن تعقد على مستوى رسمي، الاثنين.

وستركز المناقشات أيضاً على إمكانية توسيع وقف إطلاق النار، ليشمل الشحن في البحر الأسود، إذ ستكون هذه الاجتماعات الأولى التي تُشرك روسيا وأوكرانيا في محادثات موازية لإنهاء الصراع منذ أن التقى الجانبان في إسطنبول مارس 2022، لإجراء مفاوضات فشلت في التوصل إلى اتفاق.

وكانت تركيا والأمم المتحدة توسطتا في محادثات بشأن استمرار صفقة تصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود في 2022-2023 والتي انهارت بانسحاب روسيا.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قال في تصريحات صحافية نشرت، الجمعة، إن الجهود المبذولة لمنع تصعيد الحرب بين البلدين "تحت السيطرة" وأشاد بعلاقاته "الجيدة" مع قادة كل من روسيا وأوكرانيا.

وأضاف: "أعتقد أننا سنشهد قريباً وقفاً كاملاً لإطلاق النار"، وذلك رداً على سؤال بشأن استمرار الهجمات، رغم الاتفاق الذي أعلنه عقب مكالمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء، للحد من الضربات على البنية التحتية للطاقة.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن كييف "مستعدة لاتخاذ خطوات ملموسة وسريعة للغاية في المحادثات"، لكن ترمب دفع باتجاه إبرام صفقات اقتصادية مع أوكرانيا، يقول إنها ستمنح الولايات المتحدة مصلحة مادية في أمن البلاد بعد الحرب، لكن البيت الأبيض أرسل إشارات متضاربة الأسبوع الماضي، بشأن مصير صفقة المعادن التي سعى إليها ترمب. 

ففي مكالمة مع زيلينسكي، الأربعاء الماضي، قال البيت الأبيض إن ترمب أثار إمكانية سيطرة الولايات المتحدة على محطات الطاقة النووية الأوكرانية، فيما رفض زيلينسكي هذه الرواية وفكرة منح الولايات المتحدة ملكية أكبر منشأة نووية في البلاد "زابوروجيا النووية".

من جانبها، حددت روسيا مطالب محددة، بما في ذلك وقف إمدادات الأسلحة لأوكرانيا، وهو موقف رفضته كييف وحلفاؤها، إذ قالت المصادر إن البيت الأبيض، الذي أوقف لفترة وجيزة تسليم الأسلحة الحيوية في وقت سابق من هذا الشهر للضغط على أوكرانيا، لم يوافق على أي شروط حتى الآن. 

ورغم مطالب روسيا الشاملة في المحادثات حتى الآن، فإن ترمب يدرك أن أي اتفاق يجب أن يكون مقبولاً لدى كييف لضمان نجاحه، وبالتالي فهو غير مستعد للتنازل كثيراً، فيما قال الناطق باسم البيت الأبيض، برايان هيوز: "نعمل من أجل وقف إطلاق النار وسلام دائم. لن نسمح بتداول شروط المناقشات أو توقيتها في وسائل الإعلام"، وفق ما نقلت "بلومبرغ".

أما المسؤولون الأوروبيون، فيخشون أن تدفع رغبة ترمب في تحقيق نصر دبلوماسي إلى التضحية بمصالح أوكرانيا، والموافقة على شروط تجعل البلاد عرضة لهجمات روسية مستقبلية، فيما يرون أن بوتين "يلعب على الوقت لانتزاع المزيد من التنازلات من ترمب وتحقيق تقدم في ساحة المعركة".

وكان مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قال في مقابلة مع "فوكس نيوز"، نشرت في وقت متأخر الجمعة: "لقد أحرزنا تقدماً في هذا الصراع الروسي الأوكراني خلال الأسابيع الثمانية الماضية يفوق ما توقعه أي شخص. الهدف النهائي هو وقف إطلاق نار لمدة 30 يوماً (...) نناقش خلاله وقف إطلاق نار دائم. نحن لسنا بعيدين عن ذلك". 

وأشار ويتكوف إلى أنه رغم أن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ليست مطروحة على جدول الأعمال، إلا أن البديل الذي يحمي البلاد بموجب المادة (5) من ميثاق الحلف "مطروح للنقاش". 

تصنيفات

قصص قد تهمك