
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الاثنين، إن باب المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة لا يزال مفتوحاً، لافتاً إلى أن طهران لديها القدرة على إجراء مثل هذه المفاوضات مع واشنطن عبر عدة قنوات، وذلك في وقت تنتظر فيه الأخيرة رداً على رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب تدعو لعقد محادثات بشأن اتفاق نووي جديد.
ونقل تلفزيون "العالم" الرسمي عن عراقجي قوله: "لن نتفاوض مع أميركا بشكل مباشر تحت الضغوط القصوى والتهديدات، ولن نغيّر سياستنا دون تغير نهج الطرف المقابل تجاهنا".
كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي قال إن الرسائل التي تلقّتها إيران من الولايات المتحدة "متناقضة".
وأشار بقائي إلى أن الولايات المتحدة تعلن استعدادها للتفاوض، ولكن في الوقت نفسه تفرض مقاطعة واسعة على قطاعات عدة في إيران.
إعادة إحياء اتفاق 2015
واعتبر عراقجي في تصريحات، الأحد، أن الاتفاق النووي لعام 2015 بشكله الحالي "لا يمكن إحياؤه"، ولكن يمكن الاسترشاد به كنموذج. ورهن الدخول في محادثات مع الولايات المتحدة بـ"تغير بعض الأمور".
وأوضح: "في رأيي، لا يمكن إحياء اتفاق 2015 بصيغته الحالية. لن يكون ذلك في مصلحتنا، لأن وضعنا النووي تطور بشكل ملحوظ، ولم يعد من الممكن أن نعود إلى الأوضاع السابقة".
وتابع: "تكتيكنا ونهجنا الحالي هو أن تكون المفاوضات غير مباشرة مع أميركا، وبرنامجنا النووي سلمي تماماً، وواثقون من ذلك ومستعدون لتعزيز هذه الثقة لدى الآخرين".
وفي ولايته الأولى انسحب ترمب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، والذي فرض قيوداً صارمة على أنشطة طهران النووية مقابل تخفيف العقوبات.
وبعد انسحاب ترمب في عام 2018 وإعادة فرض العقوبات، انتهكت إيران تلك القيود، وتجاوزتها بكثير في إطار تطوير برنامجها النووي.
تفكيك البرنامج النووي الإيراني
في المقابل، قال مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز، الأحد، إن الولايات المتحدة تسعى إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، معتبراً أن بلاده لن تسمح لطهران بامتلاك أسلحة نووية.
وأضاف والتز في مقابلة مع شبكة CBS الأميركية: "لقد رأينا الموت والدمار الذي يرتكبونه من خلال وكلائهم، كجماعة (حزب الله) اللبنانية، ونظام الأسد والحوثيين، وغيرهم. وفي حال امتلاك طهران أسلحة نووية، سوف يشتعل الشرق الأوسط بأكمله في سباق تسلح".
وفي السياق ذاته، قال المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، الأحد، إن رسالة الرئيس دونالد ترمب للمرشد الإيراني بشأن اتفاق نووي جديد محتمل هي محاولة لتجنب العمل العسكري.
وأضاف ويتكوف لقناة Fox News: "لسنا بحاجة إلى حل كل شيء عسكرياً.. رسالتنا لإيران هي: دعونا نجلس معاً، ونرى ما إذا كان بإمكاننا، من خلال الحوار والدبلوماسية، الوصول إلى الحل الصحيح. إذا استطعنا، فنحن مستعدون لذلك. وإذا لم نستطع، فإن البديل ليس خياراً جيداً".
وذكر ترمب هذا الشهر أنه بعث الرسالة إلى خامنئي، وحذَّر من أن "هناك طريقتين للتعامل مع إيران: عسكرياً أو من خلال إبرام اتفاق".
فيما نقل تلفزيون "العالم" عن المرشد الإيراني قوله، الجمعة، إن "الولايات المتحدة يجب أن تعلم أنها لن تستطيع تحقيق مكاسب عبر إطلاق التهديدات ضد إيران".