
اختتمت المحادثات التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض، الاثنين، بين وفدين من روسيا والولايات المتحدة، لبحث مقترح وقف إطلاق النار بين كييف وموسكو في البحر الأسود، وسط تفاؤل أميركي بإعلان إيجابي واعتراف روسي بصعوبة المباحثات، وعدم التوافق في عدد من الملفات، وتوقعات بـ"صدور إعلان إيجابي قريباً".
وقال عضو الوفد الروسي في "محادثات الرياض" جريجوري كاراسين، الثلاثاء، إن الحوار مع الولايات المتحدة لم يكن سهلاً، ولكنه كان مفيداً، مضيفاً أن المفاوضات "الروسية- الأميركية" ستستمر بمشاركة المجتمع الدولي بما في ذلك الأمم المتحدة.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن كاراسين قوله: "شهد الحوار نقاشاً موسعاً ومعقداً، لكنه كان مفيداً لنا وللأميركيين، لقد تطرقنا إلى العديد من القضايا.. ولم نتوصل إلى توافق في كل النقاط، لكن مجرد إجراء هذا الحوار في توقيته الحالي، مع قدوم الإدارة الأميركية الجديدة وخبراء سياسيين جدد شاركوا في اجتماع مجموعات العمل، يبدو لي أمراً في غاية الأهمية".
وبخصوص الحوار بشأن أوكرانيا، قال كاراسين إن "المواقف لا تتطابق دائماً، لكن الأطراف ستبحث عن شكل من أشكال التفاعل، وقد ظهرت مثل هذه الفرصة.. وفي الوقت نفسه، تدرك موسكو وواشنطن أنهما بحاجة إلى التعاون بشأن القضايا المتعلقة بالأزمة الأوكرانية".
وأفادت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، بأن وزير الخارجية سيرجي لافروف سيكشف، الثلاثاء، عن بعض جوانب المحادثات الروسية الأميركية، حول التسوية الأوكرانية، التي جرت في السعودية، وفق وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وقال مصدر روسي لـ"رويترز"، إن المحادثات اختتمت مساء الاثنين، وأُرسلت مسودة بيان مشترك إلى موسكو وواشنطن للموافقة عليها، بهدف إصداره الثلاثاء.
كما اعتبر مصدر في البيت الأبيض خلال تصريحات لـ"رويترز"، أن المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة مع وفدي أوكرانيا وروسيا "تسير على ما يرام، ومن المتوقع صدور إعلان إيجابي قريباً".
محادثات أوكرانية أميركية
من المقرر أن يلتقي وفدان من أوكرانيا والولايات المتحدة في السعودية، الثلاثاء، عقب محادثات روسية أميركية، لبحث وقف لإطلاق النار في البحر الأسود تأمل واشنطن أن يمهد الطريق لمفاوضات سلام أوسع.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، إن مسؤولين من أوكرانيا في الرياض سيلتقون الفريق الأميركي عقب المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة.
محادثات الرياض
واجتمع الوفد الأميركي مع مسؤولين أوكرانيين، الأحد، ومع مسؤولين روس، الاثنين، في العاصمة السعودية الرياض، لبحث وقف إطلاق النار في البحر الأسود، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال إن "هناك قضايا أخرى طرحت للنقاش" في إطار السعي لوقف الحرب الروسية المستمرة منذ 3 سنوات على أوكرانيا.
وأضاف ترمب خلال اجتماعه بمجلس وزرائه: "نحن نتحدث حالياً عن الأراضي، ونتحدث عن ترسيم الحدود، ونتحدث عن الطاقة، وملكية محطات الطاقة. البعض يقول إن الولايات المتحدة يجب أن تمتلك محطة الطاقة... لأننا نمتلك الخبرة".
تسوية الأزمة الأوكرانية
واستضافت الرياض جولة مباحثات أميركية روسية، وأخرى أميركية أوكرانية منفصلة، بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية، جرى خلالها مناقشة آليات الهدنة الجزئية المقترحة لمدة 30 يوماً، وركزت على وقف الهجمات على منشآت الطاقة بين البلدين، وضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود، وحماية البنية التحتية المدنية وتخفيف معاناة السكان في مناطق النزاع.
ومثل روسيا خلال المفاوضات جريجوري كاراسين وهو دبلوماسي سابق يشغل حالياً منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، وسيرجي بيسيدا مستشار رئيس جهاز الأمن الاتحادي.
أما الوفد الأميركي فيقوده آندرو بيك المسؤول الكبير بمجلس الأمن القومي الأميركي، ومايكل أنطون المسؤول بوزارة الخارجية الأميركية، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".