
قال رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج، الأحد، إنه يجب أن تختار بكين وواشنطن الحوار بدلاً من المواجهة، والتعاون المربح بدلاً من المنافسة الصفرية، معتبراً أنه لا رابح في الحرب التجارية، وذلك في الوقت الذي تشهد فيه الدولتان احتكاكاً متزايداً بشأن التعريفات الجمركية، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".
وأضاف أن بلاده تأمل في العمل مع الولايات المتحدة جنباً إلى جنب لتعزيز التنمية المستقرة والمستدامة للعلاقات الصينية الأميركية.
وكان السيناتور الجمهوري الأميركي ستيف داينس، قد التقى برئيس الوزراء الصيني في بكين، بحضور 7 مسؤولين تنفيذيين أميركيين، بعد قمة سنوية للأعمال في العاصمة الصينية بمشاركة رؤساء تنفيذيين أجانب كبار.
وذكر تشيانج للسيناتور الأميركي خلال اجتماعهما أنه "لا رابح في الحرب التجارية"، مشدداً على أهمية العلاقات الاقتصادية والتجارية في العلاقات الأميركية الصينية بشكل عام.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عن تشيانج القول: "ستدعم الصين حلولاً لمطالب الشركات المشروعة، وستعامل الشركات المحلية والأجنبية على قدم المساواة".
وذكر تقرير إعلامي أن داينس كان يرافقه كريستيانو آمون الرئيس التنفيذي لشركة "كوالكوم" وألبرت بورلا الرئيس التنفيذي لشركة "فايزر" وبرايان سايكس الرئيس التنفيذي لشركة "كارجيل" وبريندان نيلسون نائب الرئيس الأول لشركة "بوينج"، وغيرهم من المسؤولين التنفيذيين في قاعة الشعب الكبرى ببكين.
زيارة أولى للصين
وهذه أول زيارة لسياسي أميركي للصين منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترمب منصبه في يناير الماضي.
وتسعى بكين إلى حوار رفيع المستوى مع الإدارة الجديدة، أملاً في التوصل إلى اتفاق لتجنب المزيد من ضغوط الرسوم الجمركية من واشنطن.
ويعتبر داينس مؤيداً قوياً لترمب وعضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وشارك بشكل كبير في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين خلال ولاية ترمب الأولى، وقام برحلات متعددة إلى الصين بصفته عضواً في مجلس الشيوخ.
وقال داينس أثناء تقديمه لرؤساء الشركات التنفيذيين وفق ما جاء في نص مشترك: "تتمتع هذه الشركات السبع مجتمعة بخبرة تزيد على 275 عاماً في ممارسة الأعمال التجارية في الصين".
الاجتماع السنوي
وتسعى بكين لجذب الاستثمارات الأجنبية لتعويض أثر ضغوط الرسوم الجمركية الأميركية وتباطؤ اقتصادها المحلي.
وحصل المسؤولون التنفيذيون الأميركيون على فرصة لقاء تشيانج، الذي لن يلتقي بشكل منفصل مع الرؤساء التنفيذيين الأجانب الآخرين في منتدى التنمية الصيني للعام الثاني على التوالي.
وعادة ما ينظر الرؤساء التنفيذيون للشركات الأجنبية إلى الاجتماع السنوي المغلق مع رئيس الوزراء على أنه أحد أبرز أحداث القمة، في ظل شكاواهم المتكررة من عدم تكافؤ الفرص والعقبات التنظيمية، وصعوبة الوصول إلى السوق الصينية.
وشهدت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة توتراً جديداً بعد أن فرض ترمب رسوماً جمركية إضافية على السلع الصينية، متهماً بكين بالتقصير في وقف تدفق "الفنتانيل" إلى الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن يطلق ترمب في أوائل أبريل المقبل جولة جديدة من الرسوم الجمركية على جميع الدول التي تفرض رسوماً على الواردات الأميركية، ومنها الصين على الأرجح.
في وقت سابق الأحد، صرّح تشيانج خلال منتدى التنمية الصيني بأن بلاده قد تشهد صدمات غير متوقعة، ناجمة عن عوامل خارجية، مضيفاً أن الحكومة ستُطبّق، عند الضرورة، سياسات جديدة لضمان سلاسة الاقتصاد المحلي.
أهمية العلاقات
وفي كلمته الافتتاحية، وصف داينس الاجتماع بأنه "فرصة لرؤساء الشركات التنفيذيين لنقل آرائهم في بيئة الأعمال بالصين مباشرة إلى تشيانج".
ومن المقرر أن تختتم في الأول من أبريل المقبل، مراجعة أميركية لمدى وفاء الصين بالوعود التي قطعتها خلال "المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري الذي أبرمته إدارة ترمب في ولايته الأولى".
وقال في منشور على منصة "إكس"، إنه "يأمل في إجراء المزيد من المحادثات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة والصين في المستقبل القريب".
وقبل رحلته إلى الصين، صرّح مكتبه بأنه يُنسّق بشكل وثيق مع البيت الأبيض، وسيُطبّق أجندة الرئيس ترمب "أميركا أولًا"، وفقاً للوكالة.
ومنذ وصوله إلى العاصمة الصينية، الخميس، أجرى محادثات مع نائب رئيس الوزراء الصيني، خه ليفنغ، للتعبير عن دعوة ترمب المستمرة لبكين لوقف تدفق الفنتانيل من الصين، كما التقى نائب وزير الخارجية، ما تشاو شيو.