
أعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن قلقه بشأن حالة "عدم الاستقرار" التي تشهدها تركيا، وذلك في أعقاب احتجاز عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، فيما أبدى رغبة في استئناف التعاون مع أنقرة في عدد من القضايا، بينها الوضع في سوريا.
ومنذ أكثر من أسبوع، تشهد تركيا أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ 10 سنوات، وذلك بعد صدور حكم بحبس إمام أوغلو، أكبر منافس سياسي للرئيس أردوغان، على ذمة المحاكمة بتهم فساد ينفيها.
وقال وزير الخارجية الأميركي للصحافيين على متن الطائرة أثناء عودته من رحلة إلى منطقة البحر الكاريبي، إنه أعرب لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان، عن مخاوف الولايات المتحدة بشأن الاحتجاجات والاعتقالات في تركيا بعد اعتقال أوغلو.
وأضاف: "نحن نراقب، وقد أعربنا عن قلقنا، ولا نحب أن نرى مثل هذا الاضطراب في أي دولة، خاصة عندما تكون حليفاً مقرباً".
وأضاف روبيو: "نحن نشاهد نفس التقارير الإخبارية التي يشاهدها الجميع حول ما يحدث. بالتأكيد نشعر بالقلق إزاء هذه الاحتجاجات وبعض التقارير".
وأوضح أن الرئيس دونالد ترمب، خلال فترة ولايته الأولى، كان له "علاقة عمل جيدة للغاية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان"، وأن واشنطن تريد استئناف ذلك والتعاون في عدد من القضايا، مشيراً إلى رغبة الولايات المتحدة في التعاون مع تركيا بشأن سوريا وأماكن أخرى غيرها.
وجاء اعتقال إمام أوغلو قبل أيام من إعلانه مرشحاً رئاسياً لحزب الشعب الجمهوري في الانتخابات المقبلة المقررة في عام 2028.
وأعلنت السلطات التركية اعتقال نحو 1900 شخصاً منذ اندلاع الاحتجاجات على احتجاز أكرم إمام أوغلو، الأسبوع الماضي، وفرضت غرامات على 4 قنوات تلفزيونية، وأمرت بوقف بث محطة لمدة 10 أيام، على خلفية تغطيتهم للمظاهرات.
واعتبر قادة غربيون أن القضية تمثل تراجعاً ديمقراطياً. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، إن باريس تحترم تركيا، وتعترف بالمسؤولية التي تبديها في البحر الأسود، لكن "الطبيعة الممنهجة" للهجمات على الحريات تعتبر أعمالا عدائية تأسف لها فرنسا.
لقاء أردوغان وترمب
وقال مسؤولون أتراك إن الرئيس التركي، يعمل لترتيب لقاء مع نظيره الأميركي في البيت الأبيض نهاية أبريل المقبل، حسبما أفادت "بلومبرغ".
وأوضح المسؤولون أن أردوغان يرى أن تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين أنقرة وواشنطن أمر بالغ الأهمية لاستقرار المنطقة، حيث تتطلع تركيا إلى أن تصبح وسيطاً قوياً بارزاً في قضايا عدة من أوكرانيا إلى سوريا.
ولفت المسؤولون إلى أن دور تركيا كركيزة أساسية لحلف شمال الأطلسي "الناتو" يكتسب أهمية خاصة، في وقت تراجع فيه الولايات المتحدة التزامها تجاه أوروبا.
وتوترت العلاقات الأميركية- التركية قبل سنوات، بسبب شراء أنقرة لنظام دفاع صاروخي روسي، ودعم واشنطن لأكراد سوريا، من بين نزاعات أخرى.
ويعد تسليح الولايات المتحدة وتدريبها للقوات الكردية في سوريا، من النقاط الخلافية الأخرى بين الجانبين، إذ تعتبر تركيا هذه القوات تهديداً لها، نظراً لارتباطها بحزب العمال الكردستاني.
وتستغل تركيا دورها التقليدي الممتد بين الشرق والغرب، حيث تمنحها عضويتها في حلف الناتو مصداقية في كل من أوروبا والشرق الأوسط.
وأنشأت تركيا آلية عمليات مشتركة لمنع عودة ظهور تنظيم "داعش"، وهو مصدر قلق رئيسي للولايات المتحدة، إلى جانب سوريا ولبنان والأردن والعراق في وقت سابق من الشهر الجاري.