
قال حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان-المعارضة المنتمي إليه رياك مشار النائب الأول لرئيس جنوب السودان، الأربعاء، إنه يحاول معرفة مكانه بعد ما وصفه بـ"اقتحام" وزير الدفاع ورئيس الأمن الوطني مقر إقامة مشار وتسليمه مذكرة اعتقال.
ووصف بيان صادر عن رياث مووك تانج، الرئيس بالإنابة للجنة القومية للعلاقات الخارجية بالحركة، هذه الإجراءات بأنها "انتهاك صارخ للدستور واتفاق سلام عام 2018"، الذي أنهى حرباً أهلية استمرت خمس سنوات.
وفي وقت سابق من الأربعاء، أفادت الأمم المتحدة بوقوع اشتباكات خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير والقوات الموالية لمشار خارج العاصمة جوبا.
وكان مشار، اتهم أوغندا بانتهاك حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، واتفاق السلام بين البلدين، وذلك من خلال دخول جنوب السودان بوحدات مدرعة وقوات جوية وشن غارات جوية هناك.
وذكر في رسالة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق إفريقيا (إيجاد)، إن التدخل العسكري الأوغندي في جنوب السودان انتهك اتفاق السلام المبرم عام 2018، والذي أنهى حرباً أهلية وحشية استمرت خمس سنوات.
نشر قوات أوغندية
وقالت أوغندا إنها نشرت قوات في جنوب السودان بوقت سابق من هذا الشهر بناء على طلب الحكومة هناك، في أعقاب انهيار العلاقة المتوترة بين مشار والرئيس سلفا كير.
وفي أوائل مارس، اعتقلت قوات الأمن العديد من كبار حلفاء مشار في أعقاب اشتباكات بشمال شرق البلاد بين الجيش وميليشيا الجيش الأبيض العرقية، التي تتهم الحكومة مشار بدعمها.
وينفي حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان-المعارضة بزعامة مشار، أي صلات مستمرة مع الجيش الأبيض، الذي يتألف في الغالب من أبناء قبيلة النوير العرقيين المسلحين الذين قاتلوا إلى جانب مشار ضد قوات سلفا كير التي يغلب عليها أبناء قبيلة الدينكا خلال الصراع الذي دار من 2013 إلى 2018.
وقال مشار، في الرسالة التي تحمل تاريخ 23 مارس، إن "القوات الأوغندية تشارك حالياً في غارات جوية ضد المدنيين"، وحث على الضغط على أوغندا لسحب قواتها.
وكان البرلمان الأوغندي، قد وافق بأثر رجعي على الانتشار في جنوب السودان، والذي تم الإعلان عنه لأول مرة في 11 مارس. وقال وزير الدفاع الأوغندي جاكوب ماركسون أوبوث إن الانتشار جاء لتجنب كارثة أمنية في أحدث دولة في إفريقيا.
وكان قائد الجيش الأوغندي موهوزي كاينيروجابا في سلسلة من المنشورات نُشرت على منصة "إكس": "لقد سئمت من قتل النوير"، في إشارة إلى القبيلة التي ينتمي لها مشار.
النرويج تغلق سفارتها
وفي السياق، قالت وزارة الخارجية النرويجية، الأربعاء، إنها ستغلق مؤقتاً سفارتها في جوبا عاصمة جنوب السودان بسبب تدهور الوضع الأمني هناك.
وأقال سلفا كير رئيس جنوب السودان الأسبوع الماضي حاكم ولاية أعالي النيل حيث تصاعدت الاشتباكات بين قوات الحكومة وميليشيا عرقية يتهمها بالتحالف مع غريمه رياك مشار وهو النائب الأول للرئيس.
وتسببت الأزمة في زيادة المخاوف من انزلاق جنوب السودان إلى الصراع بعد سبع سنوات من انتهاء حرب أهلية قتلت مئات الألوف.
وقالت وزارة الخارجية النرويجية في بيان إن السفارة ستنجز أعمالها من العاصمة الكينية نيروبي حتى إشعار آخر، على أن تستأنف العمل في جوبا عندما يسمح الوضع بذلك.