بعد مقاطعة قياسية للانتخابات.. خاتمي يحذر من "يأس" الإيرانيين

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي يدلي بصوته في طهران خلال انتخابات الرئاسة - 12 يونيو 2009 - REUTERS
الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي يدلي بصوته في طهران خلال انتخابات الرئاسة - 12 يونيو 2009 - REUTERS
دبي – الشرق

حذّر الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي من أن التراجع التاريخي لنسبة الاقتراع، في انتخابات الرئاسة التي نُظمت الجمعة الماضي، يشكّل "إشارة تحذير" للنظام السياسي في إيران، معتبراً أن الأصوات الباطلة، التي حلّت في المرتبة الثانية، بعد الأصوات التي نالها الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي، هي مؤشر على "يأس الشعب وابتعاده عن النظام".

وأعلنت وزارة الداخلية الإيرانية نيل رئيسي نحو 62% من الأصوات، بمشاركة 48,8% من الناخبين، وهذه أدنى نسبة اقتراع في انتخابات رئاسية تشهدها إيران، منذ الثورة عام 1979.

وشهدت محافظة طهران نسبة تصويت متدنية، بلغت 34%، أي نحو نصف الرقم المسجّل في السنوات السابقة، فيما كانت مراكز اقتراع مهجورة بشكل ملحوظ.

ويعكس ذلك تململاً شعبياً، لا سيما نتيجة صعوبات معيشية، وأزمة اقتصادية، أدت إلى انهيار سعر صرف الريال، علماً بأن رفع أسعار الوقود أثار احتجاجات في عام 2019، أوقعت 1500 قتيل، كما أفادت وكالة "رويترز".

وثمة استنكار، شعبي وسياسي، بعد رفض مجلس صيانة الدستور أهلية مرشحين بارزين للانتخابات، بينهم الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، والرئيس السابق للبرلمان علي لاريجاني، والنائب الأول للرئيس حسن روحاني، إسحق جهانكيري.

يأتي ذلك بعد استمرار إخضاع الزعيمين المعارضين، مير حسين موسوي ومهدي كروبي، لإقامة جبرية بعد الاحتجاجات التي تلت إعادة انتخاب أحمدي نجاد، في عام 2009.

الأصوات الباطلة

قناة "إيران إنترناشيونال" أفادت بأن نسبة الأصوات الباطلة، التي بلغت نحو 13%، تُعتبر "سابقة" في تاريخ انتخابات الرئاسة الإيرانية.

وأوضح أن قانون الانتخابات ينصّ على أن بطاقات الاقتراع الباطلة هي تلك التي تحتوي على شيء مكتوب على ورقة الاقتراع، بخلاف اسم أحد المرشحين، إضافة إلى بطاقات الاقتراع الفارغة.

وتابع الموقع أن إحصاءات تشير إلى أن الأصوات الباطلة حققت المركزين، الأول أو الثاني، في غالبية المدن الإيرانية. فقد حلّت أولى في محافظة ألبرز، وثانية في محافظة بوشهر.

وأعلن رئيس لجنة الانتخابات في طهران، شكر الله حسن بيغي، أن 74% من ناخبي العاصمة، لم يدلوا بأصواتهم، إذ اقترع 26% منهم، في مقابل 34.38% من سكان محافظة طهران.

"إحباط الشعب"

"إيران إنترناشيونال" ذكرت أن محمد خاتمي رأى في انخفاض نسبة التصويت "إشارة تحذير" للنظام، منبّهاً إلى حدث "يُعتبر سابقة". وقال: "تسجيل نسبة عالية من الأصوات الباطلة في الانتخابات، مؤشر على إحباط الشعب ويأسه وابتعاده عن النظام".

وحذر الرئيس السابق الإصلاحيين أيضاً، متسائلاً: "ألا يُظهر ما حدث في هذه الانتخابات، والانتخابات السابقة، تضاؤل مصداقية الإصلاحيين (وليس المطالبة بالإصلاح) في المجتمع؟".

"مساعدة إلهية لرئيسي"

كان لافتاً أن وحيد حقانيان، مسؤول الشؤون الخاصة في مكتب المرشد علي خامنئي، تطرّق إلى المنافسين الثلاثة لإبراهيم رئيسي في الانتخابات، وهم: محسن رضائي، وأمير حسين قاضي زاده هاشمي، وعبد الناصر همتي، معتبراً أن "وجودهم كان بمثابة مساعدة إلهية لرئيسي، ويجب أن يُقال على وجه اليقين إنهم ضحّوا بأنفسهم، عن قصد أو عن غير قصد، من أجل الثورة".

وكتب في مقال: "في ظل ظروف عدم تأكيد أهلية المرشحين، والدعوة لمقاطعة الانتخابات من الأجانب، وحتى أحمدي نجاد، لو أعلن هؤلاء الثلاثة انسحابهم، وإن لم تقبل وزارة الداخلية بذلك، فكان ذلك سيمثل بالتأكيد تحدياً كبيراً للجمهورية الإسلامية".

وأضاف أن الثلاثة "لم يعتبروا أنفسهم مرشحين للتغطية، وظلّوا في الساحة بجدية، حتى تأخذ انتخابات 2021 طابعاً حقيقياً وتنافسياً، على رغم شهور من دعاية مكثفة للعدوّ".

"فخور بدفاعي عن حقوق الإنسان"

في مؤتمره الصحافي الأول، بعد انتخابه رئيساً، أشاد رئيسي بـ"حضور كثيف" في مراكز الاقتراع، وفق وكالة "فرانس برس"، لافتاً إلى أن "الانتخابات حملت رسائل للعالم، على رغم الدعاية الإعلامية المعادية". وأضاف: "أولوياتنا تحسين الوضع المعيشي للشعب الإيراني، وبناء نظام إداري سليم بعيداً عن الفساد".

وتحدّى رئيسي اتهامه بانتهاك حقوق الإنسان، نتيجة عضويته في "لجنة الموت"، التي أشرفت على إعدام آلاف من السجناء السياسيين، في عام 1988، علماً أنه يخضع لعقوبات فرضتها الولايات المتحدة في عام 2019.

وقال الرئيس المنتخب: "إذا دافع قاض أو مدع عام عن أمن الناس، فينبغي الإشادة به. أنا فخور بأنني دافعت عن حقوق الإنسان، في كل منصب شغلته حتى الآن"، وفق "رويترز".