
قال مسؤولان إسرائيليان، الجمعة، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كلف جهاز الاستخبارات الخارجية "الموساد"، بالبحث عن دول توافق على استقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين من قطاع غزة، حسبما نقل موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي.
وأضاف المسؤولان ومسؤول أميركي سابق للموقع، أن تل أبيب أجرت بالفعل محادثات مع الصومال وجنوب السودان، بالإضافة إلى دول أخرى منها إندونيسيا.
وذكر المسؤولان أن نتنياهو كلف جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي "الموساد" بهذه المهمة قبل عدة أسابيع.
وأشار الموقع الأميركي إلى أن مكتب نتنياهو رفض التعليق على الخبر، لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية كان قد تعهد ومسؤولين إسرائيليين كبار باحتلال المزيد والمزيد من قطاع غزة إذا رفضت حركة "حماس" إطلاق سراح المحتجزين المتبقين.
واعتبر "أكسيوس" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يبحث أيضاً عن سبل لنقل أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى دول ربما تبعد آلاف الأميال عن موطنهم، عقب فشل مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإخراج مليوني فلسطيني من غزة.
إدارة إسرائيلية لتهجير فلسطيني غزة
وكان مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي وافق على اقتراح قدّمه وزير الدفاع يسرائيل كاتس، في فبراير الماضي، لإنشاء إدارة جديدة داخل الوزارة تتولى "تمكين" مغادرة الفلسطينيين من قطاع غزة "طواعية"، حسبما أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" حينها.
وذكر مكتب كاتس، في بيان، أن الإدارة الجديدة ستعمل على "التحضير لتمكين المرور الآمن والمنظم لسكان غزة الراغبين في مغادرة القطاع طوعياً إلى دول ثالثة، بما في ذلك تأمين تنقلهم، وتحديد مسارات للحركة، وإجراء الفحوصات عند المعابر المحددة داخل قطاع غزة، فضلاً عن تنسيق توفير البنية التحتية اللازمة التي تضمن انتقالهم براً وبحراً وجواً إلى الدول المستقبلة".
وأشار البيان، إلى أن كاتس سيختار رئيس الإدارة الجديدة قريباً، زاعماً أن الجهود المبذولة لتمكين مغادرة سكان غزة الراغبين في الهجرة من القطاع "تتم بموجب القانون الإسرائيلي والدولي، ووفقاً لرؤية الرئيس الأميركي دونالد ترمب".
وأوضح كاتس: "نعمل بكل الوسائل لتنفيذ رؤية الرئيس الأميركي، وسنسمح لأي مقيم في غزة يرغب في الانتقال إلى دولة ثالثة بالقيام بذلك".
وفي فبراير الماضي، أصدر كاتس تعليمات للجيش بإعداد خطة للسماح لسكان غزة بمغادرة القطاع. وقال حينها: "أرحب بخطة الرئيس ترمب الجريئة، ويجب السماح لسكان غزة بحرية المغادرة والهجرة، كما هي القاعدة في جميع أنحاء العالم".
وأثار الرئيس الأميركي انتقادات عربية ودولية واسعة حتى من أقرب حلفائه الغربيين، بعدما طرح فكرة نقل الفلسطينيين من غزة وفرض سيطرة أميركية على القطاع المحاصر في أفق إعادة إعماره وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وقوبل مقترح الرئيس الأميركي برفض دولي مطلق، إذ عبّر حلفاء الولايات المتحدة، بما فيهم الأوروبيين، عن رفضهم اقتراح ترمب بأن "تتولى" الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة وإعادة توطين سكانه الفلسطينيين بشكل دائم، وأدانوه على الفور، معتبرين أن غزة "هي أرض الفلسطينيين، ويجب أن يبقوا فيها".