كينيا ترسل مبعوثاً خاصاً لنزع فتيل الأزمة في جنوب السودان بين الرئيس ونائبه

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت (يسار) ونائب الرئيس السابق ريك مشار يلتقيان في قصر الرئاسة في جوبا، جنوب السودان. 20 فبراير 2020 - Reuters
رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت (يسار) ونائب الرئيس السابق ريك مشار يلتقيان في قصر الرئاسة في جوبا، جنوب السودان. 20 فبراير 2020 - Reuters
نيروبي-رويترز

عين الرئيس الكيني وليام روتو رئيس الوزراء السابق رايلا أودينجا مبعوثاً خاصاً لجنوب السودان، للمساعدة في حل خلاف يتسع بين الرئيس سلفا كير ومنافسه منذ فترة طويلة نائبه الأول ريك مشار، ويهدد بجر البلاد إلى الحرب من جديد.

ومن المتوقع أن يسافر أودينجا إلى جنوب السودان الجمعة، في إطار الجهود الإقليمية لتهدئة التوترات.

واحتُجز مشار، زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة، في مقر إقامته الأربعاء، مما أثار قلقاً دولياً من احتمال عودة الحرب الأهلية. وقال حزبه إن قوات الأمن الموالية للرئيس سلفا كير حاصرت مقر إقامته قبل اعتقاله.

وتهدد هذه التطورات بإلغاء اتفاق السلام لعام 2018، والذي أنهى حرباً أهلية استمرت خمس سنوات، وأدى إلى حكومة هشة تقاسم فيها الاثنان السلطة.

وكانت حكومتهما بطيئة في تنفيذ البنود الرئيسية لاتفاق السلام، مثل إجراء انتخابات عامة وتوحيد قواتهما في جيش واحد.

ووفقاً للسكرتير الصحفي لمشار، بوك بوث بالوانج، ونائب رئيس الحزب، أويت ناثانيال بيرينو، اقتحم موكب من المركبات المسلحة، بقيادة وزير الدفاع ورئيس الأمن الوطني في جنوب السودان، منزل مشار. وتم تجريد حراسه الشخصيين من أسلحتهم، وصدرت بحقه مذكرة توقيف بتهمة "غير معروفة"، وفق موقع "radiotamazuj".

وأدانت الحركة الشعبية لتحرير السودان (المعارضة) هذه الخطوة، معتبرةً إياها انتهاكاً لاتفاق السلام لعام 2018.

مخاوف أممية

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الخميس، إن اعتقال مشار "دفع البلاد خطوة نحو حافة الانزلاق لحرب أهلية".

وحذرت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان من أن قادة البلاد "على وشك الانزلاق إلى صراع واسع النطاق". وقالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، التي توسطت في اتفاق عام 2018، إن الأزمة تُنذر بعرقلة عملية السلام وإشعال فتيل "حرب شاملة".

وينفي حزب مشار اتهامات الحكومة بأنه يدعم الجيش الأبيض، وهي ميليشيا عرقية تتألف إلى حد كبير من شبان قبيلة النوير اشتبكت مع الجيش في بلدة الناصر بشمال شرق البلاد هذا الشهر؛ مما أثار أحدث أزمة سياسية.

ورداً على الاشتباكات، اعتقلت قوات كير عدة حلفاء كبار لمشار، ومن بينهم وزير النفط ونائب لقائد الجيش.

ووقعت اشتباكات بين القوات الموالية لكير، وتلك المناصرة لمشار في الأيام القليلة الماضية خارج جوبا وأماكن أخرى.

وقال الرئيس الكيني وليام روتو، الذي يرأس مجموعة شرق إفريقيا، إنه تحدث مع كير بشأن اعتقال مشار، وإنه سيرسل مبعوثاً خاصاً للمساعدة في تهدئة الوضع وإبلاغه بالتطورات.

وقال بوك بوث بالوانج المتحدث باسم مشار إن اختيار أودينجا بادرة طيبة "ما دامت تهدف إلى تهدئة الوضع".

وأضاف في تعليقات عبر الهاتف "(مشار) بخير، لكن لا شيء تغير. لا يزال قيد الإقامة الجبرية".

وذكر روتو أنه استشار أيضاً الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، الذي أرسل قوات هذا الشهر إلى جنوب السودان بناءً على طلب الحكومة للمساعدة في تأمين العاصمة، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الذي استضافت بلاده من قبل محادثات سلام جنوب السودان.

وقال الاتحاد الإفريقي إنه سيرسل "لجنة حكماء" من خمس "شخصيات إفريقية تحظى باحترام كبير"، للمساعدة في تهدئة الوضع.

وخاضت الفصائل الموالية لكل من كير ومشار حربا أهلية من عامي 2013 إلى 2018 أسفرت عن سقوط مئات الآلاف.

تصنيفات

قصص قد تهمك