
قال مسؤولان أميركيان لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن إسرائيل قدمت معلومات استخباراتية حساسة من مصدر بشري في اليمن، تتعلق باستهداف خبير صواريخ من جماعة الحوثي بالضربات الأميركية التي وقعت في 15 مارس الجاري، وجرى تداول تلك المعلومات عبر "محادثات سيجنال" المسربة بين كبار مسؤولي إدارة الرئيس دونالد ترمب.
وبعد وقت قصير من بدء الضربات الأميركية، أرسل مستشار الأمن القومي مايك والتز على سيجنال، رسالة نصية مفادها أن هدفاً رئيسياً للهجمات، وهو خبير صواريخ حوثي، دخل مبنى صديقته، الذي قال إنه "دُمر".
وكتب والتز في المحادثة: "الهدف الأول: كبير مسؤولي الصواريخ لدى الحوثي، كان لدينا هوية مؤكدة له وهو يدخل مبنى صديقته، الذي انهار تماماً الآن"، ولم يصف والتز مصادر المعلومات الاستخباراتية، لكنه قال في رسالة أخرى إن الولايات المتحدة لديها "تحديدات إيجابية متعددة".
وجاءت رسالة والتز، رداً على سؤال من نائب الرئيس جي دي فانس، بشأن نتائج الضربة التي أبلغ عنها مستشار الأمن القومي في بداية المحادثة.
وبعد الموجة الأولى من الهجمات، نشر والتز معلومات آنية في تطبيق "سيجنال"، قال فيها: "نائب الرئيس، انهار المبنى وكانت هناك عدة تحديدات إيجابية. بيت، كوريللا، الاستخبارات، إنه عمل رائع"، مشيراً إلى وزير الدفاع بيت هيجسيث وقائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل إريك كوريلا، ومجتمع الاستخبارات.
وأربكت الرسالة فانس، الذي رد عليها بعد مرور دقائق، قائلاً: "ماذا؟"، ليرد والتز قائلاً إنه "كتب بسرعة كبيرة"، مكرراً أن خبير الصواريخ الحوثي شوهد وهو يدخل منزل صديقته، وأن المبنى قد دُمّر، ليعود فانس ويرد: "ممتاز".
ونشرت مجلة "ذي أتلانتيك"، التي كان رئيس تحريرها جيفري جولدبرج موجوداً في المحادثة، عن طريق الخطأ، الرسائل التي تبادلها والتز ومسؤولون كبار آخرون في إدارة ترمب هذا الأسبوع،
وقال مسؤولون دفاعيون، إن الولايات المتحدة تلقت أيضاً معلومات استخباراتية حول الأهداف التي ضُربت في الهجوم من طائرات استطلاع بدون طيار تحلق فوق اليمن، فيما قال مسؤول أميركي إن مسؤولين إسرائيليين اشتكوا سراً لمسؤولين أميركيين من أن "رسائل والتز النصية أصبحت علنية".
دور إسرائيل
ويُبرز دور إسرائيل في تقديم المعلومات التي ساعدت في تتبع المسلح، حساسية بعض المعلومات التي وردت الرسائل النصية، ويثير تساؤلات حول ادعاء إدارة ترمب بعدم مشاركة أي معلومات سرية عبر محادثة "سيجنال"، وهو تطبيق تجاري غير حكومي متاح للجمهور.
وفي إحاطة للبنتاجون بعد يومين من الضربات الأميركية، صرّح الفريق أول في القوات الجوية، أليكسوس جرينكويش، مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة، بأن الولايات المتحدة ضربت أكثر من 30 هدفاً، بما في ذلك ما قال إنها مراكز قيادة وتحكم تابعة للحوثيين ومجمعاً كان يتواجد فيه عدد من كبار خبراء الطائرات المسيرة التابعة للحوثيين"، بينما قال إن هناك عشرات من الضحايا العسكريين، إلا أنه لم يذكر خبير الصواريخ، وسط ترجيحات بأن ذلك تم حماية لهوية الشخص في اليمن الذي كان يقدم معلومات آنية عن الضربات بعناية.
وعندما سُئل عما إذا كانت إسرائيل قد قدمت معلومات استخباراتية عن الضربة التي وصفها والتز، قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي برايان هيوز: "لم تُدرج أي معلومات سرية في المحادثة".
وفي صدى لتعليقات والتز ووزير الدفاع بيت هيجسيث ومسؤولين كبار آخرين حول محادثة "سيجنال"، أضاف هيوز:"الرسائل لا تحتوي على مواقع، ولا مصادر، ولا أساليب، ولا خطط حرب، وقد تم إخطار الشركاء الأجانب بالفعل بأن الضربات وشيكة".
وسعت إدارة الرئيس السابق جو بايدن العام الماضي، إلى وضع خيارات لضرب كبار القادة العسكريين والسياسيين الحوثيين، لكنها لم تقرر تنفيذها، لكن العمل على تلك الخيارات منح إدارة ترمب بداية في تحديد أهداف لضربها في 15 مارس على الحوثيين في اليمن.
وتحمّل والتز مسؤولية "تسريبات سيجنال" وإضافة جولدبرج إليها عن غير قصد، فيما دافع ترمب عنه، واصفاً إياه بـ"الرجل الصالح" الذي ارتكب خطأً.
ويرى مسؤولون حاليون وسابقون أن تسريبات الاستخبارات قد تُعرّض مصادر الاستخبارات الأجنبية للخطر، وتجعل الدول الأخرى مترددة في مشاركة مثل هذه المعلومات الحساسة.
يشار إلى أن إدارة ترمب شنّت الضربات لمنع الحوثيين من مهاجمة السفن التجارية والعسكرية العابرة للبحر الأحمر، الذي كان في السابق أحد أكثر الممرات المائية التجارية ازدحاماً، وردعهم عن مواصلة الضربات الصاروخية التي تستهدف إسرائيل.